أكد مسئول فلسطيني أن قيام إسرائيل بهدم مقبرة "مأمن الله " التي تقع في الجانب الغربي لمدينة " القدس القديمة "هو خير شاهد على وحشيتها تجاه المقدسات الإسلامية حيث تقوم بطمس كل أثر إسلامي في هذه المدينة المقدسة بكل الطرق والوسائل الغير مشروعة مشيرين إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بانتزاع معظم عظام ورفات الموتي والشهداء من هذه المقبرة وألقت بها في الطرقات والشوارع ، وأقامت على معظم مساحة المقبرة منشآتها الاستيطانية . وقال رئيس قسم المخطوطات والتراث بالمسجد الأقصى ناجح بكيرات في تصريحات لموفد وكالة أنباء "الشرق الاوسط" برام الله إن المقبرة التي تقع في القدس مدينة السلام يسميها البعض " ماملا " بمعني ماء أو بركة من الله ، وتبلغ مساحتها 200 دونم " الدونم ألف متر مربع " وتعد من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدوسجلت في سجلات دائرة الأراضي " الطابو " في 22 مارس من عام 1938 وصدر لها وثيقة بكونها من ضمن أراضي الوقف الاسلامي .
وأشار إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على مقبرة " مأمن الله " لاحصر له ، بدءا من تعرضها لمخطط صهيوني منذ احتلال إسرائيل للقدس عام 1948 ، حيث أقرت قانونا اعتبرت بمقتضاه المقابر ، والأضرحة ، والمساجد ، بالجانب الغربي للقدس ومن بينها مقبرة " مأمن الله " من أملاك الغائبين والمتصرف بشأنها حارس أملاك الغائبين .
وقال بكيرات إنه في عام 1967 قامت إسرائيل باقامة حديقة عامة تسمى "حديقة الاستقلال " على جزء من مقبرة مأمن الله بعد نبش قبورها وإخراج رفات الموتى وألقت بها في الأماكن المخصصة للنفايات بعد حملها بالجرافات وتشييد فندق " بلازا " على جزء اخر بالمقبرة ، كما أقامت في عام 1985 موقفا للسيارات علي جزء اخر بالمقبرة بهدف تغيير معالمها وطمس كل اثر إسلامي بمدينة القدس .
وأضاف أن الانتهاكات الإسرائيلية لم تتوقف عند هذا الحد ، بل أجرت في عام 1987 عمليات حفر بالمقبرة وأسفلها بزعم تجديد شبكات الصرف وواصلت في عام 2000 أعمال الحفر لمد أسلاك الكهرباء منتهكة بذلك حرمة الأموات.
ولفت إلى أن إسرائيل أعلنت في عام 2002 عن مخططها لاقامة مبنى للمحاكم الاسرائيلية على القليل مما تبقى من مساحة المقبرة الذي لايزيد حاليا عن 20 دونما وشرعت أيضا في وضع أساس مركز يسمى الكرامة الانسانية أو " متحف التسامح في مدينة القدس " بتمويل من مليونير يهودى أمريكي . وأكد بكيرات أن إسرائيل تسعى للقضاء على أي أثر عربي في القدس الشريف ، حى أو ميت لاضفاء الطابع اليهودي على المدينة ، وتزييف وتحويل التاريخ من إسلامي بطولي إلى يهودي زائف ، منبها أن استيلاء إسرائيل على كامل مساحة المقبرة سيعطى شعورا للاسرائيليين باستباحة " المسجد الاقصى " والاعتداء عليه وهدمه وجميع المقدسات الاسلامية رغم حمايتها من قبل القوانين الدولية . وأشار إلى أنه في مكان هذه المقبرة عسكر " سنحارليب ملك الاشوريين " عندما وصل القدس عام 710 قبل الميلاد ، ودفن في ثراها عدد كبير من الصحابة أثناء الفتح الاسلامي للقدس عام 636 بعد الميلاد علي يد الخليفة عمر بن الخطاب ، كما دفن بها 70 ألفا من الرجال والنساء المسلمين في المقبرة استشهدوا مع احتلال الصليبيين للقدس .
وأوضح أنه عند تحرير القدس عام 1187 بعد الميلاد أمر القائد صلاح الدين الأيوبي بدفن شهداء المعارك مع الصليبيين بمقبرة " مأمن الله " التي تأوى رفات الآلاف من الصحابة والعلماء والفقهاء والزاهدين ، مضيفا أن المقبرة حباها الله بالتكريم بأن ضمت بين ثراها رفات بعض صحابة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أمثال عبادة بن صامت ، والفقيه شهاب الدين أبو العباس ، والعالم عيسى بن محمد العكارى أحد كبار مستشارى القائد صلاح الدين الأيوبي.