إلغاء الأسر الطلابية.. تأجيل الدراسة.. الفصل لمن يسب السيسي.. تحصين أسوار الجامعات.. أحدث صيحات الانقلاب لوقف الحراك الطلابي لا تزال رقعة الإجراءات التي تتخذها حكومة الانقلاب تتسع يوما بعد الآخر، ظنا منها أنها توقف بذلك الحراك الطلابي الذي بات يؤرقها، كانت آخر هذه الإجراءات إعلان جابر نصار -رئيس جامعة القاهرة- أن الجامعة قررت إلغاء نظام الأسر الجامعية الخاصة بالطلاب إذا كانت ظهيرا لأي جماعة سياسية أو حزبية- على حد قوله- حتى لا يتم السماح لأي أنشطة حزبية داخل الحرم الجامعي بما يؤثر على سير العملية التعليمية. تأجيل الدراسة لم يكن هذا القرار الأول إذ سبقه قرار مهم وهو تأجيل الدراسة بعدما أعلن السيد عبد الخالق -وزير التعليم العالي بحكومة الانقلاب- أنه كلف أشرف حاتم -أمين المجلس الأعلى للجامعات- بإبلاغ رؤساء الجامعات بتأجيل الدراسة بالجامعات إلى 11 من أكتوبر المقبل، وذلك عقب إجازة عيد الأضحى المبارك. وأرجع سبب هذا التأجيل إلى إتاحة المزيد من الوقت أمام الجامعات للانتهاء من أعمال الصيانة السنوية للمنشآت والمدرجات والمعامل والورش، وكذلك إعداد وتجهيز المدن الجامعية لاستقبال الطلاب، وذلك بما يساعد على حسن بداية العام الجامعي الجديد -على حد قوله- وتوفير كافة السبل اللازمة للعملية التعليمية، وكذلك الخدمات التي تقدمها المدن الجامعية للطلاب. التحصينات الأمنية تزامنا مع تأجيل الدراسة في الجامعات المصرية خوفا من تصاعد الغضب الطلابي والتصعيد الثوري المناهض للانقلاب العسكري، تواصل جامعة القاهرة اتخاذ التدابير والتحصينات الأمنية، ظنا منها أنها تستطيع أن توقف الحراك الثوري في العام الدراسي القادم. آخر تلك التحصينات هو ما تقوم به الإدارة برئاسة جابر نصار رئيس الجامعة، من إحاطة أسوار الجامعة بسياج معدني، بداية من مدخل الباب الرئيسي وحتى باب كلية الآداب، كما يجري إغلاق السور المحيط بباب كلية التجارة، لسد فراغاته وإحكام إغلاقه. ويعد إحاطة الجامعة بسياج معدني ليس هو الإجراء الأول من نوعه الذي اتخذته جامعة القاهرة قبل بدء العام الدراسي، بهدف القضاء على الحراك الثوري في العام القادم، حيث قامت الجامعة بفصل عشرات الطلاب فصلا تعسفيا، وزيادة ميزانية الأمن الإداري ليتمكنوا مع قمع الحراك الطلابي، والاتفاق مع داخلية الانقلاب على التدخل الفوري حال اندلاع أية مظاهرات، مع التضييق على أساتذة الجامعة وأعضاء هيئات التدريس المناهضين للانقلاب الدموي والداعمين للحراك الطلابي الثوري. الفصل لسبّ السيسي طالعنا مجلس جامعة بني سويف برئاسة أمين لطفي -رئيس الجامعة- بقرار غريب الأيام الماضية؛ يتضمن فصل أي طالب يسيء إلى قائد الانقلاب الدموي عبد الفتاح السيسي بشكل نهائي. جامعة بني سويف ليست وحدها من اتخذت مثل تلك القرارات التعسفية؛ ولكن تكرر الأمر في جامعتي حلون وعين شمس، وهذا هو التوجه العام الإجرامي في حق الجامعات المصرية وفي حق المنظومة القانونية. مزيد من الاحتقان إبراهيم جمال: إلغاء الأسر الطلابية وتأجيل الدراسة أمر متوقع والانقلاب يكرر سيناريو أبشع من مبارك يقول إبراهيم جمال -المتحدث باسم حركة طلاب ضد الانقلاب- كان متوقعا أن تُصدر قرارات بإلغاء الأسر الطلابية في الجامعات أو إلغاء الاتحادات الطلابية، لأن هذا يدخل في إطار سياسة الحكم الديكتاتوري التي لا تقبل بالرأي الآخر أيا كان من الطلاب أو غيرهم. مضيفا "لقد حدث في عهد الرئيس المخلوع مبارك أن تم إلغاء الأنشطة الطلابية، وكان أمن الدولة يتحكم في انتخابات الاتحادات الطلابية، الانقلاب يكرر سيناريو نظام مبارك لكن بشكل أكثر بشاعة". ويتابع جمال –في تصريح ل"الحرية والعدالة"- قائلا "هناك الكثير من الحركات الطلابية المناهضة للحكم العسكرى، أصبحت تتخذ منهجا آخر بعيدا عن الأنشطة الطلابية، إذ تعبر عن رأيها بتنظيم الفاعليات، وذلك لسببين أولهما عدم اعترافها بهذه المؤسسات والقوانين واللوائح التي يتم تعديلها منذ 3من يوليو 2013، ثانيهما أنها تسهمان في مزيد من القمع". مشيرا إلى أنه في العام الدراسي المقبل سيفقد المجتمع الجامعي الكثير من النخب الطلابية الخدمية، وسيكون أكثر احتقانا وكراهية للسلطة الحالية، وبالتالي ستتسع الشريحة المعارضة يوما بعد يوم خاصة بعد عودة اللائحة الطلابية لسنة 1979 وعودة سيطرة أمن الدولة. ويرى المتحدث الرسمي باسم الحركة أن قرار تأجيل الدراسة يبرهن أن الحالة في البلاد أصبحت غير مستقرة، وأن هناك اتجاها إلى حكم مستبد، قائلا "لم نجد أعمال الصيانة تتسبب في تأجيل الدراسة إلا في عهد الانقلاب"، مبديا وجهة نظره في أن سبب التأجيل يرجع إلى الحاجة لمزيد من الوقت لتركيب بوابات مصفحة داخل الحُرم الجامعية وكاميرات لمزيد من القمع. ويوضح جمال أنه في العام الماضي تأجلت الدراسة لأكثر من شهر ونصف وتم تقديم الامتحانات، مما أدى إلى تآكل العام الدراسي وأصبحت الدراسة هشة وبلا مضمون، رافضا تأجيل الدراسة لأنه ليس في صالح الطلبة، كما أن الحراك الطلابي الثوري يسهم في ازدياد واشتعال الحراك الثوري في الشارع.
محاولات مستميتة ومن جانبه يقول أحمد البقري -نائب رئيس اتحاد طلاب مصر ورئيس اتحاد طلاب جامعة الأزهر-: تتوالى المحاولات المستميتة الفاشلة من أذيال الانقلاب لكبت شباب الجامعات الأحرار وتكميم أفواه وطاقات من شأنها تصدع أركان نظام العسكر، موضحا أن العنف هو صنيعة مجرمي الداخلية وأتباعهم، وبالتالي فإن محاولات إلصاقه بالطلاب الأحرار محض إفتراءات واهية. مؤكدا أنه لم يتوقف الحراك الطلابي أبدا على الرغم من القمع والسجن والسحل والفصل بل والقتل ذاته، وبالتالي لن يتوقف بقرار عقيم من ذيل الانقلاب وممثل ميليشياته بالجامعة بإلغاء الأسر الطلابية في الجامعات. أحمد البقري: محاولة منع النشاط السياسي داخل الجامعات هي جريمة أخرى ومخالفة للوائح الطلابية مضيفا –في تصريح ل"الحرية والعدالة"- "نحن لا نعترف بأي قرارات أو قوانين تحت حكم العسكر المجرم المغتصب، وما هذه الإجراءات إلا محاولات لتقبيل أقدام العسكر ، مشددا على أن الطلاب لم ولن يوقف أحد نضالهم مهما توهم أحد أنه بأي قرار سيفعل، متابعا "محاولة منع النشاط السياسي داخل الجامعات هي جريمة أخرى ومخالفة للوائح الطلابية، بخلاف أنها محاولة جديدة لقمع وإخماد صوت الحراك الطلابي". مشيرا إلى أن إدارات الجامعات تصر على التفريط في استقلاليتها وتقديم طلابها قرابين لسلطات الانقلاب، لافتا إلى أن الحراك الطلابي لن يتوقف وصوت الطلاب لن يتم إخماده، وكل ما يصدر عن هذه السلطة الانقلابية لا يمثلهم ولا يعترفون به ولا يسري على طلاب مصر، فالجامعات ملك للطلاب والقرار لهم.