قدمت محافظة الدقهلية 5 شهداء خلال مجزرة رمسيس الثانية التى ارتكبتها مليشيات العسكر والسفاح السيسى وبلطجية الداخلية ضد مؤيدى الشرعية فى 15 أغسطس العام الماضى. الشهيد نادر حامد رزق عكاشة من عزبة عكاشة التابعة لقرية ليسا الجمالية بمحافظة الدقهلية، مواليد 1990، بكالوريوس زراعة جامعة المنصورة، أدى الخدمة العسكرية بدرجة قدوة حسنة في سلاح الدفاع الجوي على الحدود الإسرائيلية". وكان يعمل مهندس إنتاج بمصنع سينا كولا بدمياط، تخرج فى قسم الألبان بكلية الزراعة جامعة المنصورة 2009 بتقدير جيد جداً، حصل على أكثر من شهادة فى دروات تدريبية، منها دورات لغة انجليزية وإسعافات أولية من كلية التمريض جامعة المنصورة، كما حصل على شهادة تقدير من شركة بيبسى فى دورى المدارس فى مرحلته الإعدادية، وله من الأشقاء أربعة، بينهم توأم له. الشهيد ينتمى لأسرة بسيطة، توفى والده منذ فترة، وتعمل والدته فى محل صغير لتدبر أمور أولادها الذين تخرجوا جميعهم فى التعليم العالى بفضل الله، ثم اجتهاد الأم معهم. هو واحد من زهرة شباب مصر الحر والوطني الغيور على وطنه، متدين، بشوش الوجه، وخفيف الروح ومحبوب بين أصدقائه، تميز بروح القائد والمسئول المهموم بالناس والوطن، يسعى لأعمال الخير، وكان ينتمي لجروب شباب من أجل بلدنا، والذي يهدف لتقديم المساعدات الخيرية، وكان مبادراً في أعمال الخير وهو صاحب فكرة كشوف التبرع بالدم بالصيدليات ببلدته. يقول شقيقه الأكبر محمد: كان ملاكاً يمشى على الأرض، لا يرفض أى طلب نطلبه منه، الابتسامة لا تفارق وجهه أبدًا، كان الهدوء والثبات وعدم الانفعال أكثر ما يميزه بين أفراد العائلة، كان لا يهدأ له بال إذا دخل البيت ووجد أمه تتألم بعض الشيء، فكان فى الحال يأخذها إلى أقرب دكتور حتى يأخذ بيدها، كان يساعدها فى المحل الصغير التى تمتلكه، وهو محل (دشيش وأعلاف للدواجن) وكان يذهب بنفسه ليأتى للمحل بكل مايحتاجه تقول والدته: لا يدخل البيت وفى يده لنفسه شيئ إلا وقد جاء بمثله لأشقائه، على الرغم من أنه أصغرهم. خرج المهندس نادر للتظاهر لمناصرة الحق ودعم الشرعية والتنديد بالانقلاب العسكري، وحين وقعت مجزرة فض اعتصام رابعة والنهضة الدموية، قال لأخيه ألأكبر (كفاية كده، مش هينفع نسكت والناس دى بتموت كده، أنا لازم أعمل أى حاجه)، وسافر بالفعل يوم الفض مع غروب الشمس، وقضى ليلته بمسجد الإيمان برابعة، ثم إنتقل إلى رمسيس وصلى الجمعة فى مسجد الفتح، ثم خرج من المسجد ليبدأ السير فى المسيرة التى كانت ذاهبة إلى قسم الأزبكية، وتلقى رصاصات غدر، وكان من بين ال 26 شهيدًا الذين استشهدوا في ذلك اليوم 16 أغسطس 2013م، وإستشهد إثر إصابته بطلق نارى فوق الحاجب الأيسر بحسب تقرير الطب الشرعى. من آخر ما كتبه عبر فيس بوك: "ياريت كل اللي زعلان مني يسامحني، ويدعي لي ربنا يهديني، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه" ، "حسبنا الله ونعم الوكيل.. اللهم إنا مغلوبون فانتصر". الشهيد عبد العزيز محمد بديع.. المبتسم الخلوق شاب متدين من أهل المساجد، حسن الأخلاق متفوق في طلب العلم، ومحبوب من كل من عرفه، بشوش الوجه، خدوم وله بصمات في الاعمال الخيرية والتطوعية ، وهو مسلم ملتزم غيور على الدين والوطن. الشهيد عبدالعزيز محمد بديع، مواليد 1988م من قرية تلبانة مركز المنصورة ، حاصل على ليسانس حقوق جامعة عين شمس بتقدير جيد جدًا وحصل مؤخرًا على الماجستير بدرجة جيد ، والده مدرس ووالدته مدرسة ، وله ثلاثة أشقاء محمود ومعاذ وأحمد ، والأخير توفاه الله منذ سنوات. نشأ عبد العزيز في عبادة الله وتربى في جنبات المساجد منذ نعومة أظافره، تعلم في مدارس الأشبال التابعة للإخوان المسلمين، وارتبط بطاعة الله والعمل لهذا الدين، وشارك في الحملات التطوعية الخيرية والخدمية ومساعدة الفقراء وتنظيم الأسواق الخيرية والقوافل الطبية المختلفة. يقول مجدى المسيرى: عبدالعزيز صاحب ابتسامة ساحرة، وطيب القلب وملتزم بأخلاق الإسلام، محافظً على الصلاة، ودائما يدخل السرور على من حوله. تميز عبد العزيز بشعوره بانتمائه وحبه لهذا الوطن، وخرج في العديد من الفعاليات السياسية والإسلامية لمناصرة الحق والهوية الإسلامية، وخرج في التظاهرات الثورية والاعتصامات. وحين وقعت مجزرة فض اعتصامي رابعة والنهضة والتي قتل فيها أكثر من ثلاثة آلاف شهيد، خرجت المظاهرات الجماهيرية في أنحاء مصر فيما عرف بجمعة الغضب 16 أغسطس 2013م، واحتشدت الجماهير الغفيرة بصورة غير مسبوقة في ميدان رمسيس ، وواجهت قوات أمن الانقلاب المتظاهرين في مجزرة عرفت بمذبحة رمسيس الثانية وأطلقت الرصاص الحي، فأصيب عبد العزيز برصاصة غدر وخسة ودناءة من أحد القناصة اخترقت رأسه من الأمام وخرجت من مؤخرة رقبته، فارتقت روحه الطاهرة إلى مولاها. شيع الآلاف من أهالى قريته تلبانة بمركز المنصورة يوم السبت 17 أغسطس 2013 جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير بمقابر القرية.
الشهيد خالد نصار كان يسارع إلى الخيرات، من قرية جصفا مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وهو رئيس مجلس إدارة جمعية فرسان المستقبل بجصفا لتنمية الأسرة والبيئة، متزوج ولديه بنتان، "خلود" في الصف الرابع الابتدائي الأزهري، و"حور" ولدت بعد استشهاده بنحو شهرين. تميز خالد بحيوية الشباب وحبه وسعيه للعمل الصالح ومساعدة وخدمة الناس، خفيف الظل ومحبوب، وغيور على هذا الدين وهذا الوطن، تمنى الشهادة في سبيل الله، وصدق الله وفاز بها. يقول عنه عاطف الليثي: الحمد لله كان دائما فى فعل الخير لكل الناس. ويضيف خالد محمد: يتمتع ببشاشة في الوجه وانشراح في الصدر وخفة الدم، ومرحه المستمر مع الجميع، وكان رئيسًا لجمعية الفرسان وكان يعمل فيها أكثر ما يعمل لبيته. ويستكمل أحمد ناصر: نحتسبك شهيدا عند الله، تمنيناها جميعًا وفزت أنت بها من بيننا لأنك الجدير بها، وسنكمل الهدف الذى سالت دماؤك الزكية من أجله وارتقت روحك الطاهرة في سبيل تحقيقه أو نلتحق بك عند الله شهداء. يذكر أن الشهيد خالد ارتقت روحه عقب إصابته برصاصات الغدر في أحداث جمعة الغضب عند مسجد الفتح بالقاهرة (أحداث رمسيس الثانية) في 16 أغسطس 2013م، والتي خرجت احتجاجًا على مجزرة فض رابعة والنهضة. *