لم تمر أيام على دعوة قائد الانقلاب الدموي عبد الفتاح السيسي الشعب المصري إلى التقشف وتحمل الغلاء وارتفاع أسعار الوقود والذي أدى بدوره حتى إلى ارتفاع كافة أسعار السلع والخدمات، لسد العجز في الموازنة العامة ولنهوض الاقتصاد المصرى بكبوته حتى أصدر قرارا جمهوريا بقانون لزيادة معاش العسكريين. وأصدر السيسي هذا القرار بشكل رسمي حيث نُشر بالجريدة الرسمية في العدد الصادر بتاريخ 2 يوليو الجاري، وحمل رقم 61 لسنة 2014 بزيادة المعاشات العسكرية وتعديل بعض أحكام قانون التقاعد، والتأمين والمعاشات للقوات المسلحة الصادر بالقانون رقم 90 لسنة 1975. نصت المادة الأدولى منه على أن ( تزاد بنسبة 10 بالمائة اعتبارًا من 1 يوليو 2014 المعاشات المستحقة قبل هذا التاريخ والمقررة بقانون التقاعد والتأمين والمعاشات للقوات المسلحة المشار إليه وذلك دون حد أدنى أو أقصى. وتعتبر هذه الزيادة جزءًا من المعاش وتسرى في شأنها جميع أحكامه. الازدواجية القاتلة واقرأ أيضًا: عبد الهادي: السيسي يسعى لشراء وﻻء الضباط بالمال خشية أن ينقلبوا عليه ولعل ذلك القرار يبرز الازدواجية التي يتعامل بها السيسي مع الشعب المصري ومؤسسته العسكرية التي ينتمي إليها، ففي الوقت الذي يردد كلمات "مفيش.. مفيش.. مش قادر أديك"، ويطالب المواطنين بتحمل الظروف الاقتصادية الصعبة، يغدق الأموال على ضباط الجيش ويعطيهم امتيازات كثيرة ليضمن ولاءهم له وحتى لا ينقلبوا عليه، دون أن يأبه لحال ووضع الطبقات الفقيرة والمتوسطة والتي تمثل قطاعات عريضة من المجتمع المصرى. واقرأ أيضًا: تهامي: معاشات العسكريين ترضية من السيسي لمؤيدي الانقلاب فمثلا بعد رفعه الدعم عن الوقود خرج وبرر هذا الارتفاع في الأسعار بأنه جاء لصالح المصريين، قائلا "إن الدولة مضطرة لرفع الأسعار كونها تتعرض لأخطار كبيرة". وأضاف "لازم المصريين يتحملوا المرحلة اللي بنمر بيها"، زاعمًا أن الإجراءات التي اتخذت مؤخرًا من شأنها أن تسهم في ضبط الدعم وتوجيهه لمستحقيه حتى يستفيد غير القادرين. التبرعات واقرأ أيضًا: أبو الخير: معاش العسكريين رشاوى مقنعة لضمان ولاء المؤسسة العسكرية لم يخلُ خطاب للسيسي إلا ويدعو المصريين فيه للتقشف والتبرع "علشان مصر" كان آخرها خلال كلمته التي ألقاها في الاحتفال بانتصارات العاشر من رمضان، حيث دعا من وصفهم بالمصريين القادرين أن يتبرعوا لحل أزمات مصر الاقتصادية، قائلًا: "أنا بقول تاني وثالث على صندوق لمصر نعمله.. يا قادرين هو انتوا مش هتقفوا جنب مصر ولا إيه؟ أنا مش عايز 50 مليون أنا عايز مليارات تحت إيدي علشان أعمل استثمارات كتيرة". وحتى يحذو المصريين حذوه في التبرع بث التليفزيون المصري لقطات للسيسي وهو يتبرع بنفسه لصندوق "تحيا مصر"، وذلك بعدما توجه إلى البنك الأهلي المصري فرع مصر الجديدة، حيث قام بإيداع تبرع لصالح الصندوق. وبعدها أمس الأول الأربعاء التقى مجموعة من رجال الأعمال على رأسهم نجيب ساويرس ومحمد الأمين وأحمد أبو هشيمة ومحمد فريد خميس وصفوان ثابت ومحمد أبو العينين، ومجموعة من رجال الأعمال وصل عددهم إلى 15 من كبار المستثمرين. وقال لهم: "أنا حريص على المشاركة المجتمعية لدعم الاقتصاد المصري، وتبرعي لصندوق تحيا مصر، لا يعني أنني ألزمكم بالتبرع مثلي، وأنا لو كان معايا 100 مليار كنت اتبرعت بهم لصالح مصر".