ردود فعل واسعة جدا أثارها الحكم الذي أصدرته محكمة جنايات القاهرة أمس بالحكم على صحفيي الجزيرة بالحبس لمدد تترواح بين عشر وسبع سنوات، حيث جاء الحكم صادما ومفزعا لكل المراقبين لما يحدث في الشارع المصري. فبالإضافة للمنظمات الحقوقية والمؤسسات الإعلامية الدولية التي أدانت الحكم، فقد أصدرت جهات رسمية بيانات تندد بالحكم وتصفه بالقاتل لحرية الكلمة.. وضمت قائمة المؤسسات الرافضة للحكم عددا كبيرا من المسئوليين الدوليين. في الولاياتالمتحدةالأمريكية، قال جون كيري وزير الخارجية: "الأحكام التي صدرت اليوم قاسية ووحشية، وتعلمون أنه من المقلق للغاية صدورها وسط عملية الانتقال التي تجري في مصر". كما قال بان كي مون -الأمين العام للأمم المتحدة-: إن محاكمة صحفيي الجزيرة تفتقر لأبسط معايير المحاكمة العادلة. وأعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عن قلقهم إزاء صدور حكم بالسجن ضد صحفيي الجزيرة، والأحكام التي صدرت غيابيا بحق عدد من الصحفيين الأوروبيين. وانتقدت الخارجية الفرنسية أحكام الإعدام الصادر ضد المئات في مصر، كما انتقدت الأحكام بحبس الصحفيين التي صدرت مؤخرا. وقالت نافي بيلاي -مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان-: إن المحاكمة تفتقر لأبسط معايير العدالة. وأدانت منظمة العفو الدولية الأحكام ، وقالت في بيان رسمي أمس: إن إدانة ثلاثة من صحفيي فضائية "الجزيرة" من العاملين في القناة التي تبث بالإنجليزية اليوم، عقب اتهامهم "بتلفيق الأخبار" وبالانتماء إلى حركة "الإخوان المسلمين" أو تقديم العون لها، يشكل هجمة ضارية على الحرية الإعلامية. إذ حُكم على الصحفيين الثلاثة- وهم الأسترالي بيتر جريست، ومحمد فهمي، الذي يحمل الجنسية الكندية- المصرية المزدوجة، والمصري باهر محمد، وجميعهم بنظر منظمة العفو الدولية سجناء رأي- بالسجن سبع سنوات. وحكم على باهر محمد بالسجن ثلاث سنوات إضافية بتهمة منفصلة، هي حيازة رصاصة فارغة. وهم معتقلون منذ 29 ديسمبر2013. وتعليقاً على الأحكام، قال فيليب لوثر، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن "هذا الحكم يلحق الدمار بالصحفيين وأسرهم، وإنه ليوم مظلم لحرية الإعلام في مصر عندما يُلقى بالصحفيين وراء القضبان ويوسمون بأنهم مجرمون أو "إرهابيون" لا لشيء إلا لقيامهم بعملهم. "والسبب الوحيد لوجود هؤلاء الرجال الثلاثة في السجن هو أن السلطات المصرية لا تحب ما يقولون, وهم سجناء رأي ويجب الإفراج عنهم فوراً وبلا قيد أو شرط. وفي مصر اليوم، يعتبر كل من يتجرأ على تحدي خطاب الدولة هدفاً مشروعاً لها." وقد بُرئت ساحة اثنين من بين ستة صحفيين آخرين حوكموا مع صحفيي الجزيرة، بينما حكم على أربعة منهم بالسجن سبع سنوات. كما أصدرت المحكمة أحكاماً بالسجن 10 سنوات غيابياً على عدد من الصحفيين الآخرين، بمن فيهم الصحفيتان البريطانيتان سو تيرتن ودومينيك كين، والصحفية الهولندية رينا نيتجيس.