رغم الأوكازيون الشتوي الذي يستمر في الفترة من 7 فبراير حتى 7 مارس 2022، والذي زعمت حكومة الانقلاب أنه يشهد تخفضيات كبيرة تصل إلى 50% على أسعار المنتجات؛ إلا أن الأسواق تشهد حالة غير مسبوقة من الركود وعزوف المواطنين عن الشراء بسبب تراجع الدخول وتسريح أعداد كبيرة من العمال في إطار التداعيات السلبية لجائحة فيروس كورونا المستجد وتصفية وخصخصة الشركات بناء على توجيهات صندوق النقد الدولي. وأكد خبراء أن الأوكازيون هذا العام لم يؤت ثماره حتى الآن، وأن هناك تراجعا في حركة البيع، رغم أن الأوكازيون لا يقتصر على الشتوي والصيفي فقط، وإنما يشهد العديد من التخفيضات في مواسم مختلفة بهدف زيادة المبيعات، لكن مع تزايد معدلات الفقر وتصاعد أعداد الذين يعيشون تحت خط الفقر من المصريين لم تحقق التحفيضات النتائج المرجوة في جذب المستهلكين وزيادة معدلات الشراء .
ضعف حركة البيع من جانبه كشف محمد عبد السلام رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات، أن هناك تراجعا في حركة البيع هذا العام، بالرغم من اشتراك عدد كبير من المحلات في الأوكازيون، لكن التخفيضات لم تشهد إقبالا نظرا لما يشهده السوق من ركود في حركة البيع والشراء، مؤكدا أن العروض والتخفيضات المقدمة لم تحرك الأسواق رغم أنها وصلت إلى 50%. وقال عبد السلام فى تصريحات صحفية "العروض المقدمة من المحال ليست قليلة بالرغم من أن هامش الربح قليل عكس الفترات قبل وبعد الأوكازيون، مؤكدا أن عزوف الناس عن الأسواق أمر غير طبيعي، وحركة البيع سيظل بها ركود وذلك يرجع لخوف الناس من فيروس كورونا، مما أثر سلبا في تراجع المبيعات، وعدم الإقبال رغم التخفيضات على السلع، كما يرجع للأزمة التي تشهدها البيوت المصرية نتيجة انخفاض معدلات الدخل".
العزوف عن الشراء وقال عمرو حسن، رئيس شعبة الملابس بغرفة القاهرة التجارية سابقا، إن "المحال التجارية تقبل على المشاركة في الأوكازيون الشتوي بهدف تنشيط حركة البيع، موضحا أنه رغم التخفيضات هذا الموسم قد تصل ل 50٪ على الملابس الجاهزة محلية الصنع وكذلك المستوردة، إلا أنه لا يوجد إقبال على الشراء حتى الآن". وأكد حسن في تصريحات صحفية أن الأسواق عانت الفترة الماضية من حالة من الركود في عمليات البيع والشراء، خاصة بعد عيد الأقباط في 7 يناير الماضي، وهبوط حركة الشراء بسبب الامتحانات على مستوى الجمهورية. واعترف حسن أنه حتى الآن لا توجد أي زيادة في حركة المبيعات بسبب عزوف المصريين عن الشراء .
توزيع أرباح! ومن جانبه يشير الخبير الاقتصادي الدكتور وليد جاب الله إلى أن "عملية التخفيضات لم تعد قاصرة على أوكازيون شتوي وأوكازيون صيفي، وإنما أصبح هناك العديد من مواسم التخفيضات مثل موسم رمضان ورأس السنة وعيد الأم والجمعة البيضاء، وهناك الكثير من مواسم التخفضيات الأمر الذي قسم السنة إلى مواسم تخفيضات". ويضيف جاب الله، في تصريحات صحفية، أن أصحاب المتاجر غالبا ما يقومون بعملية توزيع أرباح ، لأنهم يعلمون أنهم في مواسم تخفيضات فيبيعون كمية كبيرة بنسبة ربح أقل، بينما خارج المواسم يبيعون بنسبة ربح أكبر، وبالتالي يضع كل تاجر آلية التسعير الخاصة به، فلم تعد هناك تسعيرة يلتزم بها التاجر وإنما يلتزم بما يعلنه بنفسه، ولكن في موسم الأوكازيون يلتزم التاجر بنسبة تخفيض مما أعلنه هو بنفسه قبل التخفيض، بحيث يكون للسلعة سعر قبل وبعد التخفيض. وعن العقوبات المقررة على المخالفين لشروط الأوكازيون، يوضح جاب الله أن هناك عقوبات متنوعة على حسب مخالفة شروط البيع في الأوكازيون وهي الغرامة التي تبدأ من 500 جنيه إلى مليون جنيه على حسب طبيعة المخالفة، لافتا إلى أن الأوكازيون بالنسبة للمواطن موسم مهم سواء الشتوي أو الصيفي أو غيره من مواسم التخفضيات، حيث يستفيد من نسبة التخفيضات الموجودة، ولكن من المهم أيضا ألا يتعامل المواطن مع تلك التخفيضات بالشراء المبالغ فيه ، وأن لا يشتري إلا ما يحتاج إليه حتى لا يتبدد التخفيض في سلعة أو منتجات لا يحتاج إليها. ويشدد على ضرورة أن يتأكد المواطن عندما يقوم بالشراء من أن هناك تخفيضا حقيقيا، وإذا لاحظ مخالفة معينة أن يتقدم لجهاز حماية المستهلك بشكوى من تلك المخالفات . ويختتم جاب الله بأن زيادة حجم الشراء والبيع من الأمور الصحية بالنسبة للاقتصاد، حيث يساعد على تنشيط السوق ، ويصب في مصلحة الجميع ويعود بالربح على المنتجين وأصحاب المتاجر ، وأيضا يعود على المستهلك بالحصول على سلعة مخفضة تتناسب مع ظروفه لكن كل ذلك لم يتحقق حتى الآن .
ركود تضخمي أما الخبير الاقتصادي الدكتور على عبد الرؤوف الإدريسي فيى أن "أهمية الأوكازيون تندرج تحت بند أنه يقوم بعمل نوع من أنواع التخفيضات بشكل كبير في الأسعار بالنسبة للمواطن، وبالتالي يستطيع الحصول على احتياجاته بأسعار مخفضة". ويطالب الإدريسي، في تصريحات صحفية، جهاز حماية المستهلك ووزارة التموين (بحكومة الانقلاب) بمراعاة عمليات التخفيض، وأن يكون الأوكازيون متوفرا به كافة الشروط، كي يستفيد منه المواطن بشكل أكبر. وأعرب عن أسفه لأن فترة الأوكازيون الحالي لن تكون مفيدة بالشكل المطلوب، نتيجة ارتفاع الأسعار وموجة التضخم التي أثرت بشكل كبير سواء على مستوى العالم أو على الاقتصاد المصري، من هنا حدث ما يعرف بحالة الركود التضخمي التي أثرت بشكل كبير على جدوى الأوكازيون هذا العام وعلى حركة البيع والشراء في السوق المصري . وشدد الإدريسي على ضرورة أن يكون هناك مزيد من المبادرات بتقديم مجموعة كبيرة من التخفيضات على السلع والخدمات الأساسية وفترة أطول للإوكازيون حتى يستفيد منها الجميع . وأشار إلى أن التجار يتطلعون إلى حدوث حالة من الانتعاش وتنشيط الأسواق وتزايد حركة البيع والشراء خلال موسم الأوكازيون الشتوي، خاصة أن المحال التجارية المشاركة في الأوكازيون لا تستطيع عمل تخفيضات وهمية وعرضها على المواطنين، لأن المستهلك حاليا أصبح أكثر وعيا ودراية بهذا الأمر، فضلا عن تطبيق الغرامات المالية على المحلات التي تقوم بهذه التخفيضات الوهمية.