في حادثة ذات مغزى واضح، رصدت الحكومة الأمريكية شحنة كمامات من شركة مستلزمات طبية أمريكية عالمية إلى كندا، التي تعتبر الأقرب إلى أمريكا، وعلى الفور تدخل "ترامب" واستخدم صلاحياته الاستثنائية وألغى الصفقة. وهنا انتاب الغضب رئيس الوزراء الكندي، والذي لوح بإلغاء اتفاقية التبادل التجاري، وهنا جاء رد ترامب في صفعة باردة قائلا له "اتفلق"، مع أن حجم التجارة بين أمريكاوكندا 627 مليار دولار سنويا. وأكد "ترامب" أنه لا يجوز أن تكون أمريكا محتاجة إلى شىء ويتم إخراجه خارج الحدود حتى ولو إلى كندا. أما في مصر الموبوءة بالعسكر، فبات من المألوف أن تقرأ في صفحة المتحدث العسكري عن الجيش المصري، أن عصابة الانقلاب أرسلت طائرات مساعدات طبية لزامبياوالكونغو، في نفس الوقت الذي يقضى الأطباء فيه نحبهم جراء عدم تمكنهم من إجراء مسحة طبية أو الحصول على كمامة!. المعترض خائن وأثار إعلان المتحدث العسكري عن إرسال عصابة السفيه السيسي، طائرة مساعدات طبية لكل من دولتي الكونغو الديمقراطية وزامبيا، بدعوى مساعدتهما في مواجهة انتشار فيروس كورونا، جدلاً كبيرا، بين قطاع واسع من المصريين، حيث تعاني المستشفيات من نقص المستلزمات، ويعاني المواطنون من تكلفة الكمامات، التي لم توفرها لهم العصابة الحاكمة. يقول أحد النشطاء: "مش عارف هو احنا لم نكتب كدا نبقى خونة للوطن وبنكره البلد ولا نبقى خايفين على البلد وعلى الناس؟"، وكتب حساب "مصري حر": " خمسة أطباء اليوم توفوا بالكورونا لعدم وجود مستلزمات طبية تحميهم، وللأسف المتحدث العسكري يعلن إرسال مصر طائرة عسكرية محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية والمطهرات والبدل الواقية إلى الكونغووزامبيا للتصدي لفيروس كورونا". وغرد خالد شهاب: "والمستشفيات ناقصها مستلزمات كتير والدكاترة بتموت والمصابين بتزيد.. وتيجي النهاردة تتفاجأ بالمتحدث العسكري بيقولك إنه بعت مساعدات طبية لجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية زامبيا.. تحب تقول بقى إيه للسيسي؟". وعلق أحمد غانم: "وأهم حاجة عند الدولة المساعدات الطبية تروح الصين وإيطاليا وأمريكاوالكونغووزامبيا وتتحرق المستشفيات أكتر ما هي محروقة". واشتكى "طارق": " #السيسي_للبيع.. وصول طائرة المساعدات الطبية المقدمة من جمهورية مصر العربية لجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية زامبيا وعبيلوا واديلوا.. والله بنشتري الكمامات على حسابنا كل 3 ساعات كمامة .. متقولش إدينا إيه ليها قول: خد إيه منها". وسخرت "هالة": "يعني هي الكونغووزامبيا وإنجلترا وإيطاليا والصين عندهم كورونا واحنا عندنا رز بلبن!". بينما قارن "حمزة": "زامبيا 25 حالة.. الكونغو 611 حالة.. مصر حوالي 24 ألف حالة ومحدش لاقي ماسكات". وذكرت "أسماء": "أنا هناك وبقولكوا الوضع عندنا مش خطر والناس بتخف الحمد لله والحياة عندنا أحسن من مصر بكتير في ظل الكورونا، وممكن أساسا نبعتلكوا معونات ودكاترة من عندنا.. حسبنا الله ونعم الوكيل". السفيه مشغول واشتكى العديد من الأطباء في مصر من غياب المستلزمات الطبية الأساسية والمطلوبة لمواجهة فيروس كورونا، فضلا عن شكاوى العديد من المواطنين المصريين من اختفاء الكحول والكولونيا التي تحتوي على نسب مرتفعة من الكحول، بسبب مداهمة حكومة الانقلاب لمخازن مستودعات شركات مستلزمات طبية، إضافة إلى احتكارها من قبل بعض التجار والمصانع، وتكالب المواطنين عليها. ويبدو أن السفيه السيسي مشغول بقمع المصريين والتمكين لنظامه الوحشي، غير مبال بتفشي كورونا بين الشعب، حيث فجرت منظمة الصحة العالمية، مفاجأة خطيرة وكشفت عن كارثة بشأن وفيات مصر جراء الفيروس القاتل. ممثل منظمة الصحة العالمية في القاهرة، جون جبور، قال إن 30% من وفيات كورونا بمصر سُجلت قبل وصول الحالات إلى مستشفيات العزل، وإن 13% من الإصابات بكورونا من أفراد القطاع الطبي. وأضاف جبور، خلال مؤتمر صحفي في القاهرة، أن الدولة عليها مسئولية لحماية الأطقم الطبية التي تتعامل مع مرضى فيروس كورونا. هذا وتبدو الأمور قد خرجت عن سيطرة عصابة الانقلاب حيث تمكن فيروس كورونا من ضرب “خط الدفاع الأول” وهم الأطباء وطواقم التمريض، وظهر بعدد كبير من المستشفيات بسبب إهمال السفيه السيسي وتقاعسه عن تنفيذ ما طلبه الأطباء منذ بداية الأزمة. إصابات لا تتوقف وفي هذا السياق، أعلنت مصادر طبية في مستشفى بالقاهرة قبل أيام عن اكتشاف 22 إصابة ب”كورونا” بين طاقمه الطبي، مشتكية من أن التعتيم على الإصابة الأولى كان سببا في تفشي الإصابة داخل المستشفى. وتخص هذه الواقعة “مستشفى الزيتون التخصصية” في حي الأميرية، وتعد السابعة من نوعها خلال أيام، وتمثل استمرارا لمسلسل الإهمال والتعتيم الذي أدى إلى انتشار الفيروس بين أعضاء الطواقم الطبية في عدة مستشفيات في مصر، وأدى إلى إغلاق عدد منها. ووفق ما نقلته صحيفة “الشروق” فإن إصابات مستشفى الزيتون التخصصي ظهرت على دفعتين؛ الأولى ضمت 10، والثانية شملت 12، وجميعهم من الأطباء والتمريض والكيميائيين. وتكررت حالات إصابات الأطباء في مصر بسبب إهمال عصابة الانقلاب في الفترة الأخيرة في عدة مستشفيات مصرية، من ضمنها مستشفى صدر دكرنس بمحافظة الدقهلية؛ حيث أصيب 17 من أفراد كادرها الطبي ب”كورونا”؛ ليتقرر إغلاق المستشفى الخميس من أجل التعقيم ونقل المصابين إلى مستشفى للحجر. وجاء هذا التطور بعد أيام قليلة من كارثة اكتشاف إصابة أكثر من 17 من الطاقم الطبي لمعهد الأورام بالقاهرة بالفيروس؛ ما تسبب في إغلاقه وإخضاعه للتعقيم، في واقعة أثارت غضبا شعبيا، بسبب التعتيم الذي مارسته إدارة المعهد حول الأمر، مما تسبب في زيادة الإصابات، ودفع جامعة القاهرة –المالكة للمعهد– إلى فتح تحقيق. أيضا حدث الأمر ذاته في مستشفى الشروق بمنطقة الهرم، ومستشفيي “دار الشفاء” و”طوسون” في محافظة الإسكندرية ومستشفى الحميات بمحافظة بني سويف، وأعلن عن تسجيل 2065 حالة إصابة بفيروس كورونا في مصر، بينها 159 وفاة و447 حالة تعافت.