مصطفى بكري: الرئيس حدد مواصفات الحكومة الجديدة بالتفصيل    نقابة الصحفيين تكرم الزميل محمد كمال لحصوله على درجة الدكتوراه| فيديو    سعر الذهب اليوم فى السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الثلاثاء 4 يونيو 2024    ما بين انقطاع الكهرباء 3 ساعات وزيادة الأسعار تدريجيًا.. هل ينتهي تخفيف الأحمال قريبا (تقرير)    تعرف على سعر البصل والطماطم والخضروات بالأسواق فى منتصف الأسبوع الثلاثاء 4 يونيو 2024    زعيم المعارضة الإسرائيلية يدعو إلى إبرام صفقة فورية مع حماس    وزير داخلية ايران: 80 شخصا سجلوا ترشحهم لخوض الانتخابات الرئاسية    «زي النهارده«.. وفاة الملك البريطاني جورج الثالث 4 يونيو 1820    عبد الحفيظ: مرحلة مدير الكرة انتهت بالنسبة لي.. وبيبو يسير بشكل جيد مع الأهلي    هشام حنفي: صلاح أيقونة.. وعمر كمال الأقرب للتواجد في تشكيل المنتخب    الأرصاد: درجات الحرارة ستصل نهاية الأسبوع ل45 في الظل    زيادة تأثير الكتل الهوائية شديدة الحرارة.. بيان مهم من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم الثلاثاء (تفاصيل)    سيف جعفر: لم أشترط على الزمالك.. وعُرض عليّ الانتقال للأهلي    مجدى البدوي يشكر حكومة مدبولي: «قامت بواجبها الوطني»    سيد عبد الحفيظ يعتذر من خالد الغندور لهذا السبب    مجهولون يطلقون النار على المارة وإصابة مواطن في الأقصر    رفضت ترجعله.. تفاصيل التحقيق في إضرام نجار النيران بجسده بالبنزين في كرداسة    وكيل مديرية الصحة بالقليوبية يترأس اجتماع رؤساء أقسام الرعايات المركزة    بسبب عشرات الصواريخ.. إعلام عبري: إصابة 6 من رجال الإطفاء بمناطق عدة شمالي إسرائيل    النائب العام يلتقي وفدًا من هيئة الادعاء بسلطنة عمان الشقيقة    "الشراكات فى المنظمات غير الحكومية".. جلسة نقاشية ضمن فعاليات مؤتمر جامعة عين شمس    القومية للأنفاق تكشف معدلات تنفيذ محطات مونوريل غرب النيل (صور)    عدلي القيعي يرد على تصريحات شيكابالا: قالي أنا عايز اجي الأهلي    غضب زملائه وينتظر عقوبة.. مصدر يكشف تفاصيل أزمة أفشة وكولر    سيد عبد الحفيظ: خالد بيبو لا يشبهني.. وهذه حقيقة سوء علاقتي بأمير توفيق وحسام غالي    مواطنون ضد الغلاء عن مواجهة ارتفاع الأسعار: تطبيق القانون يردع كبار التجار    «كلمة السر للمرحلة القادمة رضا المواطن».. لميس الحديدي عن استقالة الحكومة    وصلة ضحك بين تامر أمين وكريم حسن شحاتة على حلاقة محمد صلاح.. ما القصة؟ (فيديو)    بمرتبات مجزية.. توفير 211 فرصة عمل بالقطاع الخاص بالقليوبية    مصرع شاب في حادث مروري بالوادي الجديد    مصطفى بسيط ينتهي من تصوير فيلم "عصابة الماكس"    عدد حلقات مسلسل مفترق طرق ل هند صبري    خريطة قراء تلاوات 27 ذو القعدة بإذاعة القرآن الكريم    عمرو أديب ينتقد مكالمات شركات العقارات: «في حد باعنا» (فيديو)    هل الطواف بالأدوار العليا للحرم أقل ثواباً من صحن المطاف؟.. الأزهر للفتوى يوضح    هل المال الحرام يوجب الطلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    اليوم 240 .. آخر احصاءات الإبادة الجماعية في غزة: استشهاد 15438 طفلا و17000 يتيم    صحة الفيوم تنظم تدريبا لتنمية مهارات العاملين بوحدات النفايات الخطرة    بعد ادائها إمتحان نهاية العام.. إختفاء طالبة الفنية في ظروف غامضة بالفيوم    غدًا.. جلسة استئناف محامى قاتل نيرة أشرف أمام حنايات طنطا    اتحاد الكرة يعلن نفاد تذاكر مباراة منتخب مصر وبوركينا فاسو    يوفنتوس يعلن فسخ عقد أليجرى بالتراضي    النائب العام يلتقي وفدًا رفيع المستوى من أعضاء هيئة الادعاء بسلطنة عمان الشقيقة    أمين عام الناتو يبحث مع رئيس فنلندا ووزيرة دفاع لوكسمبورج التطورات العالمية    متربى على الغالى.. شاهد رقص الحصان "بطل" على أنغام المزمار البلدي بقنا (فيديو)    حضور جماهيري ضخم في فيلم " وش في وش" بمهرجان جمعية الفيلم    أكرم القصاص: حكومة مدبولي تحملت مرحلة صعبة منها الإصلاح الاقتصادي    تامر عاشور يحيي حفلا غنائيا في الإسكندرية 4 يوليو    جيش الاحتلال يستهدف 4 أبراج سكنية في مخيم البريج وسط قطاع غزة    "قسد": إحباط هجوم بسيارة مفخخة لداعش في منطقة دير الزور السورية    بمشاركة 500 قيادة تنفيذية لكبريات المؤسسات.. انطلاق قمة "مصر للأفضل" بحضور وزيري المالية والتضامن الاجتماعي ورئيس المتحدة للخدمات الإعلامية    "الصحفيين" تكرم سعيد الشحات لمشاركته فى تحكيم جوائز الصحافة المصرية    متى تبدأ تكبيرات عيد الأضحى وصيغتها    ما هي الأضحية في اللغة والشرع.. «الإفتاء» توضح    مليار و713 مليون جنيه، تكلفة علاج 290 ألف مواطن على نفقة الدولة    تقديم الخدمة الطبية ل 652 مواطنا خلال قوافل جامعة قناة السويس بقرية "جلبانة"    وزير الأوقاف يوصي حجاج بيت الله بكثرة الدعاء لمصر    الكشف وتوفير العلاج ل 1600 حالة في قافلة للصحة بقرية النويرة ببني سويف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الحرية والعدالة" ترصد أهم 10 ملامح في اليوم الأول من استفتاء الدم

· درية شفيق: إرادة الشعب لن تنكسر أمام عمليات القتل العشوائية
· محمد حسين: الحشد الكبير للقوات الانقلاب يدل على ارتباكهم
· محمد عوض: صناعة الأوهام واختلاقها ليس بجديد على الانقلابيين
· سرحان سليمان: تزوير استفتاء الانقلاب فاق انتخابات برلمان 2010 المزورة!
رصد خبراء سياسيون أهم المؤشرات والحقائق التي تكشفت باليوم الأول من الاستفتاء الانقلابي على وثيقة الدم التي توافق ذكرى مرور خمسة أشهر على مجازر فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس 2013، حيث بدأ اليوم وانتهى بجرائم قتل للمتظاهرين السلميين العزل جراء اعتداء ميليشيات الانقلاب العسكري الرصاص الحي والخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع لفض التظاهرات الرافضة لاستفتاء الدم، وهو ما أدى إلى استشهاد 11 متظاهرا من رافضي الانقلاب، وارتقى في اليوم الأول من الاستفتاء على دستور الدم الانقلابي 11 شهيدا.
وأوضح الخبراء في تصريحات خاصة ل"الحرية والعدالة" أن اليوم الأول كشف عودة دولة المخلوع مبارك بالكامل كفلسفة وسياسة، واسمرار إعلام الانقلاب في كذبه وتضليله؛ حيث روجت قنوات وصحف الفلول لإقبال غير مسبوق.. في حين أن اللجان خاوية فيما مارس فلول الحزب الوطني المنحل مهمتهم في الحشد الجماعي، ولوحظ تصويت إجباري لموظفين وعمال نزلوا بضغط رؤسائهم في العمل.
وأكدوا وجود حالة من التضارب والارتباك بحكومة الانقلاب وبقوات الانقلاب التي بدت وكأنها تخوض معركة حربية رغم أنه لا مبرر لهذه القوات والدبابات والسيارات، تجاه متظاهرين سلميين، وعدم إصابة أي من القوات دليل على سلمية المتظاهرين مؤيدي الشرعية.
جرائم قتل
في البداية قالت الدكتورة درية شفيق -أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان-: إن أهم ما استوقفها بمشهد استفتاء الانقلاب باليوم الأول هو سقوط 11 شهيدا من المتظاهرين السلميين أثناء فض المسيرات بالقوة، معتبرة أن هذه جريمة لم تكن متوقعة فعلها اليوم، لأن الانقلاب يريد تسويقه على أنه يوم تصويت وانتخابات تصوره وكالات أنباء عالمية، وهذا ما تعلمه سلطة الانقلاب ولم تستطع قواتها من الجيش والشرطة ضبط المسألة ولو من باب عدم افتضاح أمرهم أمام العالم، ولكن فعلوها مما يعد دليل حماقة بل أكبر حماقة ووحشية رصدتها وكالات عالمية بالصوت والصورة، ولم تتورع هذه القوات عن القتل حتى في يوم تريد فيه تجميل وجهها أمام الخارج.
الحماقة الثانية التي رصدتها "شفيق" هو أن الإقبال حتى قرب المغرب ما بين ضعيف ومتوسط، ومع ذلك تقول "اللجنة العليا للانتخابات" إن هناك إقبالا غير مسبوق هي وإعلام الانقلاب على طريقة ومنهجية الإعلام الكاذب لمبارك المخلوع تماما حيث كان يدعي أن التصويت بالملايين فيما اللجان فارغة من الناس، وهو كلام لا ينطلي على أحد، ولكن مسألة إقبال الناخبين يكتمل الحكم عليها باليوم الثاني.
ولاحظت "شفيق" وجود أنباء متضاربة تعكس ارتباك حكومة الانقلاب؛ حيث أصدر مجلس الوزراء بيانا بإمكانية مد الانتخابات ليوم الخميس تغريرا وتضليلا بالرأي العام للزعم أن الإقبال غير مسبوق، ثم بعد ربع ساعة خرج نفس المتحدث وقال إنهم فهموا الأمر خطأ.
ورصدت -أستاذ العلوم السياسية- أن سياسة القمع بدأت في اليوم الأول مبكرا كعادتها وبجرأة ووحشية ودون خوف من عقاب محتمل، فالخبير الاستراتيجي سامح سيف اليزل صرح لإحدى الفضائيات التي تروج للاستفتاء وللانقلاب بأن الشرطة والجيش لديهم تعليمات وأوامر مغلظة بالضرب في المليان، وليس فقط علي جمعة -المفتي السابق- الذي سبقه وقال "اضرب في المليان"، وهذا التصريح روج له محللون آخرون بعده، لذا فقوات الانقلاب لا تخشى عقوبة ولا حسابا، وسبق وأكد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في تسريب له يؤكد فيه حماية وتأمين الجندي من المساءلة ويوفر لهم الحماية.
وأكدت ان أهم مشاهد اليوم الأول هو خروج الثوار مؤيدي الشرعية ورافضي الانقلاب بنفس الزخم الثوري وبحالة ثورية عارمة ولا يثنيهم شيء عن هدفهم، ومعنوياتهم مرتفعة، والشباب العزل السلميون تقتلهم قوات الانقلاب بالشوارع ولا يتراجعون عن مواقفهم، مما يدل على أن إرادة الشعب لن تنكسر.
وحول عودة رجال المخلوع مبارك والحزب الوطني المنحل، قالت "شفيق" إن فلول الوطني وحشدهم الجماعي للتصويت بنعم يعني عودة نظام مبارك بكل أركانه، بل إن منهم من يشرفون على صناديق انتخابية وهي عودة صريحة وقوية لهم، وما نشهده بعملية الاستفتاء نفس فلسفة مبارك وأيامه ولا نستبعد نتائج مشابهة لعهده مثل 90 % فأكثر!
ارتباك الانقلاب
من جانبه يرى الدكتور محمد حسين -أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- أن سياسة القمع مستمرة من قبل قوات الانقلاب العسكري الدموي منذ فترة، وبعد مجازر الفض في رابعة والنهضة وكل ما يحدث الآن متوقع، ولكن مناظر القوات والكمامة على أفواههم كأنهم في معركة حربية يكشف بوضوح أن النظام الانقلابي مرتبك بل يعاني حالة ارتباك شديد.
وقال "حسين" إن هناك مؤشرات عديدة لارتباك سلطة الانقلاب أهمها حشد مئات الالاف من قوات داخلية وجيش؛ فهناك 220 ألفا من قوات الداخلية و160 ألفا من قوات مسلحة، مع حجم سيارات أمنية كبير وبالمحاور الرئيسية رغم أن المتظاهرين غير مسلحين، وهم يواجهون المتظاهرين أكثر من 7 ساعات لم نسمع لا عن ضابط ولا عسكري ولا حتى بلطجي أصيب أو أهين وهذا دليل على سلمية المتظاهرين، ودليل الارتباك أن هذه القوات الكثيفة غير مبررة وتدل على خوف شديد ينتاب الانقلاب بلا داعٍ.
وأوضح أن سلطة الانقلاب لا تحتاج صناديق جاهزة ولا تحتاج حشدا جماعيا لأنها تحتاج 50 % + 1 فقط ولا شرط لحد أدنى في هيئة الناخبين المشاركة، متوقعا أنه بمجرد تمرير الاستفتاء الباطل سيقوم المستشار عدلي منصور بتقديم الانتخابات الرئاسية حتى يأتي برلمان يتحكمون هم فيه بما يضمن إقصاء الإسلاميين والمعارضين للانقلاب.
وقال "حسين" إن اليوم الأول شهد تضاربا في الروايات؛ فالرواية الرسمية لإعلام الانقلاب تقول لجان هادئة وتجمع كثيف وإقبال وزحام من الناخبين، فيما قنوات أخرى تتابع التظاهرات تؤكد عمليات القمع والقتل بناهيا وسوهاج وبني سويف وأن الإقبال ضعيف، ولكن ستتكشف الأمور أكثر باليوم الثاني وتتكشف الحقائق، مؤكدا أن في جميع الأحوال لن يصل استفتتاء الانقلاب لنسبة الاستفتاء الشرعي كذلك سيتم تمرير الاستفتاء لا محالة، موضحا أن سلطة الانقلاب وضعت مادة تجعل تمريره بأغلبية بسيطة أي نسبة 50 % +1 وذلك بنص المادة 247 في التعديلات الدستورية، لذا حتى لو ذهب خمسة آلاف ولو 17 شخصا سيمرر حيث لم تشترط نسبة معينة لإقراره، ولن تصل أبدا لنسبة 64% التي أقر بها دستور البلاد.
لجان خاوية
بدوره يرى الدكتور محمد عوض -أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الزقازيق- أن مشهد التصويت على وثيقة الانقلاب هو مشهد هزلي؛ حيث تحاول سلطة الانقلاب اصطناع انطباع واهي بأنها تسير بخارطة الطريق خطوة للأمام ولو على جثث الأحرار والمتظاهرين السلميين الذين يمارسون حقهم الدستوري والقانوني في التعبير عن الرأي بسلمية، وكل ما تستهدفه هذه السلطة من المشهد كله شيء واحد هو ادعاء مشاركة مواطنين بالتصويت بعدد أكبر من الواقع، حيث تروج لإقبالٍ ما، وحقيقة الأمر أن الإقبال ضعيف جدا، ولكن صناعة الأوهام واختلاقها ليس بجديد على هذه السلطة، وهو خطاب وصورة مصطنعة تريد سلطة الانقلاب تصديرها للخارج وهذا هو ما يهمها من المشهد العبثي برمته، فلانقلاب غير معني بالرقم الذي ينزل ولا حجمه؛ هو فقط يصور طابورا مثبتا للكاميرات فقط.
وأكد "عوض" أن سلطة الانقلاب قامت بتسخير حوالي 400 ألف من الجيش والشرطة لتأمين استفتاء وثيقة الانقلاب حيث حشدت 160 ألف ضابط وجندي من الجيش و220 ألف جندي وضابط من الشرطة و38 ألفا من قوات الانتشار السريع كأننا إزاء معركة حربية، وكانت السيارات المدرعة والدبابات منذ عشية الاستفتاء تجوب الشوارع وتعطي "سارينة" كأننا بساحة قتال، وصاحب ذلك إذاعة الأغاني الوطنية أمام اللجان مع حشد الناس للتصوير فقط بغض النظر عن دخولهم لتسويد البطاقات فهذه ليست مهمة الناس بالأساس، ولا تشغل الانقلاب؛ مسألة البطاقات فهي محسومة بالنسبة له المهم مشهد طابور واقف للإيحاء بنزول مواطنين للتصويت على دستور مشبوه وزعم أن هناك من يشارك فيه.
وأشار إلى أن قيام قوات الداخلية بقمع المتظاهرين السلميين والتعرض لهم وإيذاءهم واستخدام العنف ضدهم منذ الصباح ليس بجديد على الشرطة وسياسة القمع والعنف بالغاز والخرطوش، والمتوقع كثافة القمع اليوم بالذات لأن المظاهرات تفسد محاولة تصديق هذه الكذبة، خاصة وأن الانقلابيين يريدون تصديقها بالخارج، فالهدف هو تصوير الناس بصرف النظر عن تسويد البطاقات فالبطاقات آخر شيء يهمهم ولا يهمهم إدلاء الناس بالتصويت أصلا، فالناس دورها أنها تصور فقط ظنا أن ذلك يعطي الاستفتاء شعبية وهذا لن يحدث.
وشدد -أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الزقازيق- على أن عنف الشرطة وقمعها السلميين والاستشهاد والاعتقال لن يفتّ في عضد الناس، فبعد المجازر الدموية، لم يعد الخرطوش وقنابل الغاز والهروات ترهبهم ولن تجدي معهم ولن تثنيهم عن قضيتهم، فهؤلاء الشرفاء وأصحاب القضية بعد مجازر قتل فيها الآلاف ظن الانقلاب أنهم لن يخرجوا مرة ثانية، وجاء القمع بنتائج عكسية وخرجت الناس بكثافة، فالقمع سياسة فاشلة لم ولن تجدي لا اليوم ولا الغد، وحتى بعد تمرير دستور الدم ستنزل الناس بالشوارع وتطالب بعودة الشرعية ولو استغرق الأمر شهورا أو حتى سنوات.
ونبه إلى أن من ينزل للتصويت كثير منهم ينزل ليس بإرادته بل مدفوع أو برشاوى انتخابية أو مشحون من قبل جهات إدراية أو رجال أعمال تملك الولاية عليهم فهم مجبرون على النزول، فالجهاز الإداري للدولة بموظفيه ورجال أعمال لديهم آلاف العمال وهؤلاء سيكونوا مجبرون على النزول بالقوة وستنفق الأموال لحشدهم، ومع ذلك كله فلن تتجاوز نسبة الإقبال والمشاركة 15%.
ووصف "عوض" اللجان الانتخابية بالثكنات العسكرية –وليست فعالية سياسية بالأساس- التي يؤمنها جحافل الجيش والشرطة وتوفر حماية كاملة، ومعلوم أن رافضي الانقلاب يتظاهرون بسلمية ومن ثم من يفكر في التصويت يعلم أنه لن يتعرض للقمع وهم آمنون تجاه متظاهرين سلميين أيضا بما يكشف أن انخفاض نسب الإقبال وتدنيها ليس سببه خوف الناس ولكن رفض الجماهير المشاركة في الاستفتاء وهذا واضح جدا منذ الصباح، فكل أجهزة الدولة تحاول حشد الناخبين لدفعهم باللجان للتصوير التليفزيوني الموجه للخارج، للزعم بنجاح خارطة طريق الفاشلة والمرفوضة شعبيا.
عزوف الناخبين
وقال "عوض" إن الساعات الأولى وما تلاها والتي تعد مؤشرا مهما، كشفت عن ضعف الإقبال، فلو رغبت الناس بالمشاركة لوقفت مبكرا مثل دستور 2012 التي امتدت الطوابير فيه بحشود ضخمة للغاية لمئات الأمتار، فيما كشف اليوم الأول تدنيا شديدا في الإقبال على التصويت بوثيقة الدم، مشيرا إلى أن الإقبال محدود جدا، والواقفون لا يتحركون من أماكنهم، فيما المفترض أن من يقف يدخل ويذهب فيما هم واقفون بلا حراك، وحتى مراسلي إعلام الانقلاب بشكل عام أكدوا قلة الإقبال وبدأوا في تحضير المبررات، وتفسير ذلك بأن الموظفين لم يخرجوا بعد وأنه يوم عمل، وهم يسوقون مبررات واهية لضعف الإقبال، وتوقع "عوض" ألا تزيد نسبة التصويت بالداخل عن 15% مثل نسبة تصويت المصريين بالخارج.
وحول أسباب عزوف الناخبين عن المشاركة باليوم الأول واللجان الخاوية أوضح "عوض" أن السبب الأساسي ليس خوفا من أي إيذاء محتمل، فاللجان مؤمّنة والمتظاهرون سلميون، ولكن السبب هو مرارة ما حدث من وأد الديمقراطية في مهدها وهدم المؤسسات المنتخبة وشعور الناخبين بإهدار أصواتهم وإرادتهم الشعبية التي عبروا عنها بخمسة استحقاقات انتخابية، وبسبب عمليات القتل والعنف ضد السلميين العزل والمعتصمين وعمليات الاعتقالات وتلفيق القضايا والزج بمؤيدي الشرعية في السجون، ووصف فصائل سياسية سلمية بأنها إرهابية، وكثير مما حدث بعد انقلاب 3 يوليو يجعل شرائح جديدة تفيق وتستشعر أن ما حدث هو ردة للوراء، وما نشهده هو عزوف حقيقي للناخبين عن المشاركة.
وأشار إلى أن الآلة الإعلامية لسلطة الانقلاب لن تبرز حالة عزوف الناخبين وتدني نسب الإقبال واللجان الخالية بل ستصور للغرب أن الجماهير بدأت تتقبل خارطة الطريق المزعومة، وستقوم بذلك باستماتة لإقناع العالم بأن الاستفتاء أولى خطواتها قد نجح، وهذا لن يتحقق ولن ينطلي على الرأي العام الغربي، لأنه بالمقابل لا يزال هناك إعلام وطني حر ينقل حقيقة ما يحدث بالشوارع من قمع حكومة الانقلاب وكسرها لكل القوانين وانتهاك الحقوق والحريات والتوسع في صلاحيات الرئيس المعين من سلطة الانقلاب وما يصدره من قوانين لتبرير خطايا الانقلاب، لذا فالخارج لن يصدق ما يصطنعه إعلام الانقلاب، مطالبا الإعلام الأجنبي بكشف الحقائق من خلال مراسليهم وبكثافة لأن الموجود منهم قليل، ولأن المراسلين المحليين يخافون قمع السلطة ويخشون نقل الحقيقة.
ترويع المواطنين
أما المحلل السياسي الدكتور سرحان سليمان فقال: إن الاستفتاء الدموي في اليوم فاق انتخابات مجلس الشعب المزوره عام 2010، فى الترويع للمواطنيين وعدم القدرة على مجرد التعبير عن آرائهم، وكان ذلك علنيا بعدم القدرة على رفض الاستفتاء سواء بالتعبير بوسائل، أو مجرد التحدث، وإلا سيتم القبض عليه واعتقاله.
وأضاف: كمراقب وبنفسي زرت لجانا عدة، لم أجد سوى أعضاء حزب النور والحزب الوطنى المنحل وبعض من كارهى الإخوان، هم الموجودون، وبشكل عام الإقبال كان ضعيفا جدا بشكل ملفت، كما أنه تم اختراق قواعد الانتخابات أصلا فى تسيير مكبرات الصوت في الشوارع وبجانب اللجان، وفرق تدعو المواطنيين للتصويت بنعم، وتخويف الآخرين من التصويت بلا.
وأشار إلى أن كل ما مر به اليوم الأول من إجراءات لم تحدث مسبقا فى الرغبة فى تزوير الاستفتاء وخروجه بنتيجة معينة، فهو يعد استفتاء من طرف واحد ولا يوجد ممثلون عن المعارض، فهذا الاستفتاء ليس له شرعية؛ لأن السلطة القائمة عليه غير شرعية مغتصبة للسلطة من ناحية ولإجراءاته الباطلة من ناحية أخرى، متوقعا ألا تخرج النتيجة عن حدود 15- 20% من المشاركين وهذا يعد رفضا لغالبية الشعب، ومن ثم الاستفتاء باطل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.