قال علاء بيومي، الباحث السياسي: إن السيسي، قائد الانقلاب العسكري، يعتمد على خطة من الدعاية السوداء التي تقوم على التضليل والتخويف ونشر الأكاذيب والكذب المباشر في تصريحاته؛ لتحقيق أغراضه، مضيفا أنه يتعمد الكذب ويحترفه، حيث بدأ كذب السيسي حاليا يظهر للجميع بشكل يصعب إنكاره، خاصة بعد ما اعترف مؤخرا برغبته في الترشح للرئاسة، بعد أن أكد في الماضي عدم سعيه للسلطة. وأوضح بيومي- في تدوينة له بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"- أن التسريبات الإعلامية أيضا كشفت أن السلطة كانت حلما قديما له، مشيرا إلى أن السيسي كذب أيضا فيما يتعلق بطلب تفويض المصريين له في مكافحة "العنف والإرهاب"، حسب زعمه، ولكن الجميع رأى عكس هذا التصريح. وتابع: "فالسيسي يقول بانتظام عكس ما يعني، وبالفعل صدق توقعي، فالتصريح لم يكن إلا إعلان نية من السيسي أنه ينوي استخدام العنف والإرهاب، فهما تقريبا أهم أداة في ترسانته وخطته للوصول للسلطة". وأضاف بيومي أن بعض الصحفيين والكتاب الأجانب المتابعين للشأن المصري سخروا من إعلان الإخوان جماعة "إرهابية" بعد تفجيرات المنصورة؛ لأن جماعة أنصار بيت المقدس أعلنت المسئولية عنها، وكأن سلطة الانقلاب مصابة بالحول، مؤكدا أن القضية ليست الحول، هي خطة متعمدة لإرهاب الاخوان، واختلاق ظاهرة الإرهاب اختلاقا. وقال: "السيسي يفعل ما بوسعه لنشر الإرهاب؛ لكي يمتلأ الناس بالرعب ويبحثون عن منقذ، وطبعا المنقذ معروف وهو السيسي، وفقا للإعلام الواقع تحت سيطرة الكراهية والفلول والشئون المعنوية". وأشار إلى أن السيسي كذب أيضا فيما يتعلق بمحاولة تجنب العنف وإراقة الدماء، موضحا أنه هو من رفض التفاوض مع الإخوان، ومن لجأ لأقصى العنف ضد الإخوان بعد الانقلاب لتحقيق أكثر من هدف، مثل السعي لدفعهم للعنف تحقيقا لنبوءة الإرهاب التي يتبناها، ولتدمير قدرة الإخوان السياسية على منافسته، ورغبته في الانتقام منهم؛ بسبب دورهم في الثورة، ولقذف الخوف في نفوس الناس". وبين بيومي أن البرادعي كشف كذب السيسي قبل 14 أغسطس، والأمريكيون والأوروبيون فعلوا الشيءء نفسه في تصريحات تداولتها وسائل الإعلام عبر العالم، وبالطبع تجنبتها وسائل الإعلام الفلولية والكارهة للديمقراطية في مصر، وهو ما ذكره الدكتور محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط، أيضا مؤخرا على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أنه كان ضمن من سعوا للوساطة بين الإخوان والعسكر، وفي كل مرة كان يقدم مبادرة كان يعاقبه العسكر أكثر. واستطرد قائلا:" السيسي كذب أيضا في أنه لم يخن مرسي، الرئيس المنتخب، فالواضح أنه رتب لانقلابه منذ فترة، وتقول تقارير دولية إن الجيش علم بجهود الشرطة للانقلاب على الرئيس منذ شهور وقادها تباعا، وربما رتب له بمساعدة أطراف أجنبية وخارجية يجب أن تكشف عنها التحقيقات". وأضاف أن السيسي كذب فيما يتعلق بأي مساعٍ للديمقراطية، فالعدالة الانتقالية تم تجاهلها، والقتل والعنف على أشدهما لقتل فرص التحول الديمقراطي، والمعارضة في السجون، والإعلام تحول للدعاية السوداء، مؤكدا أن السيسي يدفع مصر كلها في نفق مظلم.