صنع شابي فرصة ذهبية سجلها ديفيد بيا لتتأهل إسبانيا إلى ربع نهائي كأس العالم بعد الفوز على البرتغال بهدف نظيف مساء الثلاثاء. ولعبت البرتغال بأسلوب دفاعي ضاغط من منتصف الملعب الذي يشهد وجود ارتكازين دفاعيين ومن خلفهما ثلاثة مدافعين صرحاء أغلقوا تماما أي قنوات للاختراق من العمق. ولكن في لمحة ساحرة من الشوط الثاني أرسل أندريس إنيستا كرة بينية إلى شابي، الذي مررها بكعبه سحرية إلى بيا المنطلق من الجناح الأيسر. وسدد بيا أرضية أنقذها إدواردو ولكن هداف إسبانيا أحكم تصويبته في المرة الثانية فذهبت من فوق الحارس، وارتطمت بالعارضة قبل الاستقرار في الشباك. وأنهت البرتغال المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد ريكاردو كوستا قبل نهاية اللقاء بدقيقة واحدة. ورفع بيا رصيده من الأهداف في كأس العالم 2010 إلى أربعة أهداف، يحتل بهم صدارة الهدافين بالمشاركة مع جونزالو إيجواين مهاجم الأرجنتين وروبرت فيتيك لاعب سلوفاكيا، علما بأن الأخير غادر البطولة بعد خسارة فريقه أمام هولندا.
كاسياس تفوق على رونالدو وتواجه إسبانيا في دور الثمانية فريق باراجواي، الذي تفوق على اليابان بنتيجة 5-3 بركلات الترجيح في وقت سابق من اليوم نفسه بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. بداية برتغالية تفوقت البرتغال دفاعيا منذ بداية اللقاء وشكلت خطورة كبيرة على الخط الخلفي الإسباني من الهجمات المرتدة السريعة التي قادها كريستيانو رونالدو من على الجناحين الأيمن والأيسر. الهجوم السريع منح البرتغال فرصتين ذهبيتين، الأولى جاءت من تسديدة تياجو البعيدة التي سقطت من بين يدي إيكر كاسياس ولكنه أنقذها قبل ضربة رأس من هوجو ألميدا على خط المرمى، والثانية من انفراد من سيماو شتته الحارس الإسباني أيضا قبل فوات الأوان. أرسل الفريق البرتغالي أيضا أكثر من عرضية من الجانب الأيسر وتمكن لاعبوه من تحويلها بالرأس ولكن جميع المحاولات مرت بجوار العارضة. واصلت البرتغال تفوقها مع شوط المباراة الثاني الذي شهد إهدار ألميدا لفرصة من داخل منطقة الجزاء حينما أرسل كرة ساقطة خلف الحارس كاسياس ولكنها أيضا ذهبت بعيدا.
اليأس تملك البرتغال بعد التأخر بهدف ارتكب كارلوس كيروش المدير الفني للبرتغال خطأ فادحا بإخراج ألميدا وتحويل رونالدو إلى مركز رأس الحربة، إذ فشل بعدها المنتخب البرتغالي في نقل الهجمات المرتدة السريعة عبر البديل داني. ضربة بيا تحولت الخطورة إلى إسبانيا، التي كادت أن تتقدم عبر البديل لورينتي الذي حول عرضية متقنة برأسه في اتجاه المرمى ولكن إدواردو استطاع إيقافها. اقترب أبطال أوروبا أكثر من الهدف الأول عبر تسديدة بيا التي ذهبت بجوار القائم، قبل أن يفتتح المهاجم المنتقل حديثا إلى برشلونة التسجيل في الدقيقة 63 من متابعة تسديدته الأصلية التي جاءت بفضل تمريرة شابي. انهار الفريق البرتغالي بعد الهدف وسمح للاعبي إسبانيا بالتحرك بحرية في منتصف ملعبه خاصة من الجانب الأيمن الذي انطلق منه سيرجيو راموس وراوغ رقيبه قبل أن يطلق تسديدة أرضية صاروخية حولها الحارس إلى ركنية. ارتد الإسبان للدفاع مع الاعتماد على الهجمات المرتدة فيما حاول كيروش تكثيف الضغط لإحراز التعادل ولكن لاعبيه الذي ظهر عليهم اليأس لم يستطعوا تهديد كاسياس فيما تبقى من زمن المباراة.
