أعلن المدرب الإنجليزي تيري بوتشر عضو الجهاز الفني لمنتخب اسكتلندا رغبته في الثأر من النجم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا لتسببه في خروج إنجلترا من مونديال 1986 في المكسيك بهدفه الشهير والذي سجله بيده. وقال بوتشر الذي دافع عن ألوان إنجلترا بين عامي 1983 و1990 في تصريحات أبرزتها وسائل الإعلام الإنجليزية يوم الإثنين : "لن أسامحه مهما حدث، وليس من السهل تناسي خروج فريقك من دور الثمانية في كأس العالم بمثل هذه الطريقة". ويأتي تصريح بوتشر الذي تسلطت عليه أضواء الإعلام نظرا للقاء الودي الذي يجمع الأرجنتين ومدربها الجديد مارادونا في أول مهامه الرسمية مع منتخب اسكتلندا على ملعبه في هامبدن بارك.
الاسكتلنديون يحبون نجم الكرة الأرجنتينية وأضاف بوتشر : "تم اختياري مع اثنين من زملائي للخضوع لاختبار المنشطات عقب اللقاء وكان مارادونا هناك مع اثنين من زملائه ولو كان قريبا مني لربما قمت بالاحتكاك به". وكانت الأرجنتين قد تغلبت على إنجلترا يومها بهدفين مقابل هدف واحد، وسجل مارادونا هدفي راقصي التانجو ، أحدهما من لمسة يد واضحة أطلق عليها اللاعب اسم "يد الله" للانتقام من الإنجليز، والثاني بعد مراوغة نصف منتخب إنجلترا والذي صار فيما بعد هدف القرن العشرين بناء على عديد من الاستفتاءات. وأوضح المدرب الإنجليزي الذي كان أحد المدافعين الخمسة الذين راوغهم مارادونا قبل تسجيل هدفه أن اللحظات التي أعقبت اللقاء كان من الممكن أن تتحول إلى حرب حقيقية بين اللاعبين لكن القدر منع وقوع أحداث مؤسفة.
بوتشر : سيجد مارادونا كل التحية في اسكتلندا حيث يعتبر بطلا قوميا والمثير أن مباراة مونديال 1986 بين إنجلترا وراقصي التانجو تعد أحد المحطات الهامة في صناعة شخصية مارادونا الأسطورية في أذهان الأرجنتينيين نظرا لإحرازه الفوز على حساب الإنجليز بعد أربعة سنوات فقط من نهاية حرب البلدين على جزر الفولكلاند الواقعة جنوب المحيط الأطلنطي والتي انتهت بانتصار عسكري بريطاني. والطريف أن بوتشر كشف عن الشعبية الطاغية لمارادونا ومنتخب الأرجنتين في اسكتلندا على طريقة "أعداء أعدائي هم أصدقائي". وتذكر الإنجليزي الدولي السابق أن بعد خروج بلاده من مونديال 1986 وسفره إلى جلاسجو عاصمة اسكتلندا فوجيء بأعلام الأرجنتين في الشوارع أكثر من التي كانت برفقة مشجعي منتخب الأرجنتين في المكسيك نظرا للتنافس الشرس بين الإنجليز والاسكتلنديين. واختتم بوتشر حديثه قائلا : "سيجد مارادونا كل التحية في اسكتلندا حيث يعتبر بطلا قوميا".