بعد أربعة أعوام من ضباب غطى عالم الكرة الإيطالية، شقت النجوم طريقها إلى سماء الكالتشيو لتعد بإمكانية عودة المسابقة إلى مستواها المعهود. فعلى نقيض السنوات الأخيرة نجح عمالقة الكالتشيو في استقطاب أسماء براقة على رأسهم المدير الفني الاستثنائي جوزيه مورينيو والساحر البرازيلي رونالدينيو. ويحاول الكالتشيو استعادة عافيته التي بلغت قمتها بين 1998 و2004 حين تربع على عرش البطولات الأوروبية، لقوة المنافسة وتداولها بين عملاقة أطلق عليهم الأعمدة السبعة. فلم تملك أي مسابقة في أوروبا سبعة أندية تتصارع سنويا على درع الدوري مثل حال يوفنتوس وميلان وإنتر وروما ولاتسيو وفيورنتينا وبارما في الكالتشيو. وتلقت البطولة حينها ضربة شديدة بفضيحة تلاعب النتائج التي هوت كالصاعقة على الكبار وأنزلت يوفنتوس إلى الدرجة الأدنى وخصمت نقاط من ميلان وفيورنتينا، وحسم إنتر الدرع قبل أسابيع طويلة من آخر الجولات. لكن الموسم الجديد يعد بكثير من الإثارة الإيطالية في وجود حشد من النجوم التي يقودها مورينيو في إنتر ويشاركها رونالدينيو في ميلان ويتقدمها أماوري في يوفنتوس. ويقدم FilGoal.com تحليلا لكبار الدوري الإيطالي التي تنحصر بينهم المنافسة في الموسم الجديد بداية بحامل اللقب إنتر ومرورا بوصيفه روما ومعهما ميلان ويوفنتوس. إنتر .. عهد مورينيو أعطى إخفاق روبرتو مانشيني في الجمع بين دوري الأبطال والكالتشيو طعماً مراً لإنجازاته التي لم يسبقه لها أحد، والتي لم تمنع ماسيمو موراتي مالك النادي من إقالته والتعاقد مع "الشخص الاستثنائي" لغزو أوروبا. وسلطت الأضواء على إنتر ليس فقط كونه بطل الدوري وإنما لارتباطه بمورينيو، فأصبحت متابعات أخبار النيراتزوري في وسائل الإعلام مرتبطة أساساً بالمدير الفني البرتغالي. وفيما يرفض مورينيو تقديم وعود للجماهير بالبطولات، أكد موراتي أن إنتر سيحصد لقبين على الأقل خلال المواسم الثلاثة المقبلة، مستنداً لسجل البرتغالي الحافل بالألقاب القارية والمحلية مع بورتو وتشيلسي، لذا "لم يكن صعبا انتخابه لقيادة إنتر" على حد موراتي. ويبتعد مورينيو بطموحه عن مجرد حصد الألقاب، فيسعى ل "تغيير خارطة الكالتشيو وتطوير مفاهيمها التدريبية"، وهو ما بدأ ينفذه مع النيراتزوري بحصر معسكر الإعداد في "تدريبات بالكرة لزيادة انسجام اللاعبين ووعيهم الخططي، وتقليص فترة التعارف بين القائمة وبيني". ورغم أن المدير الفني البرتغالي اختار طريقة 4-3-3 أساسا لعمله، فقد شدد على أنه لن يتشبث بأسلوب واحد وسيتعامل مع كل موقف على حدة. وامتدح نجم الفريق زالاتان إبراهيموفيتش خطط مديره الفني قائلا: "تمركزنا أفضل وسرعتنا زادت، نهاجم بكثافة أعلى وؤية أوضح .. لا يسعني سوى مدح مورينيو". ويستعين إنتر خدمات البرازيلي أدريانو الذي استعاد كثيرا من لياقته خلال إعداد الفريق، وظهر منسجما مع الصفقتين الجديدتين أمانتينو مانسيني وسولي مونتاري. ورغم أن أدريانو يغيب عن انطلاقة الموسم للإصابة، فان مورينيو يراه مع إبراهيموفيتش حجر أساس في خططه "لأن كلاهما قوي ومهاري، في وجودهما يقدم إنتر الكرة التي أفضلها، خاصة مع قدرتهما على اللعب في أكثر من مركز". وقد تتركز أزمة مورينيو مع بداية الموسم الجديد في غيابات خطه الخلفي إذ لم يتعاف بعد إيفان كوردوبا ووالتر صامويل وماركو ماتيراتزي من الإصابة. ميلان .. رقصة السامبا بنكهة برازيلية، يخوض ميلان اختباره الأصعب من سنوات، فبعد النتائج المخيبة الموسم الماضي والتي شهدت ابتعاد الروسونيري عن القمة ب21 نقطة، وصف أدريانو جالياني رئيس النادي الموقف باقتضاب، قائلا: "ليس أمامنا سوى التتويج". فخروج ميلان خالي الوفاض للموسم الثالث على التوالي جلب مشاكل كثيرة على رأس الإدارة التي ستكون مطالبة باستبعاد الجهاز الفني إن لم تتم الإطاحة بها شخصيا. ولا يجهل كارلو أنشيلوتي مدير ميلان الفني الضغوط التي يواجهها، مؤكدا أن "أحدا لن يقبل بغير التتويج". وضاعفت إدارة ميلان هذا الموسم جهودها خلال موسم الانتقالات الصيفي لتدعيم الفريق الذي كان بحاجة ماسة لعناصر جديدة تعين أنشيلوتي على متاعب الكالتشيو. فدعم المدرب الإيطالي دفاعاته بالظهير الجوكر جانيالوكا زامبروتا من برشلونة وقلب أرسنال الشاب فيليب سندروس والمتوسط الفرنسي ماتيو فلاميني وهجومه برونالدينيو من بارسا. وبعد موسمين من الفراق عاد الهداف الأوكراني أندريه شيفتشينكو إلى داره بعد موسمين من المعاناة في تشيلسي، ليسترجع ميلان ذكرياته الجميلة التي تجمع شيفا مع كاكا وبيبو.
وسيكون على شيفا إثبات أنه لم ينته بعد، ليس فقط للجمهور ونجومه بل ولمدربه السابق جوزيه مورينيو الذي يعمل حاليا منافسا له في إنتر ميلان. ويعول أنشيلوتي على فلاميني الذي يراه عمودا في حساباته كونه بحث كثيرا عن "لاعب يمكنه منح (أندريا) بيرلو مزيدا من الحرية الهجومية، الآن عثرنا على ضالتنا". وينتظر عشاق ميلان رؤية فريقه بطابع برازيلي بعدما جمع في صفوفه أفضل راقصي السامبا يتقدمهم كاكا ومعه رونالدينيو وألكسندر باتو، فضلا عن وجود إيمرسون وديدا. ويرى أنشيلوتي أن ميلان عانى في السابق من فقدان السرعة في بناء الهجمات، ولذا ف ان "وجود روني وباتو وكاكا سيعيد الحياة لنا وسينعش المهاجم فيليبو إنزاجي كثيرا". ويبدو رونالدينيو واثقا في قدرته على محو الصورة السيئة التي ظهر عليها الموسمين الماضيين مع برشلونة، ويعد جمهور ميلان بأنه سيكون في أفضل حالاته. ورغم أن الحياة لم تكن وردية في ميلان خلال فترة الإعداد بعد خسارة جهود مدافعيه أليساندرو نيستا، فضلا عن نجمه الأول كاكا للإصابة فان هذا لم يمنع أنشيلوتي من التفاؤل. ويؤكد كارليتو أن "الفريق سيتغير شكله كليا مع انطلاقة الموسم التي سنسترجع فيها رونالدينيو وألكسندر باتو وربما كاكا ونيستا". يوفنتوس .. العودة للعرش لم يكن متوقعاً أن يعود يوفنتوس إلى الكالتشيو سريعاً بعد انتزاعه من على عرش الكالتشيو وإلقاءه إلى الدرجة الثانية، ولكنه خلال موسمين نجح في العودة بل والمنافسة على اللقب. وحدد كلاوديو رانييري المدير الفني أهدافه للموسم الجديد في "الدوري ومربع أوروبا الذهبي، فهما هدفين منطقيين ووقتها فقط يمكن القول إن يوفنتوس عاد لموقعه". ويراهن جيانلويجي بوفون حارس يوفنتوس والمنتخب الإيطالي على نجاح فريقه في حصد لقب واحد على الأقل "بتلك القائمة وهذه الروح". ويملك يوفنتوس حاليا أقوى خط هجوم على مستوى القارة العجوز بشهادة المدير الفني المخضرم فابيو كابيللو ومدرب المنتخب الإيطالي مارتشيللو ليبي. ويجمع يوفي بين رمز النادي أليساندرو ديل بييرو وهدافه التاريخي ديفيد تريزيجية وموهبة البرازيلي الرائع أماوري وسرعة الدولي الإيطالي فيتشنزو ياكوينتا. ويمثل انتقال أماوري من باليرمو إلى يوفنتوس أكبر انتصارات إدارة اليوفي في موسم الانتقالات، إذ أن اللاعب البرازيلي كان هدفا لكل الأندية الأوروبية الكبرى. وضم يوفنتوس هذا الصيف قائد المنتخب السويدي وصخرته الدفاعية أولاف ميلبرج ليرافق اكتشاف يورو 2008 جورجيو كيليني في خط الدفاع. ودعم رانييري وسطه بالدنماركي كريستيان بولسن، ليعاون المالي محمد سيسوكو الذي ساهم حضوره في تحسن نتائج الفريق كثيرا. روما .. وقت الحصاد "لا يمكن أن نظل في المركز الثاني للأبد، علينا دخول دائرة الضوء ولا أعتقد في حدوث بسهولة" هكذا عكس مدير روما الفني لوتشيانو سباليتي قلقه حيال إعداد فريقه التي كشفت عن ثغرات لا يمكن الصعود بها إلى منصات التتويج في وجود ميلان وإنتر ويوفنتوس. فبعد ثلاثة مواسم في المركز الثاني، ارتقى حلم روما للعودة إلى منصات التتويج التي شهدت رفع فرانشيسكو توتي درع البطولة في موسم 2001 تحت قيادة فابيو كابيللو، وبالفعل دعمت الإدارة الفريق تأمل في منحه زعامة الكالتشيو. ورتب سباليتي أوراقه مجددا مستبعداً الجناح الفرنسي لودوفيك جولي، ومازال البحث جاريا عن رأس حربة يمكنه إنهاء الأزمة التي يعيشها فريق العاصمة الإيطالية من فشل مهاجميه في تطوير أداء الفريق منذ رحيل الأسطورة الأرجنتينية جابريل باتيستوتا. ونجح روما في التعاقد مع الوحش البرازيلي خوليو بابتيستا من ريال مدريد ليخلف مواطنه أمانتينو مانسيني المنتقل لإنتر، كما دعم سباليتي خطه الخلفي بالنرويجي يون آرن ريسا من ليفربول، وسيموني لوريا المنضم من سيينا. ويرى فرانشيسكو توتي قائد الفريق أن صفقات ناديه الصيفية خطوة هامة نحو المنافسة على اللقب، مؤمنا بأن "روما يمتلك مزيجا يمكنه تحقيق أهدافنا". ويعد سباليتي ظهيره المخضرم كريستيانو بانوتشي للعب دور قلب الدفاع هذا الموسم بعد نجاحه نسبيا مع منتخب إيطاليا في المركز نفسه خلال كأس الأمم الأوروبية، هادفا لتحصين دفاعه "لأننا في الموسم الماضي دفعنا ثمن الأخطاء الدفاعية غاليا". ويأمل سباليتي في أن يشهد الموسم المقبل تفجر موهبة ألبرتو أكويلاني ومزجها بخبرات سيموني بيروتا وعقل دانيلي دي روسي وقوة بابتيستا ومهارة توتي.