سيطر أصحاب الأرض على البطولتين الماضيتين، ففازت تونس بالبطولة التي استضافتها في 2004 وانتزعت مصر اللقب في استاد القاهرة عام 2006 وكأنهما هتفا في وجوه منافسيهما .. الكأس لن تخرج من هنا. ورغم تفوق منتخبات شمال إفريقيا في البطولة رقم 24 في تونس، لم تمثل هذه البطولة سوى انتكاسة جديدة للكرة المصرية التي ودعت المونديال الإفريقي من دوره الأول للمرة الأولى منذ عام 1992، رغم أن قدراته وتواضع مستوى منافسيه أهلاه للمنافسة على اللقب من جديد. وقع المنتخب المصري بقيادة محسن صالح في المجموعة الثالثة مع الكاميرون حامل اللقب والجزائر وزيمبابوي، ليفوز الفراعنة بصعوبة في لقاءهم الأول أمام زيمبابوي 2-1. ولم تكف السيطرة المصرية على مجريات مباراتها التالية أمام الجزائر لتخطيها، لتضيع فرص الفراعنة الواحدة تلو الأخرى، حتى أحرز أحمد بلال هدف الفراعنة الوحيد، لكن الأشقاء استغلوا الثغرات الدفاعية في تنظيم هجمات مرتدة أحرزوا منهم هدفين انتزعوا بهما اللقاء. كان الفوز على الكاميرون حاملة اللقب هو الأمل الوحيد أمام المصريين للفوز ببطاقة للتأهل لدور الثمانية، ولكن رغم التحفظ الدفاعي والهجوم المكثف في شوط المباراة الثاني لم يساعدا في هز شباك الأسود، وتضطر لتوديع البطولة مبكراً، وتحتل أسود الكاميرون والجزائر قمة المجموعة. أما نسور قرطاج فتصدرت المجموعة الأولى تبعتها غينيا على حساب رواندا والكونجو الديمقراطية، بفضل فريقها الذي شهد مزيجا ناجحا من المحترفين والمحليين أصحاب الخبرة بالإضافة لجهود البرازيليين المجنسين خوسيه كلايتون ودوس سانتوس. تربعت مالي على قمة المجموعة الثانية ثم احتلت السنغال المركز الثاني تاركين كينيا وبوركينا فاسو يتذيلان المجموعة. وشهدت البطولة أيضاً انتفاضة مغربية، إذ إعتمد أسوط الأطلسي على عناصر شابة كان لها الفضل الأكبر في تحقيق فوز مستحق على المنتخب النيجيري المفعم بالغرور، وهو ما فتح لهم الباب لتصدر المجموعة وتبعتها نيجيريا مطيحين بجنوب إفريقيا وبنين. دربي شمال إفريقيا وفي دور الثمانية تمتعت تونس على ملعبها في رادس بمساندة جماهيرية كانت في أمس الحاجة لها، ساعدتها على تحقيق فوز غال بهدف على السنغال التي فقدت الكثير من قوتها، في حين استعادت نيجيريا قليلاً من بريقها أمام الكاميرون لتفوز بهدفين مقابل هدف ويصعد الفريقان إلى الدور قبل النهائي.
ميدو-شحاتة أما المغرب فخطفت بطاقة التأهل لقبل النهائي من الجزائر بعد الفوز عليها بثلاثة أهداف مقابل هدف، لتقابل مالي التي تغلبت في دور الثمانية على غينيا بهدفين مقابل هدف. عادت الجماهير التونسية لتظهر مجدداً وتنقذ فريقها من خسارة محققة أمام نيجيريا التي تقدمت بهدف، ليتمكن النسور من معادلة النتيجة والعبور بالمباراة إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت لأصحاب الأرض ويفوز التوانسة 5-3. وعلى الجانب الآخر استمر التألق المغربي لتكتسح مالي برباعية نظيفة ضمنت لها الصعود لأول نهائي عربي تشهده البطولة الإفريقية على الإطلاق. وفي النهائي سيطر النسور على مجريات اللقاء منذ بدايته، ليفوزوا باللقاء بهدفين مقابل هدف للمغاربة، وينضموا للقائمة الذهبية ويحصلون على الكأس الإفريقية الأولى في تاريخهم. انتفاضة القاهرة وللمرة الرابعة في تاريخها استضافت مصر البطولة الإفريقية في دورتها ال25، وعادت الجماهير الغفيرة تملأ استاد القاهرة، وتحلم باستعادة الكأس الإفريقية. ظهر المنتخب المصري في المجموعة الأولى مع نظيره المغربي وأفيال كوت ديفوار والمنتخب الليبي، في حين جمعت المجموعة الثانية بين أسود الكاميرون وتوجون وأنجولا والكونجر والديمقراطية. أما تونس حاملة اللقب فظهرت في المجموعة الثالثة مع زامبيا وغينيا وأولاد جنوب إفريقيا، أما نجوم غانا السوداء فظهروا مع نيجيريا والسنغال وزيمبابوي في المجموعة الرابعة. بدأت مصر طريقها لاعتلاء صدارة مجموعتها بفوز ثلاثي على ليبيا في مباراة الافتتاح، بتوقيع أحمد حسام "ميدو" برأسية ومحمد أبو تريكة من ركلة ثابتة وأحمد حسن من متابعة لركلة جزاء أهدرها ميدو. ثم عادت واحتبست أنفاس الجماهير بعد التعادل السلبي مع المغرب، وأصبح لزاماً على الفراعنة الفوز على المنتخب الإيفواري لضمان التأهل، وهو ما حققته الأهداف الثلاثة لعماد متعب (هدفين) ومحمد أبو تريكة، مقابل هدف وحيد لأرونا كوني. حققت الكاميرون نتائج قوية في مجموعتها الثانية، مكنتها من جني تسع نقاط في ثلاث مباريات، بالفوز على أنجولا 3-1، ثم على توجو 2-0، وبالنتيجة نفسها على الكونجو الديمقراطية لتلحق الأخيرة بالأسود إلى دور الثم