النظارة الطبية لا تفارق وجهه، ودفتر الأوراق والأقلام الملونة لا يفارقون يده التي لا تكف عن تدوين ملاحظات لا نهائية على أداء فريقه وتحركاته الهجومية والدفاعية، ما يجعل رود كرول أشبه بمفتش مباحث ينقب في تفاصيل قضية غامضة أو طبيب يشخص حالة مستعصية. والفكرة السائدة عن كرول أنه مدرب يمتاز بتدريبات اللياقة ويجيد الإعداد البدني للفرق التي يتولى تدريبها، ولكن الأهم أن الرجل يمتاز بالصرامة التكتيكية والحزم في فرض أسلوب لعبه على أفراد فريقه، وقد يكون ذلك كل ما يحتاجه فريق الزمالك هذا الموسم، ولاسيما في لقاء القمة أمام الأهلي. والزمالك في أشد الاحتياج إلى مدرب حازم تكتيكيا حتى يتجنب المشاكل الكثيرة التي كانت تواجهه في الأعوام السابقة أمام الأهلي. فالفريق كانت دفاعاته تنفتح على مصرعيها حين يتلقى هدفا، كما أنه يدافع بكل لاعبيه عندما يتقدم مثلما حدث في نهائي الكأس الموسم الماضي. والحالتين كانتا تؤديان إلى الهزيمة. ويدرك الرجل جيدا أنه لا يزال في طور تكوين فكرة كاملة عن الفريق حتى بعد مرور أربع مراحل من الدوري شهدها جميعا وإن لم يتول المسؤولية إلا في ثلاث منها فقط، لذا فإنه يحرص على التغيير التدريجي في الفريق بدلا من السعى خلف انقلاب تكتيكي قد يطيح به وبآمال عشاق النادي الأبيض. ولم يغامر كرول بتغيير طريقة 3-5-2 المعتادة وإنما يحاول إعادة توزيع لاعبيه على خريطتها حتى يستخرج أفضل ما يمكن أن يقدموه في هذه المرحلة. ويلعب ثلاثي الدفاع محمود فتح الله وكريم ذكري ووسام العابدي (في ظل غياب بشير التابعي للإيقاف) بقدر من المرونة في الخط الخلفي. فالثلاثة يستطيعون أداء واجبات مركزي الظهير الثالث (قلب الدفاع) والظهير الحر (الليبرو) وهو ما يتيح لهم ميزة تبادل المراقبة والتغطية بحسب موقع كل منهم في الملعب من دون مشاكل تذكر. وهذه النقطة تحديدا من أهم مكامن القوة في الفريق الأبيض هذا الموسم بخلاف المواسم السابقة التي كان يتكون فيها خط الدفاع من قلبي دفاع وليبرو صرحاء، يشعرون بالغربة إذا ما أجبرتهم ظروف هجمة ما على تبادل مواقعهم. طرفا الملعب قد يكونا مشكلة في الزمالك. فأحمد غانم لا يتمتع بخيال كبير على الصعيد الهجومي كما أنه لا يشكل كابوسا دفاعيا لمن يواجهونه على الخط، كما أنه لا يمتلك إمكانيات بدنية كبيرة على الرغم من السرعة العالية التي تميزه.
ويدرك الرجل جيدا أنه لا يزال في طور تكوين فكرة كاملة عن الفريق حتى بعد مرور أربع مراحل من الدوري، لذا فإنه يحرص على التغيير التدريجي في الفريق بدلا من السعى خلف انقلاب تكتيكي قد يطيح به وبآمال عشاق النادي الأبيض وعلى الجانب الآخر، يشرك كرول أحمد مجدي في مركز الظهير الأيسر على حساب الظهيرين الطبيعين طارق السيد وخالد سعد وحتى أسامة حسن الذي يفضل المدرب الهولندي إشراكه في منتصف الملعب. ومجدي لاعب جيد، ولكنه لم يقدم جديدا في هذا المركز لا سيما مع أسلوب لعبه الذي يعتمد بشكل كبير على دقة التمرير وقوة التسديد وليس على السرعة المطلوب توافرها في لاعبي الأطراف. ارتكاز الزمالك في مباراة القمة سيشغله اللاعب القدير محمد أبو العلا وبجواره علاء عبد الغني، وقد تكون خبرة أبو العلا ورؤيته الممتازة للملعب إضافة إلى مهاراته في التحكم في الكرة وإرسال العرضيات المتقنة أحد منافذ تمويل مهاجمي الزمالك في هذا اللقاء. وسيحمل أبو العلا مسؤولية إضافية في التحكم في التنظيم الدفاعي في منتصف الملعب وتوجيه عبد الغني الذي يبذل مجهودا كبيرا في الملعب ويتفوق أحيانا في المواجهات المباشرة ولكن تحركاته في بعض الأحيان تتسبب في بعض الثغرات في منتصف ملعب فريقه. كما أنه يميل يسارا لتغطية تقدم مجدي في المرات التي يتقدم فيها الأخير للقيام بواجباته الهجومية. ويعول الجميع على مهارات شيكابالا وسرعاته في حسم لقاء الأهلي، فهو يمتلك حلولا غير متوقعة لكل المواقف الصعبة التي قد تواجهه، فالتمريرات الحريرية غير المتوقعة والتسديدات البعيدة والمراوغات السحرية – غير المجدية في بعض الأحيان - هي بعض نماذج ترسانة أسلحة الساحر الأسمر. وعادة ما يميل شيكابالا إلى اللعب في الجانب الأيمن من الملعب للحصول على مجال للتسديد البعيد، ولكنه يحصل على الحرية الكاملة في التحرك في كل أرجاء الملعب، خاصة مع الانسجام الواضح مع عمرو زكي وجمال حمزة. وغالبا ما سيمثل حمزة وزكي هجوم الزمالك، والثنائي لديهما ما يكفي من الثقة والمهارة لهز شباك الأهلي خاصة مع الاهتزاز والبطء الواضح في دفاع الفريق الأحمر في الفترة الأخيرة. فمهارات حمزة العالية وسجله الذي يحوي خمسة أهداف في مرمى الأهلي في الدوري والكأس يجعله أحد اللاعبين أصحاب الخبرة الذين يمكن الاعتماد عليهم في هذا اللقاء. إلا إذا قرر كرول الاعتماد على عبد الحليم علي أو الدفع بشريف أشرف منذ البداية وهو احتمال ضعيف. أما زكي فلعب ثلاث مرات أمام الأهلي شهدت تسجيل هدفا تاريخيا، وإهدار ركلة جزاء، والحصول على بطاقة حمراء، والتسديد في