بعد التعادل المهين الذي حققه منتخب مصر مع بوروندي هل يعرف "السادة المحتقنون" المستوى الحقيقي للكرة المصرية؟! نعيش كمصريين ليل مع نهار وبصورة يومية في ظل أزمات رياضية مفتعلة لا تقدم ولا تؤخر .. عبد ربه من حق الأهلي أم الإسماعيلي .. من المخطيء شوبير أم عباس .. لماذا يعاقب عمرو زكي .. وما هو مصير شريف أشرف .. لماذا لم تحتسب ركلة الجزاء الفلانية لبركات ولماذا تم إنذار جمال حمزة. مانشيتات صحف وقنوات تلفزيونية ومباريات حصرية .. وبرامج تحليلية "طب بتحلل ايه" !! .. تعصب "على الفاضي والمليان" .. ومشاجرات ومشادات كلامية بين أهلاوية وزملكاوية في كل مكان في الشارع المصري. أهلاوية مصابون بجنون عظمة .. وزملكاوية مصابون بعقدة اضطهاد .. والسادة المحتقنون صاروا حولنا في كل مكان وكل منهم يرى أن ناديه مظلوم وعليه أن يدافع عن نفسه ويحصل على حقه من اتحاد الكرة الظالم وأعضاءه المنشغلين ببرامجهم التلفزيونية وصفقاتهم هنا وهناك. بالتأكيد سنسمع في البرامج الرياضية تحليلات خنفشارية من نوعية "يا جماعة الكرة الأفريقية اتقدمت" و"اللاعب المصري لم يعتاد على ثقافة الفوز خارج الأرض" و "شيلوا شحاتة وهاتوا الجوهري". لكن في النهاية تبقى حقيقة واحدة لا تكذب هي ما شاهدناه في مباراة بوروندي .. منتخب يحمل لقب قارة ولا يستطيع الفوز خارج ملعبه منذ ثلاث سنوات كاملة.
منتخبنا معذور لأنه وقع في مجموعة الموت ومع منتخبات عريقة مثل بوروندي وموريتانيا وبتسوانا! وتبقى حقيقة أخرى هي أن في وسع أي منا مطالعة ترتيب باقي المجموعات ال11 في تصفيات كأس الأمم بخلاف مجموعة مصر فيكتشف وصول عشر منتخبات على الأقل إلى النهائيات من دون خوض الجولة الأخيرة وبفارق شاسع من النقاط. تونس والسودان وأنجولا ونيجيريا والكاميرون والمغرب وغيرهم تأهلوا "بدري بدري" .. أما منتخبنا فهو معذور لأنه وقع في مجموعة الموت ومع منتخبات عريقة مثل بوروندي وموريتانيا وبتسوانا. ترى ما هو مستقبل منتخبنا في كأس الأمم في غانا المرعبة .. وهل سيكون كل أملنا هو التعادل مع كوت ديفوار في فرنسا أو الدعاء إلى الله بالوقوع في مجموعة سهلة. وماذا لو كانت مجموعتنا الحالية في تصفيات كأس الأمم هي مجموعتنا في تصفيات كأس العالم مع إضافة أحد المنتخبات الكبرى إلى جوار مصر .. ألا يعني هذا أن غيابنا عن مسابقة كأس العالم سيمتد إلى ما يزيد عن 24 عاما. هذا الكلام ليس هدفه الإساءة للاعبي المنتخب أو حسن شحاتة الذين هم جزء من المنظومة الفاسدة ولكنها محاولة لتذكير السادة المحتقنين بواقعنا المرير وخيبتنا القوية التي وصلنا إليها بعد أكثر من 100 عام على ممارسة اللعبة. واستحلفكم بالله كلما قابلتم واحدا من الأخوة المحتقنين أو من السادة المستفيدين من مناخ الاحتقان وأصحاب "السبابيب" الكروية أن يعايره قائلا : "يا بتووع بورونديييي".