شهدت الملاعب الأوروبية مباريات نارية في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، لقاءات كانت فيها المتعة والإثارة والندية حاضرة، فكانت المباريات دروسا كروية في الإندفاع والسرعة وفنون التدريب. وكان أبرز ماميز تلك الجولة هو أن التوقعات ليس لها مكان في عالم الكرة الأوروبية، فميلان الإيطالي كان على بعد دقيقة من التعادل بهدفين لمثلهما على ملعب أولد ترافورد، وتشيلسي الإنجليزي كانت له أسبقية كاسحة على مواطنه ليفربول بعكس ما توقعه الكثيرين في ظل تواجد تشيلسي في ثلاث بطولات مختلفة بينما لا ينافس "الحمر" سوى على هذه البطولة. مانشستر يونايتد 3-2 ميلان التحكم في إيقاع اللعب هو كلمة السر ربما يكون مانشستر يونايتد الإنجليزي هو أكثر الفرق إمتاعا، وكان هو الفريق الوحيد الذي عودنا على تقديم مباريات جميلة في هذا الموسم، وربما كان وجود لاعبين أمثال وين روني والبرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي ريان جيجز في هذه الحالة المرتفعة هو ما أدى إلى أن معظم ترشيحات الجماهير انصبت في مصلحة "الشياطين الحمر". ولكن ماحدث في شوط المباراة الأول من لقاء ميلان ومانشستر أثبت أن من يتحكم في إيقاع المباراة أمام مانشستر ينجح في ترويض لاعبيه ويظهرهم بشكل فردي وغير فعال. نجح فريق ميلان في التحكم في إيقاع الشوط الأول، فاستحق هدفيه، وفشل في الحفاظ على إيقاعه في شوط المباراة الثاني، فعوقب بثلاثة أهداف إنجليزية ليتأجل حسم بطاقة التأهل إلى لقاء العودة في ميلانو. بدأ الاسكتلندي القدير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر المباراة بتغيير وحيد عما اعتاد عليه جمهور الفريق الإنجليزي، فأشرك مواطنه دارين فليتشر في وسط الملعب بدلا من الدفع بمهاجم ثان بجوار روني ليكون رقيبا على تحركات الهولندي السريع كلارنس سيدورف لاعب وسط ميلان. وفي المقابل أشرك كارلو أنشيلوتي المدير الفني لميلان تشكيلته المعتادة مع الإختلاف على مستوى الواجبات، فكلف أندريا بيرلو بلعب دور الإرتكاز الصريح مانحا ماسيمو أمبروزيني دور الرقيب على من يزيد من بول سكولز أو مايكل كاريك، وهو ما فشل فيه الإيطالي بسبب تعليمات فيرجسون لفليتشر بالتحرك إلى العمق لينجح في خلق الكثافة العددية وهو ما أربك أمبروزيني وأبعده عن سكولز.
أعطى فيرجسون تعليماته لجون أوشيه بمراقبة كاكا، وهو ما فشل فيه اللاعب الأيرلندي بفضل تحركات النجم البرازيلي المتنوعة، كما طالب فيرجسون رونالدو بالتحرك على الجانب الأيسر طمعا في إستغلال المساحة التي دائما ما تتواجد بين أليساندرو نيستا وماسيمو أودو مدافعي ميلان. وفي المقابل طالب أنشيلوتي جناح فريقه الأيمن أودو بعدم التقدم حتى لا يترك مساحات أمام رونالدو، كما طالب نيستا بالتقدم ليقلل من المساحة التي تنشأ بين الاثنين خاصة أن الأخير دائما ما يكلف بدور الليبرو، وهو ما يعني تأخره الدائم خلف خط دفاع فريقه، وبالتالي فقد كلف أنشيلوتي قائد فريقه باولو مالديني بأداء دور الليبرو حتى خرج مصابا ليصاب مخطط أنشيلوتي بالخلل، فكان ذلك سببا في قبول فريقه هدفين من أصل الثلاثية المنشستراوية. أدت تحركات ألبرتو جيلاردينو، برغم عدم بذله لمجهود كبير، إلى تشتيت إنتباه ويسلي براون أقل لاعبي مانشستر، وهو ما جعل من تحركات سيدورف وكاكا ذات قيمة كبرى إذ أنها كانت كلها رقابة دون تغطية، وهو ما تعامل معه الثنائي المهاري بنجاح. مع خروج جينارو جاتوزو مصابا فقد ميلان اللاعب الوحيد الذي كان يضغط على الخصم من وسط ملعبهم، فتسلم لاعبو مانشستر زمام الأمور ومارسوا هوايتهم طوال الشوط الثاني في ممارسة كرة اليد. وما ساعدهم على ذلك تعليمات فيرجسون لكاريك بعدم التأخر في وسط الملعب واللعب على خط واحد مع سكولز حتى يفتح الملعب على مصراعيه فكانوا رائعين على مستوى التحرك والسرعة وتبادل المراكز، وقدموا شوطا رائعا اكتفى فيه أنشيلوتي بدور المشاهد، وإكتفى شياطين ميلان بتشتيت الكرة من أمام شياطين مانشستر. لا يعتبر فوز مانشستر عامل حسم، كما أن إحراز ميلان لهدفين لا يعتبر سببا للتفاءل، فلاعبو يونايتد لا يمكن معهم التوقع بنتيجة مباراة، كما أن خبرة ميلان في مباريات الكؤوس تؤهله لأن يكون الطرف الأقدر على التعامل مع معطيات مباراة الإياب خاصة لو تمكن مالديني وجاتوزو من اللحاق بلقاء العودة، كما سيكون لسان سيرو دورا فعالا إذ أنه لن يتيح للاعبي مانشستر أن يفتحوا اللعب على مصراعيه مثل أولد ترافورد لضيق مساحته، كما أن جمهور ميلان قادر على تعويض غياب مديرهم الفني (ذهنيا)عن المباراة. تشيلسي 1-صفر ليفربول مورينيو يلقن بينيتث درسا في التكتيك لقن الب