احتاج نادي إنترناسيونال البرازيلي إلى 97 كاملة حتى يحقق أول انتصار قاري في تاريخه عندما توج بلقب كأس ليبرتادورس (كأس أندية أمريكا الجنوبية الأبطال) في أغسطس الماضي ويتأهل لكأس العالم للأندية باليابان. وكان إنترناسيونال الذي يتخذ من مدينة بورتو أليجري في أقصى جنوب البرازيل مقرا له يفشل دائما طوال عمره الطويل في الخروج من عباءة سيطرة غريمه الأبدي بالمدينة جريميو الذي فاز باللقب القاري الأشهر في أمريكا الجنوبية مرتين من قبل ، لكنه نجح أخيرا في الفوز بأول ألقابه القارية في تاريخه الذي يحوي أربع بطولات محلية فقط. ولم يكن فوز إنترناسيونال بكأس ليبرتادورس متفوقا على أندية شهيرة مثل مواطنه ساو باولو والثنائي الأرجنتيني ريفر بلات وفيليز سارسفيلد مجرد انتصار كبير يضاف إلى رصيده المتواضع ، لكنه منحه فرصة ذهبية للمشاركة في مونديال الأندية بجوار برشلونة الإسباني العريق ، إضافة إلى أبطال القارات الأخرى أمثال الأهلي وكلوب أمريكا المكسيكي. وعلى الرغم أن إنترناسيونال لا يضم أي لاعب دولي ، إلا أن اسم النادي اقترن بالثنائي الشهير كلاوديو تافاريل ودونجا اللذين ارتديا قميص النادي القادم من بورتو أليجري ، فالأول صار أبرز حارس مرمى في تاريخ البرازيل التي عانت دائما من ضعف حراسها ، وقاد "السامبا" إلى الفوز بكأس العالم عام 1994 والوصول لنهائي كأس العالم التالي. بينما دونجا يعد أحد أبرز لاعبي الوسط المدافع في تاريخ البرازيل ، ولعب في مباراتين نهائيتين لكأس العالم قبل أن يتولى قبل شهور تدريب منتخب البرازيل. مر نادي إنترناسيونال - الذي اشتق اسمه من نادي إنترناتسيونالي (إنتر ميلان) الإيطالي العريق - بمواقف مثيرة منذ تأسيسه عام 1909 ، أي بعد تأسيس النادي الأهلي بعامين ، في مدينة ساو باولو ، لكن مؤسسيه الثلاثة هنريك وخوسيه ولويس بوبي قرروا الانتقال إلى بورتو أليجري حيث واجهوا رفضا جماهيريا كونهم من خارج المدينة. وكان أبرز إنجازات إنترناسيونال - المعروف باسم "الكولورادوز" نسبة إلى لون قمصان لاعبيه الحمراء - وصوله إلى نهائي بطولة ريو/ساو باولو المحلية عام 1967 ، وبعدها بعامين أنهى النادي تشييد استاده الرئيسي بييرا-ريو بجهود ذاتية لمشجعيه ، وهو الاستاد الذي شهد تتويجه بأول لقب قاري في تاريخه قبل عدة أشهر بعد فوزه على مواطنه ساو باولو حامل اللقب. وشهد عام 1975 أول انتصار محلي كبير لإنترناسيونال بعد فوزه بالدوري للمرة الأولى ، واحتفظ باللقب في العام الذي تلاه ، وفاز به مرة ثالثة عام 1979 ، ثم فاز بآخر بطولة محلية عام 1992 بتتويجه بطلا لكأس البرازيل.
دونجا من أبرز من ارتدى قميص إنترناسيونال وكان إنترناسيونال على أعتاب الفوز بكأس ليبرتادورس عام 1980 لكنه خسر في نهائي محبط أمام ناسيونال الأوروجواياني ، ولم ينجح في تعويض تلك الهزيمة إلا بعد 26 عاما كاملة عندما فاز على ساو باولو في نهائي الموسم الماضي. وواجه إنترناسيونال خلال مشواره نحو لقبه القاري العديد من المنافسين الأكثر منه قوة مثل ناسيونال الأوروجواياني وديبورتيفو كيتو الإكوادوري وليبرتاد الباراجواياني ثم ساو باولو ، إلا أنه أطاح بالجميع محرزا 24 هدفا في طريقه نحو الكأس. القائد فرنانداو في غياب النجوم أصحاب الأسماء الرنانة ، يعول أبل براجا المدير الفني لإنترناسيونال الكثير على قائد فريقه فرنانداو البالغ من العمر 28 عاما. فرنانداو قاد إنترناسيونال لأغلى لقب في تاريخه بفوزه بكأس ليبرتادورس الموسم الماضي ، ولم يكتف المهاجم الخطير بذلك لكنه أحرز خمسة أهداف في مشوار الفريق بالبطولة منها هدف في مرمى ساو باولو في المباراة النهائية وضعته في صدارة هدافين المسابقة ومنحته جائزة "أهم لاعب في البطولة". ويملك فرنانداو ، الذي بدأ حياته الاحترافية في نادي جوياس الذي ينافس في الدرجة الأولى بالبرازيل ، تجربة دامت ثلاث سنوات أمضاها بين ناديي مرسيليا وتولوز الفرنسيين قبل أن يعود للبرازيل عام 2004 للانضمام إلى إنترناسيونال. بيد أن أنظار الجماهير لن تتجه فقط إلى النجم فرنانداو ، فسيخطف أليكسندر باتو "البطة" المولود عام 1989 الأنظار من الجميع في حالة الدفع به خلال البطولة من قبل براجا إذ يعد اللاعب من أهم المواهب الصاعدة في الكرة البرازيلية ، وترشحه تقارير عديدة لخلافة نجم البرازيل الأشهر حاليا رونالدينيو.