"هل عبرت الكرة الخط أم لم تعبره" .. ربما يعبر هذا السؤال ببساطة شديدة عن أول ما يتبادر إلى الأذهان عند ذكر سيرة بطولة كأس العالم 1966 التي تسببت أحداث المباراة النهائية لها في وضعها ضمن اللقاءات الأكثر إثارة للجدل في تاريخ المونديال. كان سبب الجدل هو هدف تم احتسابه لمصلحة إنجلترا البلد المضيف في المباراة النهائية مع ألمانياالغربية والتي انتهت لصالح الإنجليز4-2 من تسديدة لجيوف هيرست اصطدمت بالعارضة وارتدت إلى الأرض ربما أمام خط المرمى أو ورائه. ويصف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) اللعبة بأنها "الهدف الأكثر إثارة للجدل في التاريخ" ، وأن "الخلاف حوله سيستمر إلى ما لا نهاية" بعد أن فشلت زوايا تصوير المباراة في ذلك الوقت من كشف الحقيقة ، ويندر أن يثار حديثا حول استخدام التكنولوجيا المساعدة للتحكيم في كرة القدم أو عن القرارات المثيرة للجدل التي يتخذها قضاة الملاعب دون ذكر نهائي مونديال 1966. كرة القدم تعود إلى البيت كان تنظيم إنجلترا لبطولة كأس العالم عام 1966 بمثابة مناسبة تأخر حلولها طويلا بالنسبة لبلد ابتكر لعبة كرة القدم ونقلها عنه العالم أجمع ، وكان من الطبيعي أن ينجح الإنجليز في استضافة المباريات على ملاعبهم العريقة في لندن وليفربول ومانشستر وشيفيلد وبرمنجهام وميدلسبره وسندرلاند ، كما أحسنوا استغلال الفرصة فحققوا معدلات قياسية للحضور الجماهيري. وشهدت البطولة مقاطعة من جانب المنتخبات الأفريقية بسبب إصرار الفيفا على عدم تخصيص سوى نصف مقعد لهم بالاشتراك مع قارة أسيا ، وهو المقعد الذي ذهب في النهاية إلى كوريا الشمالية كممثلة عن القارة الصفراء. سقوط الكبار شهد الدور الأول خروج البرازيل في مفاجأة مذهلة نظرا لكونها حاملة لقب في أخر بطولتين ، ورغم البداية المبشرة لعازفي السامبا بالفوز على بلغاريا بهدفين بقيادة نجومهم المرعبين أمثال بيليه وجيرزينيو وجارينشيا ، إلا أن سقوطهم كان مدويا أمام العملاق المجري بنتيجة 3-1. وبالنتيجة ذاتها سقطت برازيل "بيليه" أمام البرتغال ذلك الفريق الأوروبي المشارك في المونديال للمرة الأولى في تاريخه بعد إصابة "الملك" ، ولم ينس الموزبيقي الأصل إيزيبيو أن يترك بصمته على اللقاء بتسجيل هدفين. وكما حدث مع البرازيل ، ودعت تشيلي صاحبة الميدالية البرونزية في مونديال 62 البطولة من دورها الأول بعد احتلال قاع مجموعتها المجموعة الرابعة بعد الاتحاد السوفييتي وكوريا الشمالية وإيطاليا.
كان تنظيم إنجلترا لبطولة كأس العالم عام 1966 بمثابة مناسبة تأخر حلولها طويلا بالنسبة لبلد ابتكر لعبة كرة القدم ونقلها عنه العالم أجمع ولا عجب في خروج فريقين بلغا الدور قبل النهائي عام 1962 من الدور الأول ، إذ لم تبلغ تشيكوسلوفاكيا الوصيف ويوجوسلافيا صاحبة المركز الرابع مونديال 66 من الأصل. والأهم أن المجموعة الرابعة شهدت فوزا تاريخيا لكوريا الشمالية على حساب إيطاليا بهدف نظيف ، مما تسبب في خروج "الأتزوري" الفائز باللقب مرتين سابقتين مبكرا ، والمثير أن الكوريين بلغوا دور الثمانية في أبلغ رد على الفيفا الذي أساء تقدير ممثلي القارتين الأسيوية والأفريقية. دور الثمانية تخطى الاتحاد السوفييتي "الرفاق" المجريين بنتيجة 2-1 في قمة شرق أوروبية ليكون أخر ظهور للمجر في الدور الثاني للمونديال الذين اعتادوا سيادته لسنوات طويلة. وفي الوقت الذي تصور فيه الجميع أن ينتهي حلم كوريا الشمالية سريعا بمواجهة برتغال إيزيبيو ، لم يحتج الآسيويون لأكثر من 25 دقيقة للتقدم بثلاثة أهداف على منافسهم الأوروبي. ويبدو أن إيزيبيو ورفاقه صرخوا في بعضهم البعض قائلين "لنلعب ببعض الجدية" ، إذ تمكن البطل الأسمر من تسجيل أربعة أهداف ، جاء أولهم بعض هدف كوريا الثالث بدقيقتين ورابعهم في الدقيقة 59 ، ثم قضى زميله أجوستو على أحلام الكوريين بالهدف الخامس في الدقيقة 80 ، ليدخل البرتغاليون تاريخ المونديال كأحد أبرز الفرق التي تمكنت من تحويل تأخرها إلى انتصار عريض. قيصر صغير شارك الألمان في مونديال 66 بفريق يضم نجوما من عينة هيلموت هالر وفولفجانج أوفرات وأوفي زيلر ، ولم ينسوا اصطحاب بعض الواعدين ممن سيكون لهم شأن كبير في المستقبل مثل المدافع فرانتس بكنباور الذي سجل أربعة أهداف في هذه البطولة رغم أن عمره لم يتعد 21 عاما ، بالإضافة للحارس الاحتياطي سيب ماير. وتصدر الألمان المجموعة الثانية بعد أن سحقوا سويسرا بخماسية نظيفة ، ثم تعادلوا مع الأرجنتين بدون أهداف ، وتغلبوا على إسبانيا بنتيجة 2-1. وفي دور الثمانية واصلت ألمانيا انتصاراتها على حساب أوروجواي بالفوز برباعية نظيفة ، وكانت أصعب مواجهات "الماكينا