أحيا أتليتكو مدريد ذكريات موسم 2013-2014 الذي توج فيه بالليجا ومعه الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا، ولن يكون مستبعدا أن نراه يكرر نفس الإنجاز وربما أكثر. أتليتكو الآن يتعادل في رصيد النقاط مع برشلونة في صدارة الليجا، وينتظر مواجهة بايرن ميونيخ في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد تخطي برشلونة بالضبط كما فعل في موسم 2013-2014. خطة دييجو سيميوني المدير الفني لأتليتكو مدريد تقوم على 3 محاور، ساعدته على العودة بالفريق لأفضل شكل منذ موسم الإنجاز. - إعادة توريس لا شك في قوة أتليتكو الدفاعية، لم يواجهوا أبدا أزمة في مواجهة أي فريق مهما بلغت قوة هجومه بفضل صلابة مدافعيه حتى لو كان برشلونة. لكن في المقابل أتليتكو يقابل أزمة هجومية منذ رحيل دييجو كوستا. سيميوني واجه مشكلة حقيقية بعد رحيل كوستا في إيجاد البديل القادر على التعامل مع الهجمات المرتدة السريعة لأتليتكو، والتي يبني عليها خطته في الأساس. لم تنجح مساعي سيميوني مع ماريو ماندزوكيتش أو جاكسون ماريتينيز للعب دور كوستا، ولذلك كان الحل في المغامرة وتجديد تعاقد فرناندو توريس هذا الموسم. توريس الذي لم يصل لمستواه مع ليفربول في سنوات لعب تشيلسي، أزال الصدأ عن نفسه هذا الموسم وبات قادرا على تعويض أتليتكو عن كوستا بالتعاون مع أنطوان جريزمان. والآن يغازل النينو قائمة منتخب إسبانيا في اليورو بتسعة أهداف سجلها هذا الموسم. وواصل توريس صاحب ال32 عاما التهديف للمباراة الرابعة على التوالي مع فريقه، لأول مرة منذ مارس 2010 عندما كان لاعبا في ليفربول. وزار توريس شباك ريال بيتيس وإسبانيول وجرانادا في الليجا، وبرشلونة في ذهاب دور ال16 من دوري أبطال أوروبا قبل طرده. - إحياء كوكي بعد الاطمئنان لمستوى توريس وجريزمان، كان على سيميوني أن يؤمن التمريرة التي ستصل لهما. والحل كالعادة كان عند كوكي. ولم يتأخر كوكي عن تقديم نفس الدور الذي لعبه في الموسم التاريخي 2013-2014، وبات أكثر لاعب صنع أهداف في الليجا ب13 تمريرة حاسمة. صنع كوكي 6 منهم في أخر 7 مباريات في الليجا بالإضافة إلى تسجيل هدفين، وهذا سببه الحرية التي منحها له سيميوني في الحركة مؤخرا. أعاد المدرب كوكي إلى مركزه المفضل خلف المهاجمين مباشرة، دون الاعتماد عليه كجناح أو كارتكاز كما كان الحال في اغلب مباريات الدور الأول. كوكي دائما الحل في كل المناسبات، فهو اللاعب الذي ستخرج منه التمريرة المتقنة إلى جريزمان أو توريس في الهجمات المرتدة السريعة. وهو أيضا الذي سيلعب الكرات خلف الظهيرين عندما يبني أتليتكو هجمته بشكل منظم. وخلال 30 مباراة لعبها هذا الموسم، صنع كوكي 69 فرصة تسجيل لزملائه. وتبلغ نسبة تمريراته الصحيحة 83%. - صفقة ناجحة نعود هنا إلى خط الوسط بعد انتقل كوكي لصناعة الفرص. ومرة أخرى ينجح سيميوني في قراره بضم أوجوستو فرنانديز في يناير الماضي. ويعرف سيميوني هذا اللاعب جيدا بعدما عمل معه في ريفر بليت. وطبعا أوجوستو ينفذ أهم أدواره في استعادة الكرات لأتليتكو، ولكن ما يقوم به صاحب ال30 عاما بعد ذلك بالكرة هو الأهم. أول ما يفكر به أوجوستو بعد استرجاع الكرة هو تحريكها للأمام وفي المناطق الخطرة. وهذا غير إيقاع لعب أتليتكو تماما عن الدور الأول. شارك لاعب الوسط الأرجنتيني في 8 مباريات مع أتليتكو، وهو يمتلك الآن المعدل الأعلى بين لاعبي سيميوني في دقة التمرير بنسبة 85%.