قدم فريق أتليتكو مدريد بقيادة مديره الفني الأرجنتيني دييجو سيميوني كرة قدم شاملة هذا الموسم، قادت الفريق للتتويج بالدوري الإسباني لأول مرة منذ 18 عامًا، وكان لأسلوب الكرة الشاملة عوامل قوة أيضًا قادت "الروخيبلانكوس" للوصول للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ 40 عامًا، حيث يتنافس على اللقب مع جاره أتليتكو مدريد. دييجو سيميوني ورجاله في الملعب، تفوقوا على جميع منافسيهم بداية من مرحلة المجموعات إلى خروج المغلوب، حيث نجح المدرب الأرجنتيني الشاب في بناء استراتيجية دفاعية تحطمت عليها آمال جميع المنافسين من ضمنهم كبار الأندية الأوروبية مثل ميلان وتشيلسي وبرشلونة. الترسانة الدفاعية لأتليتكو تشكلت من أربع دعائم، ظهيرا الجنب فيليبي لويس وخوانفران، ومعهما قلبي الدفاع جواو ميراندا ودييجو جودين، خلفهما حارس شاب ويقظ البلجيكي تيبو كورتوا، وضمنت هذه الكتيبة الدفاعية لبطل "الليجا" أن يكون أفضل دفاع في "الشامبيونز ليج"، حيث لم يسكن مرمى الفريق سوى 6 أهداف فقط، ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه في 6 مباريات، ولم يذق العملاق المدريدي طعم الخسارة. لم يصل أتليتكو مدريد لنهائي دوري الأبطال بفضل التكتيك الدفاعي فقط، ولكن سيميوني اعتمد خطة هجومية، تشابه "الأبراج" التي استخدمت في الحروب الصليبية، حيث استغل القامات الطويلة للاعبيه سواء في الدفاع أو الوسط أو الهجوم في ضرب المنافسين، مع الاعتماد على "دبابة" تركية في وسط الملعب "ماركة" أردا توران. مد توران مع زميليه في الوسط كوكي وراؤول جارسيا وجابي، "أبراج" أتليتكو مدريد جودين وميراندا ودييجو كوستا هداف الفريق برصيد 8 أهداف بالعديد من الكرات العرضية التي سجل منها "الأتليتي" عدة أهداف سواء بضربات رأس مباشرة، أو إسناد كرة بالرأس للقادم من الخلف لهز شباك المنافسين، ونجح أتليتكو مدريد بخطة "الأبراج" في ضرب فريق تشيلسي بمعقله في لندن، وهزمه 1/3 في الدور قبل النهائي، وفاز بنفس الطريقة على بورتو في البرتغال. كما نجح دييجو سيميوني في دب روح الانتصار خارج الديار بنفوس لاعبيه، حيث خاض أتليتكو مدريد 6 مباريات خارج إسبانيا في مشواره بدوري الأبطال، عاد بالفوز أربع مرات على بورتو البرتغالي 1/2، وأوستريا فيينا النمساوي 0/3، وميلان الإيطالي 0/1، وتشيلسي الإنجليزي 1/3، فهل يكرر القطب الثاني للعاصمة الإسبانية مسلسل نجاحه خارج أرضه، ويعود بلقب "الشامبيونز" من ملعب "دا لوز" بالعاصمة البرتغاليةلشبونة، والذي يستضيف المباراة النهائية ؟؟.