ربما هي المرة الأولى في تاريخ تصفيات بطولة الأمم الأوروبية التي يدخل فيها فريق التصفيات وهو في التصنيف قبل الأخير، ثم يضمن تأهله للنهائيات قبل جولتين على نهاية التصفيات. أيسلندا تأهلت لنهائيات يورو 2016 التي تستضيفها فرنسا بعد أن ضمنت احتلال أحد المركزين الأول أو الثاني في مجموعتها الأولى للتصفيات، لتحقق بذلك تأهلها الأول لأي بطولة كبرى في التاريخ منذ انضمامها لعضوية الاتحاد الدولي عام 1947 ثم الأوروبي عام 1954. الفريق الذي كان يحتل المركز 131 في تصنيف الفيفا قبل ثلاث سنوات وتحديداً في يونيو 2012 صعد للمركز رقم 23 حالياً.. أيسلندا التي دخلت تصفيات يورو 2016 كأحد فرق المستوى الخامس حققت 6 انتصارات وتعادل وهزيمة وحيدة لتعتلي قمة مجموعتها الأولى متفوقة على هولندا (التي هزمتها ذهاباً وإياباً) والتشيك وتركيا ولاتفيا وكازاخستان ولتضمن تأهلها لنهائيات يورو التي تستضيفها فرنسا في يونيو المقبل. ويقود المنتخب الذي يعرف باللهجة المحلية بإسم "ستراكامير أوكار" أو "أولادنا" مديرين فنيين في تجربة سبق وأن حدثت من قبل مع المنتخب السويدي، بل أن أحد هذين المدربين هو السويدي لارس لاجرباك الذي خاض التجربة ذاتها مع منتخب بلاده بالشراكة مع تومي سودربرج ما بين عامي 2000 و2004، وقاد خلالها منتخب السويد في نهائيات بطولتي يورو 2000 و2004 وكأس العالم 2002.
لاجرباك تولى تدريب منتخب أيسلندا في عام 2011، قبل أن ينضم له المدرب الوطني الأيسلندي هايمير هالجريمسون كمدير فني ثاني للمنتخب اعتباراً من نوفمبر 2013، ليكرر معه تجربة المدير الفني المشترك، ومثلما نجح الأمر مع السويد من قبل ها هو ينجح مع أيسلندا التي بلغت نهائيات يورو لأول مرة في تاريخها، ليؤكد لاجرباك نجاحه مجدداً في هذه التجربة الفريدة من نوعها. ويعد أشهر نجوم أيسلندا حالياً هداف الفريق ولاعب سوانزي سيتي جيلفي سيجوردسون، وقائد المنتخب ولاعب كارديف سيتي أرون جونارسون. إلا أن أشهر لاعب أيسلندي على الإطلاق والهداف التاريخي للمنتخب هو أيدور جوديونسون.. ولعب جوديونسون لعدد كبير من الأندية، إلا أن فترته الأشهر على الإطلاق كانت مع تشيلسي في الفترة من 2000 إلى 2006، ثم مع برشلونة ما بين 2006 و2009. ومثل جوديونسون أيضاً أندية موناكو وأيندهوفن وتوتنام وستوك سيتي وفولام وأيك أثينا وبروج، ويلعب جوديونسون البالغ من العمر حالياً 37 عاماً لفريق شيجازوانج ايفر برايت الصيني. جوديونسون سجل 25 هدفاً في 80 مباراة دولية لمنتخب أيسلندا ليصبح الهداف التاريخي للمنتخب. والطريف أنه بدأ مشواره الدولي في إبريل 1996 أمام استونيا حين دخل الملعب بديلاً لوالده أرنور جوديونسون، لتكون هي المرة الأولى في تاريخ المباريات الدولية التي يلعب فيها أب وابنه في مباراة واحدة.