"تشيلسي يتعاقد مع مدرب جديد" هكذا كانت أغلب عناوين الصحف الإنجليزية بعد إعلان الزرق التعاقد مع المدرب البرتغالي الذي قاد بورتو للظفر بلقب دوري أبطال أوروبا، جوزيه مورينيو. تشيلسي كان تجربة فريدة، أموال يضخها رجل أعمال روسي هو رومان أبراموفيتش، على أمل صناعة فريق بطل من أخر كان متوسطا في إنجلترا على مدار تاريخه. المؤتمر الصحفي الأول لمورينيو لم يكن عاديا، ليعرف كل الصحفيين الحاضرين حينها أنهم لم يكونوا أمام شخص عادي، ولكنه رجل خاص اضطر أبراموفيتش دفع أربعة ملايين جنيه إسترليني سنويا له من أجل انتدابه. مورينيو قال: "أنا اسف، رجاء لا تعتبروني مغرورا، لكني شخص استثنائي.. لست من القاع، أنا بطل أوروبا". FilGoal.com يستعرض حكاية ذلك التصريح، في إطار سلسلة من تلك التصريحات التي غيرت وجه الكرة في العالم. مورينيو إلى ليفربول! الحكاية تعود إلى عام 2002 بعدما أعلن نادي بورتو عن تعيينه لمورينيو مديرا فنيا للفريق في مغامرة كبيرة للرجل الذي لم يمتلك سيرة ذاتية كلاعب كرة قدم، وكل ما قدمه هو أنه كان مساعدا لبوبي روبسون ولويس فان جال أثناء تدريبهم في برشلونة، وقاد فريق وسط في الدوري يدعى يونياو دي ليريا لتحقيق نتائج جيدة. لكن المدرب صاحب ال41 آنذاك استطاع إبهار العالم بعدما قاد التنين البرتغالي نحو الفوز بستة ألقاب، بواقع لقبين للدوري، وبطولة للكأس والسوبر، كأس الاتحاد الأوروبي، والإنجاز الأهم دوري أبطال أوروبا، مما لفت أنظار العديد من الأندية الأوروبية نحوه كان أبرزهم تشيلسي وليفربول. ولكن ما هو ليس معروفا للكثيرين أن مورينيو في ذلك الوقت كان يرغب في تدريب ليفربول بدلا من تشيلسي! وفسر مورينيو ذلك الأمر في تصريحاته التي نقلتها صحيفة "تيليجراف" في أبريل 2004 "ليفربول فريق يحب أي فرد أن يوقم بتدريبه، تشيلسي لا يهمني، لأنه مشروع يوجد به الكثير من الأموال، وإذا فشلت، سيقوم أبراموفيتش بسحب أمواله، لذا فهو مشروع غير مؤكد". وأضاف"إنه أمر جيد لأي مدرب أن يكون لديه كمية كافية من الأموال من أجل شراء اللاعبين الجيدين، لكن في نفس الوقت فأنت لا تعلم إذا كان ذلك المشروع سوف ينجح أم لا". ولكن كل هذا الحديث لم يمنعه من تدريب الزرق في النهاية بعدما أعلن تشيلسي في عام 2004 عن نجاحه في تعاقده مع مورينيو، وفي نفس الوقت تعاقد ليفربول مع الإسباني رافائيل بينيتيث. "طموحي؟ أفوز بأول مباراة في الدوري" خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد من أجل تقديم مورينيو للإعلام والصحافة الإنجليزية، حاول الصحفيين التعرف على طموحاته مع تشيلسي فكانت الإجابة"طموحي الأول هو الفوز بأول لقاء لي في الدوري". فسأله صحفي آخر عن طموحه الثاني ليرد"هو أن أفوز بمباراتي الثانية في الدوري". في ذلك الوقت الصحافة الإنجليزية كلها كانت تشير إلى أن سيطرة تشيلسي على البطولات كان أمرا عاديا نظرا للصفقات الكثيرة التي أبرمها مورينيو والتي كلفت خزينة النادي اللندني ما يساوي 70 مليون جنيه إسترليني، وأن أي نتيجة أخرى عدا الفوز بالألقاب يعني الإقالة مثلما حدث مع سلفه كلاوديو رانييري. ولكن كل ذلك لم يجعل ثقة المدرب البرتغالي في نفسه تهتز حيث تحدث قائلا:"لدينا لاعبين كبار، واعذروني لو كنت مغرورا، فريقنا لديه مدرب كبير أيضا". وأضاف"رجاء لا تعتبروني مغرورا، لكن أنا بطل أوروبا، وأعتقد أن أنا شخص استثنائي". الاستثنائي لقب الاستثنائي ارتبط بمورينيو منذ ذلك اليوم، ظل الجميع يترقب ماذا سوف يفعل المدرب البرتغالي مع تشيلسي وهل ينجح في مهمته أم يسقط في الاختبار. لكن مورينيو تخطى كل التوقعات وقاد تشيلسي نحو الفوز بلقب الدوري للمرة الأولى منذ نصف قرن، وبرصيد 95 نقطة بفارق 12 نقطة عن أرسنال أٌقرب ملاحقيه، ولم يتعرض للهزيمة في ذلك الموسم سوى مرة واحدة فقط. هذا بالإضافة لفوزه بلقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية على حساب ليفربول بثلاثة أهداف لهدفين بعد الوقت الإضافي. وخلال فترة ولايته الأولى مع تشيلسي التي امتدت من 2004 حتى 2007، توج مورينيو بستة ألقاب مع الزرق، ليصبح الفريق أحد أٌقوى الأندية الأوروبية والعالمية، بعدما كان يعيش في ظل أندية الوسط طوال ماضيه يظهر فترة ليفوز بالألقاب ويختفي في فترات أخرى. ومن أعوام قليلة، تم توجيه سؤال من هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) لمورينيو: "لماذا قلت أنك استثنائي في مؤتمر تقديمك للإعلام، ألم يكن هذا زائدا عن الحد". فأجاب مورينيو ضاحكا "لقد استفزوني، كل أسئلتهم كانت توحي بأني مدرب صغير ولا أصلح، ضغطوا علي فشعرت بحاجتي لفرد كتفي، ولهذا قلت ما قلت.. لست مغرورا ولست استثنائيا، لكن هذا ما حدث".