هناك طريقتان لتحليل انتقالات برشلونة.. الأولى أن تنتقد ما صرفه النادي في صفقات غير مطمئنة مثل توماس فيرمايلن وجيرمي ماتيو، أو أن تكون تحركات البلوجرانا لها هدف ورؤية. ويقدم FilGoal.com تحليلا لموسم برشلونة في سوق الانتقالات الصيفي، وسنتحدث في سيناريوهين: 1) انتقالات غريبة أخر مدافع اشتراه برشلونة قبل هذا الصيف كان تشجرنسكي، وهو أحد أفشل صفقات النادي الكتالوني في تاريخه. منذ ذلك الحين، كلما احتاج برشلونة لمدافع لجأ لتصرف من داخله، مرة يغير مركز مارك بارترا من ظهير إلى قلب دفاع، فعلها كذلك مع أدريانو كوريا.. يعين سيرخيو بوسكتس، يايا توريه، أو خافيير ماسكيرانو من الوسط للخط الخلفي. المختصر المفيد، أن برشلونة لا يعرف كيف يشتري مدافعين.. وهو ما يقلق مع صفقتي جيرمي ماتيو وتوماس فيرمايلن. فيرمايلن ملعون بالإصابات، لم يلعب مع أرسنال سوى موسم واحد بأكمله، ومنذ ذلك الحين ولأربعة أعوام متتالية كان معدل مشاركاته لا يتجاوز ثلث مباريات أرسنال. وجيرمي ماتيو وصل ل31 عاما.. ورغم ذلك لم يلعب مع منتخب بلاده فرنسا سوى مباراتين فقط، وذلك رغم أن فريق الديوك لا يملك مثلا أعظم مدافعي العالم بل كان محتاجا لأي وجه يدعمه منذ اعتزال ليليان تورام وحتى ظهر رافايل فاران أخيرا. برشلونة دفع في ماتيو 20 مليون يورو، ليصبح أغلى لاعب في التاريخ فوق سن ال30، وهو ما يزيد الضغوط على تلك الصفقة.. ودفع في فيرمايلن 16 مليون يورو، رغم أن اللاعب كان في طريقه ليونايتد مقابل 11 مليون يورو فقط، لأن عقده مع أرسنال كان يتبقى فيه موسم واحد يتيم. وحتى الصفقة الوحيدة التي أبرمها برشلونة بلا قلق وهي لويس سواريز، تلقت انتقادات من يوان كرويف أيقونة النادي الذي قال: "من سيدافع في وجود ثلاثي لا يحب الالتزام مثل نيمار وميسي وسواريز؟". 2) خطة جديدة السيناريو الثاني قد يفسر تحركات برشلونة، ويحول موسم انتقالات البلوجرانا من "مريب" إلى "رائع وله رؤية سديدة". تقول صحيفة سبورت الإسبانية إن لويس إنريكي يعد العدة لتغيير خطة برشلونة من 4-3-3 التي يستخدمها البلوجرانا منذ وجود لويس فان جال على رأس الفريق إلى خطة 3-4-1-2. هذا يفسر رغبة برشلونة في بيع دانيل ألفيش، لأن النادي لا ينوي الاعتماد على ظهير أيمن تقليدي في خطته الجديدة. وهذا يفسر سعي برشلونة لضم كواردادو من فيورنتينا برقم يبلغ 40 مليون يورو، لأن اللاعب يجيد كجناح، لكن برئة تتسع لأدوار دفاعية كبيرة لأنه سريع وقوي ونشيط للغاية. هنا يمكن النظر للصورة بشكل مغاير.. فيرمايلن بطيء، لكنه في خطة تعتمد على 3 مدافعين لن يحتاج لسرعة كبيرة، بل لقدرة على التغطية وذكاء في التمركز وهو ما يملكه البلجيكي بامتياز. جيرمي ماتيو في ال31 من عمره، لكنه يجيد كقلب دفاع وكظهير أيسر، وبرشلونة يحتاجه حتى يلعب كقلب دفاع مائل ناحية اليسار، حتى يتقدم بشكل كبير ويترك حرية هجومية لخوردي ألبا. كوادرادو سيكون الجناح السريع ناحية اليمين، الذي إن احتاج الوضع سيتحول إلى ظهير.. وإن لم يحتج فهو في الأمام يضغط ويهاجم ويحارب. وفي الهجوم ميسي وسواريز سيكونان مسؤولان عن الهجوم لأن خلفهما عددا كبيرا في وسط الملعب، وهي ميزة تكفلها 3-5-2 التي تسحب من الدفاع لاعبا وتضعه في الوسط.. هكذا لن يصبح وجود ميسي وسواريز معا عبئا، وهكذا نيمار سيحصل على حرية كبيرة في العمق ولن يكون محددا باللعب على الجناح فقط. إيفان راكيتيتش أفضل صفقات برشلونة هذا الموسم سيربط الوسط، ومعه ربما يعود خافيير ماسكيرانو لدور الارتكاز الدفاعي الذي أكد في كأس العالم كم هو رائع فيه مع الأرجنتين. أو يلعب ماسكي في الدفاع ويزيد حين يحتاج الأمر.. إنها ثورة يرغب إنريكي في تطبيقها خططيا، رؤية جديدة تماما تمسح برشلونة خيراردو مارتينو وربما تعيد للأذهان ما فعله بيب جوارديولا حتى أتى بوجهه الشاب وبذته الأنيقة على مقعد الإدارة الفنية للبلوجرانا.