هناك مقولة للكاتب الصحفي الراحل أنيس منصور تقول: "إذا لم تجعلك العلاقة مع من تحب شخصاً أفضل.. فأنت مع الشخص الخطأ"، لا اتفق كلية مع تلك المقولة، فالزواج ليس سباقا للنجاح، وإثبات الطموح، إنما هو مودة وسكن وعشرة عمر، وبيت واحد، قد يكون اختيارنا خطأ للشخص المناسب لنا، لكن يمكننا تخطي تلك الحواجز التي تفصل بين عالمنا وبين الشريك. حينما تزوجت في سن مبكرة، بعد تخرجي مباشرة، كانت زوجتي تماثلني في العمر لكنها كانت تفوقني في التطلعات والطموحات المادية، تحلم بالثراء السريع، لا تريد أن تتحمل مسؤولية أقساط الزواج، تضن على بنصيب من راتبها بحجة أنه بالكاد يكفي مصروفها ولوازمها. لم أغضب، وتحملت المسؤولية كاملة، فهي أيضا لديها مميزات أخرى، طيبة، زوجة محبة، مخلصة، لذلك نحيت الجانب السلبي الذي بشخصيتها وهو عدم المشاركة في الإنفاق على البيت، وحاولت أن أكون زوجا ناجحا داخل البيت وخارجه، حتى مرضت واضطررت لأخذ إجازة مرضية والتزام البيت، امتدت فترة مرضى أكثر من 3 شهور، وجدتها تنفق بدون الإشارة إلى ذلك، تتحمل عصبيتي، تمرضني، لا تنزعج من بقائي مريضا بالبيت فترة طويلة، اكتشفت أن مدخراتها كلها أنفقتها بالبيت، وعلى علاجي الذي كلفنا الكثير. في الحقيقة هي لم تشكو أبدا، صدقت نظرتي في زوجتي فهي إنسانة أصيلة، تساند زوجها وقت المحنة، ولما تحدثت معها على عدم إنفاقها فى السابق ومشاركتها مصاريف البيت قالت: "كنت أوفره لوقت الحاجة"، صمتت، وتأكدت أنها أيضا زوجة حكيمة، فهي تعلم إسرافي بعض الشيء، وأرادت تجنيب مبلغ للطوارئ. أذًا اختياري لم يكن خطأ، بالعكس فهي أثبتت أنها زوجة حكيمة مدبرة، ترعى زوجها في شدته قبل فرحه.