تفاقمت أزمة الوقود فى المحافظات وتحولت المحطات إلى ساحات معارك بين السائقين على أولوية الطابور، كما توقف الفلاحون عن رى الأراضى بسبب عدم قدرتهم على الحصول على كميات السولار اللازمة لماكينات رفع المياه. فى المنوفية شهدت محطات الوقود زحاماً شديداً مما سبب أزمة مرورية حادة، واستغل بعض أصحاب المحطات الأزمة فى بيع البنزين والسولار للسوق السوداء، ووضعوا لافتات «لا يوجد بنزين أو سولار»، واستغل سائقو سيارات الأجرة الأزمة ورفعوا تعريفة الركوب. فى حين قال أصحاب محطات الوقود، إن كميات البنزين والسولار لا تصل بانتظام، وبعد أن كانت سيارات نقل الوقود التابعة لوزارة البترول، تأتى كل 3 أيام أصبحت تأتى الآن كل 10 أيام. وأوضح سائقو سيارات النقل أن سعر صفيحة السولار وصل 40 جنيهاً فى السوق السوداء. والوضع فى المنيا لا يختلف عن المنوفية بل أسوأ، حيث شهدت جميع مخابز المحافظة حالة من الارتباك بسبب عدم حصولها على حصص السولار المقررة، حتى إن عدداً من أصحاب المخابز خلطوا المازوت وزيوت السيارات المحترقة بالسولار لتشغيل المخابز، وتسببت الأزمة فى ارتفاع أسعار مواد البناء بشكل جنونى بسبب ارتفاع أسعار النقل، واعتماد أصحاب المحاجر على السوق السوداء فى الحصول على كميات السولار لتشغيل المعدات. كما يعانى الفلاحون فى المحافظة من نفس الأزمة بسبب عدم قدرتهم على الحصول على السولار لتشغيل ماكينات رفع المياه مما يهدد بتلف محصول الذرة الشامية. وفى بنى سويف أغلقت بعض محطات الوقود أبوابها، وفى كفر الشيخ توقفت سيارات المصالح الحكومية التى تحصل على البنزين والسولار بالكوبونات عن العمل بسبب رفض محطات الوقود التعامل بالكوبونات. كما تفاقمت الأزمة فى محافظة البحيرة وسادت حالة من الارتباك فى المحطات وأعلن المهندس مختار الحملاوى محافظ البحيرة أن مباحث التموين ضبطت خلال أسبوعين فقط 142 ألف لتر سولار، و13 ألف لتر بنزين قبل بيعها فى السوق السوداء. وفى دمياط اختفى بنزين 80، وشهدت محطات الوقود إقبالاً شديداً على بنزين 92، ونشطت عمليات تهريب السولار عن طريق المراكب، ووصل سعر البرميل 700 جنيه بزيادة قدرها 500 جنيه عن سعره الأصلى. من جانبه أكد فتحى عبدالعزيز رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين أن الوزارة شنت مجموعة من الحملات بمختلف المحافظات تمكنت من ضبط 5,7 مليون لتر سولار وبنزين قبل بيعها فى السوق السوداء. وأوضح عبدالعزيز أنه يتم يومياً ضخ 19 ألف طن سولار بالأسواق، وأرجع الأزمة الحالية إلى عمليات تهريب السولار إلى السوق السوداء التى تستغل الظروف الحالية، مشيراً إلى أن الوزارة ستستمر فى تسيير حملاتها بصفة يومية لضبط المخالفين والمحافظة على الدعم المقدم للمواطنين وإيصاله إلى مستحقيه.