لم تكد نيران أزمة السولار والبنزين تهدأ بالمحافظات حتي عاودت اشتعالها من جديد بشكل أكثر ضراوة وسط سيل من الاتهامات المتبادلة بين وزارة البترول وأصحاب المحطات من جهة, وبين الوزارة والجهات الرقابة من جهة أخري.. والنتيجة انتعاش السوق السوداء للسولار والبنزين وتحميل المواطن البسيط مزيدا من الأعباء بعد أن قام معظم سائقي سيارات السرفيس برفع تعريفة الركاب بدعوي شرائهم للسولار من السوق السوداء, الأمر الذي أوقع صدامات عديدة بين الركاب وسائقي السرفيس من جهة, وبين أصحاب محطات البنزين والسائقين من جهة أخري. وتجلت الأزمة بصورة حادة في محافظة البحيرة, حيث امتدت طوابير انتظار السيارات أمام محطات الوقود لمسافات كبيرة مع حدوث العديد من المشاجرات وأعمال البلطجة, وارتفع عدد محطات الوقود التي أغلقت ممراتها بلوحات معدنية مكتوب عليها( لا يوجد بنزين80) و(لا يوجد سولار).. وذلك في الوقت الذي تباع فيه تنكات الوقود في السوق السوداء بأسعار مضاعفة بعيدا عن أعين الرقابة.. وتمكنت مديرية التموين ومباحث المديرية من ضبط سيارة نقل تحمل540 لتر بنزين و27 جركن سولار, وهي كمية ضئيلة مقارنة بما تم تهريبه بالنقل. وطالب المهندس مختار الحملاوي, محافظ البحيرة, مسئولي وزارة البترول بزيادة الكميات المخصصة للمحافظة من الوقود, ووجه الأجهزة الرقابية بشن حملات مفاجئة علي السوق السوداء لضبط المتلاعبين والمتسببين في أزمة السولار والبنزين. وفي سوهاج, فشل أصحاب المخابز في الحصول علي احتياجاتهم من السولار لتشغيل مخابزهم واضطروا لشراء احتياجاتهم من السوق السوداء.. بينما وقف أصحاب السيارات والماكينات الزراعية في طوابير طويلة بمحطات البنزين للحصول علي أي كميات من الوقود. وطالب العديد من المواطنين بسرعة توفير احتياجاتهم من السولار لتشغيل ماكيناتهم الزراعية لكن دون جدوي, وهو ما يهدد ببوار الأراضي الزراعية بسبب نقص مخزون السولار, كما ارتفعت أسعار الأجرة لسيارات السرفيس في بعض مدن وقري سوهاج. وفي بني سويف, كشف الأهرام المسائي عن أوكار بيع البنزين والسولار في السوق السوداء, حيث داهمت حملة من مباحث التموين تلك الأوكار, وتمكنت من ضبط كميات هائلة من السولار والبنزين بحوزة عدد من البلطجية والمسجلين خطر وتم القبض عليهم وإحالتهم للنيابة. وكان محافظ بني سويف قد طلب من مسئولي التموين بحث أزمة الوقود ومحاصرة المتلاعبين بالسلع الاستراتيجية للدولة, وبالفعل شنت مباحث التموين حملات مكثفة علي أوكار بلطجية السوق السوداء الذين حاولوا الاعتداء علي القوات, إلا أنه تمت السيطرة عليهم وضبطهم. وفي بورسعيد, شنت أجهزة الرقابة التموينية بالاشتراك مع مباحث التموين حملة لضبط مافيا السولار والبنزين, حيث تم ضبط ألف لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء, عثر عليها داخل سيارة نصف نقل علي الطريق الدائري ببورسعيد محملة بالسولار المدعم, واعترف المتهم بتجميعها من محطات تمويل السولار بالمحافظة بقصد الاتجار بها في السوق السوداء.. وقرر اللواء سامح رضوان مدير أمن بورسعيد تشديد الرقابة علي الأسواق وضبط المتلاعبين بأسعار الوقود. وفي البحر الأحمر, أحبطت الأجهزة الأمنية محاولة تهريب38 طنا من السولار بمدينة مرسي علم إلي مراكب الصيد, حيث تم ضبط الكميات علي إحدي السيارات تمهيدا لبيعها لأصحاب المراكب السياحية وتم التحفظ علي الكميات المضبوطة وإحالة المتهمين إلي النيابة العامة. أما في محافظة الفيوم, فقد قرر المهندس أحمد علي, محافظ الفيوم, تخفيض رسوم تركيب الغاز الطبيعي مساهمة من المحافظة لحل أزمة البوتاجاز, وذلك لتسهيل عملية تركيب الغاز الطبيعي بالمنازل بعد أن أدي ارتفاع أسعار التركيب إلي عزوف المواطنين عن استخدام الغاز والاتجاه لشراء أنابيب البوتاجاز.