تتعرض المرأة المسلمة، لما يعرف بالشلل الثلاثي، أولا كونها إمرأة، وثانيا لأنها من المهاجرين، وأخيرا لكونها مسلمة، وذلك حال تقديمها طلب وظيفة في المملكة المتحدة. وتعتبر النساء، الأكثر عرضة للبطالة من حيث الدين، والعرق داخل المملكة المتحدة، على الرغم من أن الكثير منهن حصلن على تعليم عالي المستوى، إلا إنهن يواجهن صعوبات في الحصول على الوظيفة من الأساس، كما جاء في صحيفة "الجارديان" البريطانية. وهناك أخريات يواجهن صعوبة في مكان العمل نفسه ويضطررن إلى عمل تغييرات طفيفة في مظهرهن، بالإضافة إلى قناعة بعض البريطانيين بأن الهوية الإسلامية للمرأة تؤثر على طبيعة عملها، مثل أن الصحفية المسلمة عليها تغطية أخبار المسلمين فقط، والحقوقية المسلمة تستخدم كوسيلة للتعرف على مجتمعات معينة. ويعطي هذا للمرأة، شعورا بأن هويتها اختزلت في ما ترتديه من حجاب، وكل فرضيات الناس حولها تبنى على ذلك الوشاح الذي تضعه فوق رأسها، ويظهر ذلك بوضوح إذا خضعت المرأة للتدريب في مكان ما، فإن التمييز الذي تتعرض له على يد من يدرّبها يجعلها تشعر بأنه يحكم عليها مسبقا قبل أن يرى عملها. وتخضع لأسئلة كثيرة مثل إذا كان بإمكانية تغيير لون وطريقة الحجاب لتبدو أكثر حميمية مع العملاء، أو إذا كانت ستبقى على حجابها من الأساس بعد قبولها في العمل، مثل تلك الأسئلة تفسر على إنها ستستخدم ضد المحجبة رغم أنها ليست من متطلبات الوظيفة. يقول فياز موجال مدير حملة "ماما تيل"، حملة قياس الهجمات ضد المسلمين، إن هذه ليست مشكلات منفردة، وإنما توجد تصورات قوية في المجتمع البريطاني أن التمييز الوظيفي ضد المسلمات موجود. وتصوير النساء المسلمات في وسائل الإعلام على أنهن ضحايا، يجعلهن غير مرغوب فيهن لدى أصحاب العمل بلا شك. وتقف النساء المسلمات، وسط تقاطع تمييز العرق والجنس، وكذلك الفروق الدينية ما يزيد التمييز ضدها والحكم المسبق عليها بشكل ملحوظ. وهذا التركيز على النساء المسلمات لا يجب أن يكون على أساس هويتهن، لأنه يجب أن يكون هناك نهاية لتلك السلسلة الطويلة من العنصرية والتحيز الجنسي والتمييز الديني، في المجتمع الإنجليزي، وهو ما يؤثر على حياة الناس واختياراتهم.