سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من «السلطة» إلى الشعب: ب«الدم» وحده إنت غالى علىَّ الرئيس مرسى تراجع عن الإعلان الدستورى بعد أحداث «الاتحادية» التى سميت ب«الأربعاء الدامى».. والمجلس العسكرى حدد موعد تسليم السلطة بعد «محمد محمود»
دونه تبقى الأمور مائعة، لونه المثير يحرك الجمود، يخبرنا أن السياسة تعبُر من خلاله، والتوافق لا يستقيم إلا به، والانصياع لمطالب الشعب يأتى مع نزيفه، «الدم» ذلك الثمن الغالى الذى يراق منذ فجر يناير هو العامل الفيصل فى الوصول لما هدفت له المسيرات قبل أن يصطبغ الأسفلت بلونه الأحمر. فى الوقت الذى أصدر فيه الرئيس مرسى إعلانا دستوريا حصن فيه قراراته ضد الطعون وكذلك الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى من الحل، خرج المتظاهرون منددين بالقرارات، قبل أن يقرروا الاعتصام أمام قصر الاتحادية فيما لم ينصت لهم ساكنو القصر، قبل أن يسقط 7 قتلى فيما عرف ب«الأربعاء الدامى» بعد مواجهات بين مؤيدى الرئيس ومعارضيه، الأمر الذى أجبر الدكتور مرسى على إلغاء الإعلان الدستورى القديم وإصدار آخر أقل وطأة، رغم اعتراض بعض السياسيين حول جدواه. فى أوائل أبريل من العام الماضى وأثناء اشتباكات بين المتظاهرين فيما عرف ب«اعتصام 8 أبريل»، اندلعت الاحتجاجات التى أسفرت عن قتل أحد المتظاهرين، الأمر الذى نتج عنه القبض على الرئيس السابق حسنى مبارك فى شرم الشيخ وهو أحد مطالب الاعتصام الأولى، كذلك كانت الدماء التى سالت خلال أحداث «محمد محمود» التى راح ضحيتها 52 شهيدا وإصابة الآلاف منهم بفقدان البصر سببا فى مكاسب سياسية مهمة على رأسها إقالة حكومة الدكتور عصام شرف، وتحديد موعد تسليم «المجلس العسكرى» السلطة فى نهاية يونيو 2012، كذلك نقل التحقيق فى أحداث ماسبيرو للقضاء الطبيعى بدلا من العسكرى، وأخيراً إنشاء مجلس قومى لرعاية أسر وشهداء الثورة. «بريق السلطة يعمى» تعلق بها نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة قناة السويس، على أحلام الوصول لإرادة شعبية يكون سبيلها الوحيد هو إراقة الدماء، وتحلل «رضوان» ما أسمته «الاستماتة فى الحكم ولو بالباطل» من خلال سردها لمزايا تتعلق بصاحب السلطة من «شهرة وصيت وجاه وعز وأبهة وماسحى الجوخ.. واللى يوسع له السكة»، الأمر الذى يضفى على الرئيس طباعا تتسم بالكبر والعند فى سبيل عدم ترك تلك المكاسب إلا أمام ثمن أغلى حينها يكون «الدم» هو المانع الأوحد لاستكمال «الاستماتة والعند».