فاز قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بنصيب كبير من زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج للقاهرة نهاية الأسبوع الماضي، بعد تعهد الشركات بمضاعفة استثماراتها في مصر، حيث تم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون والشراكة بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعديد من الشركات الصينية خلال الزيارة. وتحتل الصين قائمة الدول المصدرة للتكنولوجيا المتقدمة، لتسبق ألمانيا والولايات المتحدة، وفق البيانات الصادرة عن البنك الدولي. وقال المهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إنه وقع مذكرة تفاهم مع شركة "توس هولدينجز" الصينية العالمية، بشأن التعاون في توفير منصة استشارية لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في مجالات الإنشاء والإدارة الشاملة والتشغيل للمناطق التكنولوجية في مصر. وأضاف القاضي، أن المذكرة التي تبلغ مدة العمل بها 3 سنوات قابلة للتجديد، توفر منصة استشارية متخصصة في البناء والتطوير والإدارة الشاملة للمناطق التكنولوجية في مصر، موضحا أن هذا يأتي مواكبا لتدشين مصر المشروع الوطني لإنشاء المناطق التكنولوجية، ونشره في عدد من المحافظات، بهدف تفعيل مفهوم التحول الرقمي في المجتمع، وتعزيز نمو الاقتصاد القائم على المعرفة. وأوضح وزير الاتصالات، أنه وفقا للمذكرة، تقدم الشركة عرضا لحكومتي الصين ومصر، لجعل تخطيط وبناء وإدارة المناطق التكنولوجية بمصر، مشروعا ذا معالم بارزة، ضمن "مبادرة النطاق والطريق لدولة الصين"، مؤكدا أن الشركة ستصبح مستشارا وداعما على المدى القصير والبعيد للمناطق التكنولوجية في مصر، وتقديم الدعم الكافي لتحقيق هدف وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، المتمثل في إنشاء منطقتين تكنولوجيتين في مصر قبل نهاية 2016، وجذب الشركات الصينية للتمركز في المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق التكنولوجية بمصر. وتابع القاضي، أن الشركة الصينية ستساعد وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في تحديد القضايا وحالات الدراسة المتعلقة بالسياسات الخاصة بالمناطق الاقتصادية الخاصة ذائعة الصيت في العالم، وإنشاء برنامج مخصص للتعليم والتدريب في مجال الإدارة وشؤون العاملين للمناطق التكنولوجية في مصر، وتشجيع منتجات الشركات التي تعمل تحت إشراف الشركة، لاستخدامها في المناطق التكنولوجية في مصر، واستكشاف الأسواق بمصر وبالعكس. وأشار وزير الاتصالات، إلى أن الصين تُعد من أهم أقطاب الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في العالم، وتتمتع بصناعة مزدهرة في هذا المجال، وتعد من البلاد المتقدمة الرائدة في مجال تصميم وصناعة الإلكترونيات، لذلك تسعى الوزارة خلال الفترة المقبلة، لزيادة التعاون مع الحكومة الصينية، نظرا لما شهده القطاع من تطور على مدار الأعوام الماضية، وتداخله في جميع الميادين الاقتصادية والسياسية، ونظرا لأهمية العلاقات المصرية الصينية، باعتبار الصين شريكا استراتيجيا لمصر. على جانب آخر، قررت شركة "هواوي" العالمية الصينية، زيادة استثماراتها في مصر، حيث تعتبر "هواوي" إحدى أهم الشركات التي كان لها أثر كبير في نهوض اقتصاد الصين، لذلك حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال زيارته للصين نهاية العام الماضي، على لقاء رئيسة شركة "هواوي" العالمية للاتصالات، التي تعد ثاني أكبر شركة للاتصالات على مستوى العالم من الناحية التقنية، والأولى عالميا من حيث حجم الإيرادات، حيث تعتبر الشركة "تكنولوجيا المعلومات"، كلمة السر للتنمية في محور قناة السويس ومشروع الإنترنت فائق السرعة. وتعمل شركة "هواوي" في السوق المصرية منذ 1999، إذ أسست "هواوي للتكنولوجيا - شمال إفريقيا"، ومقرها الإقليمي في مصر، للإشراف على 23 بلدا، ونمت لتصبح واحدة من أكبر شركات الاتصالات في العالم، ويلتزم موظفوها البالغ عددهم 170 ألفا حول العالم، بخلق أقصى قيمة ممكنة لمشغلي شبكات الاتصالات والشركات والمستهلكين، من خلال توفير حلول وخدمات تنافسية. وقالت مصادر، ل"الوطن": "هواوي تسعى لإنشاء مصنع لها داخل مصر على غرار مصنع الإلكترونيات الذي أطلقته (سامسونج) في بني سويف، حيث اختارت هواوي مصر لتكون مقرا لمركز تشغيل الشبكات الإقليمي الخاص بها، الذي يخدم 22 دولة في المنطقة، ويعمل به عدد كبير من الكوادر البشرية المصرية. وأضافت المصادر، أن الشركة تسعى خلال الفترة المقبلة، للمشاركة بالخطط الاستراتيجية للقطاع في عدد من المشروعات المهمة لمصر، ومن أبرزها مشروع الإنترنت فائق السرعة "برودباند"، ومشروع محور قناة السويس، وتلتزم "هواوي" بدورها تجاه السوق المصرية، من خلال توفير عمليات التدريب والتأهيل للشباب المصري، إلى جانب دعم عدد كبير من المشروعات الإبداعية، إلى جانب دورها في المسؤولية المجتمعية. وأوضحت المصادر، أنه جرى الاتفاق بالتعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة، على توريد 10 ملايين عداد ذكي كمرحلة أولى، وإنشاء شركة متخصصة في مصر لتصنيع العدادات الذكية، بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع، نظرا لما تمتلكه من قدرات وإمكانيات تؤهلها للدخول في التصنيع. واستطاعت شركة "هواوي" الصينية للحلول التكنولوجية وأجهزة المحمول، أن تحقق حجم مبيعات حول العالم بلغ نحو 60 مليار دولار خلال عام 2015، وهو تقريبا 3 أضعاف الصادرات المصرية بالكامل خلال نفس العام. وعلى صعيد آخر، دخل السوق المصرية خلال العام 2015 شركة من أكبر الشركات على مستوى العالم، وهي شركة "أوبو" الصينية، حيث أعلنت الشركة في بداية العام، إطلاق أعمالها رسميا في السوق المصرية، باستثمارات تقدر ب100 مليون جنيه.