مر على زواجنا أكثر من 5 سنوات، وزوجي يصر على عدم الإنجاب بسبب ظروف الحياة القاسية، فهو يرى أنه غير مستعد؛ لتحمل تبعات الأبوة ومسؤولياتها العظيمة، فهو متفرغ للعمل وسداد الأقساط، لا يريد مزيدًا من الضغوط والإرباك، وخصوصًا وهو يتقدم في عمله، وأنا أيضًا. يرى أن تلك الفترة من حياتنا الزوجية لا تحتمل وجود طفل يحتاج إلى رعاية مكثفة ووقت مخصوص لتربيته ورعايته، لكني مثل كل امرأة تحلم بالأمومة وتراها حلمًا مشروعًا، وأننا قد تأخرنا كثيرًا في تحقيقه، وعندما حاولت إقناعه بذلك، رفض المناقشة على اعتبار أني أنظر للحياة نظرة عاطفية، ولا أحاول إعمال العقل والتفكير في نتائج ذلك القرار الخطير. الحياة تبدو غير لطيفة بسبب عدم وجود طفل في حياتنا، ندور في الدائرة نفسها من العمل واللهث كل يوم، لن ينتهي كل هذا إلا بنهايتنا كبشر، والطموح البشري لن يتوقف عند أحد أبدًا، سيظل زوجي ينظر للحياة على أنها سباق، ويجب أن يكون متقدمًا وفي الصفوف الأولى. قررت تحقيق حلمي، ورغبتي في إنجاب طفل، وحرصت على أن يبدو الأمر طبيعيًا وغير متعمدٍ من ناحيتي حتى أكملت الشهر الثالث بسلام، وفوجئ زوجي بخبر حملي، فظل مذهولًا لفترة وهو يسمع الخبر. وقال لي في حدة، "لست مستعدًا لهذا الدور يا عزيزتي في ذلك الوقت! قلت: ربما يكون الوقت مناسبًا الآن، من يدري. شهور الحمل صعبة واضطررت لأخذ إجازة من العمل، كنت سعيدة لأنني في انتظار طفلنا الأول، وزوجي ما زال غاضبًا ومتحفظًا تجاه حملي ويراه مخاطرة، أو لي ذراع من جانبي، وفي الحقيقة لم أحاول جداله كثيرًا، فأنا أريد الاستمتاع بفترة حملي التي بدت صعبة في بدايتها، لكنني تعودت على تحمل منغصات الحمل في صبر وحب. أنتظر ولادة طفلي بفارغ الصبر، وأثق أن زوجي عندما يراه ويحتضنه سيزول عنه هذا القلق، ويمارس دوره كأب حنون وواعٍ.