شهدت محافظة دمياط مساء أمس ليلة من الاشتباكات والكر والفر بين "بلطجية مأجورين"، حسب شهود عيان من الأهالي، وبين متظاهرين خرجوا للتنديد بما دار من أحداث دامية في محيط قصر الاتحادية. بدأت التظاهرات في السابعة، والهتافات على أشدها وكان من بينها "يا اللى نجحتم باسم الدين.. فين العدل وفين الدين"، "وحياة دمك ياشهيد ثورة ثانى من جديد"، "أكتب على جدران البيت ...مرسى جاى بأزازة زيت"، "أه يامصر وأه يامصر لسه فيكى عزبة وقصر"، "يسقط مرسى ..يسقط مرسي". واستعان المتظاهرون بسيارة مجهزة بميكروفات، مرددين هتافات تطالب بمحاسبة الرءيس مرسي، بعد وصلت أخبار بوفاة أكثر من فرد في محيط "الاتحادية" فضلا عن الإصابات، في هذه الأثناء وصل المئات من جماعة الإخوان المسلمين، وانضم إليهم عدد من أهالى الأعصر، وجاءت قيادات مديرية أمن دمياط لموقع الحدث، وأغلق طريق كورنيش النيل المقابل لمقر جماعة الإخوان، وحدثت مناوشات بين المتظاهرين وأعضاء الجماعة الذين كونوا سلاسل بشرية لتأمين المقرات كما فردت قوات الأمن حراسة مشددة على المقر منعا لمحاولة اقتحامه من قبل أي متظاهر، وكذلك منعا لحدوث أى اشتباكات، وانقسم المتظاهرون بعد انضمام المئات من الأهالى إليهم، ذهب جزء منهم للتظاهر أمام بوابة المقر فيما ظل باقى المتظاهرين قاطعين لطريق كورنيش النيل. وفى تمام التاسعة والربع استعان قيادات المديرية بتشكيلات أمن مركزى، حيث جاءت سيارتان أمن مركزى ومصفحتان وذلك بعدما وردت أنباء بإحراق المقر، وبدأت اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين عادت على أثرها سيارات الأمن المركزى والمصفحات لمقر مديرية أمن دمياط، ولم يبق سوى قيادات المديرية والمخبرين الذين اندسوا وسط المتظاهرين. وأصر بعض المتظاهرين على حرق مقر الإخوان، فيما رفض الآخرون هذه الفكرة، لكون المقر موجود بكبرى العمارات بدمياط المكونة من خمس طوابق وما يزيد عن عشرين شقة، ما سيسفر عن سقوط ضحايا، فيما أغلق عدد من المحال فى شارع كورنيش النيل الأعصر. وأثناء هتافات المتظاهرين فوجئوا بخروج بلطجية عليهم حاملين أسلحة بيضاء وحاولا الاعتداء عليهم، وتحولت دمياط لحرب شوارع بدأت أعمال الفر والكر حتى تمكن المتظاهرون من إلقاء القبض على بعضهم، وحسب شهود العيان وعدد من شباب القوى الثورية ل"الوطن"، فإن هؤلاء البلطجية استعانت بهم جماعة الإخوان مؤخرا لتأمين مقراتهم والاعتداء على المتظاهرين. واستنكر المتظاهرون دور رجال الشرطة أمس الذى اقتصر على تأمين مقرات الإخوان والمشاهدة فقط دون تدخل لمحاولة منع البلطجية من الاعتداء على المتظاهرين. وانسحب المتظاهرون مع ساعات الفجر الأولى بعد شعورهم بالخطر من تزايد أعداد البلطجية وضيق الأهالي من كثرة الكر والفر وانتشار حالة الخوف والفزع بين المواطنين.