"صحة الشرقية" تعلن حالة الطوارئ بجميع المستشفيات خلال عيد الأضحى    أسعار الذهب اليوم 14 يونيو.. تحركات مفاجئة في محال الصاغة    البطاطس تواصل ارتفاعها داخل أسواق كفر الشيخ قبيل عيد الأضحى    سعر الدولار اليوم الجمعة 14-6-2024 في البنوك المصرية    أسعار اللحوم الضاني اليوم الجمعة 14-6-2024 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    قيادي بحماس ل سي إن إن: نحتاج إلى موقف واضح من إسرائيل للقبول بوقف لإطلاق النار    موعد مباراة الأهلي وفاركو والقنوات الناقلة في الدوري المصري    «صحة البحر الأحمر» تنهي استعداداتها لاستقبال عيد الأضحى المبارك    الحماية المدنية بالجيزة تواصل تبريد حريق منطقة "الزرايب" بالبراجيل| صور    حالة الطقس اليوم الجمعة 14-6-2024 في محافظة قنا    حجاج بيت الله يتوجهون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية    ما الفرق بين تعظيم الشعائر وتأديتها في الإسلام؟.. كلمة السر في الحب والرضا    تجاوزت 10 ملايين في يومين.. تركي آل الشيخ يحتفل بتصدر «ولاد رزق 3» شباك التذاكر (تفاصيل)    عزيز الشافعي يحتفل بتصدر أغنية الطعامة التريند    القيادة المركزية الأمريكية: دمرنا مسيرة بحرية وزورقين ومسيرة تابعة للحوثيين    تباين أداء مؤشرات الأسهم اليابانية في الجلسة الصباحية    سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 14 يونيو 2024 مقابل الجنيه المصري بالتزامن مع إجازة البنوك    صلاح عبد الله: أحمد آدم كان يريد أن يصبح مطرباً    سيناتور أمريكي: ترامب يرفض تقديم مساعدات لأوكرانيا    عيد الأضحى 2024| ما حكم التبرع بثمن الأضحية للمريض المحتاج    حزب الله يبث لقطات من استهدافه مصنع بلاسان للصناعات العسكرية شمال إسرائيل    ترامب: علاقاتى مع بوتين كانت جيدة    للمسافرين.. تعرف على مواعيد القطارات خلال عيد الأضحى    مساهمو تسلا يقرون حزمة تعويضات لإيلون ماسك بقيمة 56 مليار دولار    مصطفى فتحي يكشف حقيقة بكائه في مباراة سموحة وبيراميدز    إنبي: نحقق مكاسب مالية كبيرة من بيع اللاعبين.. وسنصعد ناشئين جدد هذا الموسم    هاني شنودة يُعلق على أزمة صفع عمرو دياب لمعجب.. ماذا قال؟    تنسيق مدارس البترول 2024 بعد مرحلة الإعدادية (الشروط والأماكن)    القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير جهاز استشعار للدفاع الجوي في منطقة للحوثيين    "هذه أعمالهم" ماذا يفعل الحجاج في يوم التروية؟    باستعلام وتنزيل PDF.. اعرف نتائج الثالث المتوسط 2024    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة قلقيلية وتداهم منازل المواطنين    حاتم صلاح: فكرة عصابة الماكس جذبتني منذ اللحظة الأولى    سموحة يرد على أنباء التعاقد مع ثنائي الأهلي    «زد يسهل طريق الاحتراف».. ميسي: «رحلت عن الأهلي لعدم المشاركة»    يورو 2024| تصنيف منتخبات بطولة الأمم الأوروبية.. «فرنسا» تتصدر و«جورجيا» تتزيل الترتيب    سموحة يرد على أنباء التعاقد مع ثنائي الأهلي    هشام قاسم و«المصري اليوم»    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 14 يونيو: انتبه لخطواتك    الحركة الوطنية يفتتح ثلاث مقرات جديدة في الشرقية ويعقد مؤتمر جماهيري    ننشر صور الأشقاء ضحايا حادث صحراوي المنيا    ضبط مريض نفسى يتعدى على المارة ببنى سويف    أهم الأعمال التي يقوم بها الحاج في يوم التروية    عيد الأضحى 2024| هل على الحاج أضحية غير التي يذبحها في الحج؟    إصابة 11 شخصا بعقر كلب ضال بمطروح    صحة دمياط: تكثيف المرور على وحدات ومراكز طب الأسرة استعدادا لعيد الأضحى    أماكن ذبح الأضاحي مجانا بمحافظة الإسماعيلية في عيد الأضحى 2024    بايدن يكشف العائق الأكبر أمام تنفيذ خطة وقف إطلاق النار    بعد استشهاد العالم "ناصر صابر" .. ناعون: لا رحمة أو مروءة بإبقائه مشلولا بسجنه وإهماله طبيا    يورو 2024| أصغر اللاعبين سنًا في بطولة الأمم الأوروبية.. «يامال» 16 عامًا يتصدر الترتيب    مستقبلي كان هيضيع واتفضحت في الجرايد، علي الحجار يروي أسوأ أزمة واجهها بسبب سميحة أيوب (فيديو)    مصطفى بكري يكشف موعد إعلان الحكومة الجديدة.. ومفاجآت المجموعة الاقتصادية    جامعة الدلتا تشارك في ورشة عمل حول مناهضة العنف ضد المرأة    رئيس "مكافحة المنشطات": لا أجد مشكلة في انتقادات بيراميدز.. وعينة رمضان صبحي غير نمطية    وكيل صحة الإسماعيلية تهنئ العاملين بديوان عام المديرية بحلول عيد الأضحى المبارك    دواء جديد لإعادة نمو الأسنان تلقائيًا.. ما موعد طرحه في الأسواق؟ (فيديو)    نقيب "أطباء القاهرة" تحذر أولياء الأمور من إدمان أولادهم للمخدرات الرقمية    محمد صلاح العزب عن أزمة مسلسله الجديد: قصة سفاح التجمع ليست ملكا لأحد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. عبدالمنعم سعيد: الإخوان والسلفيون «خوارج» والحديث عن المؤامرة تخلف و«هروب من المسئولية»
نشر في الوطن يوم 12 - 01 - 2016

وجه الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس المركز الإقليمى للدراسات، رسالة للرئيس السيسى، قال له فيها «إنه لا يمكن بناء مصر بالقوات المسلحة وحدها، إنما بالجيش والشعب معاً»، مؤكداً أن الرئيس مصاب بحالة مؤقتة من الإحباط، نتيجة التحديات والوضع المصرى على جميع المستويات، مطالباً بتوضيح الاستراتيجية التى تعمل بها الدولة فى كل الملفات.
وأوضح «سعيد»، فى حواره ل«الوطن»، أن الأجهزة الأمنية لا يمكن أن تتخلص من عادة التدخل فى الانتخابات، وأنها ساهمت بنسبة تقترب من 20% فى نجاح قائمة «فى حب مصر»، مطالباً بالاعتراض على تدخلها، لأنها ليست معدة سياسياً لذلك، وإلى نص الحوار..

■ فى البداية.. ما تقييمك للأوضاع السياسية التى يعيشها المجتمع المصرى؟
- لو قارنا السيولة السياسية الآن، والسيولة منذ سنة أو سنتين، فهى أقل بكثير.
السيولة بدأت تتجمد نوعاً ما أو تتمحور حول مؤسسات اكتملت، وكان آخرها مجلس النواب. حالة اللاأمن والتظاهر والعمليات الإرهابية والقلق فى الشارع، قلّت، والحديث عن السيولة، نتيجة لتشكل أحزاب وكيانات جديدة، وشخصيات ونخبة سياسية جديدة تتكون فى المجتمع، بالإضافة للنخبة التى كانت موجودة أو ما تبقى منها.
وعلى العكس، مصر أقل سيولة مما كانت، ولديها بداية طرق للوصول للأفضل؛ بمعنى أن الحديث عن التنمية أصبح يفوق الحديث عن كيفية مواجهة الإرهاب، والحوار حول المشروعات العملاقة، صح أم خطأ، نتفق أو نختلف على أولويتها، لكنها فى النهاية مشروعات مهمة.
رئيس المركز الإقليمى للدراسات ل«الوطن»: أشعر بالقلق من ملف «سد النهضة».. وعلينا التأكيد للطرف الذى يريد الإضرار بنا أنه سيدفع الثمن
■ ما تقييمك للفترة التى مرت من حكم الرئيس السيسى؟
- تقييمى بشكل عام أن هناك نية طيبة وطنية، وتوجد درجة كبيرة من الثقة من الشارع، لكن حتى الآن لا أجد استراتيجية، بمعنى أنه لا توجد استراتيجية متكاملة لتحديد الأولويات وطريق المسئول لهذه الأولويات وتكاليفها ومصادرها، وما زال التفكير السائد يقوم بشكل أساسى على إدارة الفقر، وليس الثروة فى مصر.
وهذا الأمر مطبق على جميع المسئولين، وكان موجوداً فى السابق، ولا نزال نحن -كمصريين- لا نريد إدارة الثروة، بل إدارة الفقر.
الاهتمام كله منصب حول محدودى الدخل والفقراء، وبعد خطوة رفع جزء من الدعم العام قبل الماضى، كان من المفترض أن نرفع الدعم نهائياً بعد 5 سنوات، لكن فى العام الماضى، لم نرفع الشريحة المفترضة من الدعم، وهذا نوع من التردد.
■ تردد أم ارتباك أم ضغط من الشارع؟
- تردد وضغط من الشارع وزيادة الضغط من الأفكار القديمة التى ثبت فشلها.
■ من يضغط بالأفكار القديمة؟
- الجهاز البيروقراطى للدولة.
■ الجهاز البيروقراطى أم رجال الأعمال؟
- لا، رجال الأعمال ضد ذلك، لأنهم يريدون ثروة، واستثماراً.
■ هل رجال الأعمال فى مصر يشكلون ضغطاً على الرئيس السيسى؟
- لا يشكلون ضغطاً بأى معنى، لأنه لا يوجد إصلاح اقتصادى حقيقى لتحرير الاقتصاد المصرى، وإعطاء الاستثمار القدرة على الوجود.
المصالحة مع «الإخوان» معناها أن يخرج قياداتها من السجن ويمارسوا حياتهم بشكل طبيعى دون أن يعودوا لما كانوا يفعلونه
ورجال الأعمال ينجحون بزيادة الاستثمار وتشغيل محدودى الدخل، لكن معظم الاستثمارات فى مصر تأتى من الدولة.
■ هل هناك اهتمام بملف التنمية على حساب ملف الحريات؟
- لا يوضع الأمر بهذه الصورة.
فيه أخطار طبعاً تتعرض لها مصر سواء من الإرهاب أو العنف بشكل عام، أو الجريمة الجنائية، لكن فى جزء يجب أن نعترف أن هناك صراعاً قائماً فى المجتمع مع معارضة موجودة، وهذه المعارضة تستخدم أدوات بعضها داخلى فى شكل تنظيمات حقوقية وخارجى من خلال دعايات.
■ كل المعارضة؟
- لا.
أنا أتحدث عن نوع معين من المعارضة، خصوصاً المعارضة المرتبطة بالشباب ومعظمهم تولدوا مع 25 يناير، وكثير منهم يعتمد فى معارضته على الجمعيات الحقوقية، التى تتواصل مع الخارج، بوجهة نظر قائمة على وجود اضطهاد واختفاء قسرى.
■ هل هذا يعنى أنه لا يوجد اختفاء قسرى أو اضطهاد؟
- فى مصر، بعض الأشياء يجب ألا تحدث، مثل سجن صحفيين، وكل الأمور التى يثيرها المجلس القومى لحقوق الإنسان، وأعتقد أنهم تحققوا منها، وبدأت المراجعة لها مؤخراً، بعد اجتماع الأستاذ محمد فايق مع الرئيس ووزير الداخلية.
بعض الملفات ينبغى أن تُفحص، منها قانون التظاهر، الذى يحتاج مراجعة من مجلس النواب الجديد، لأنه محور خلاف، لكن أيضاً لا أريد أن أضع ذلك كشىء أساسى فى الوقت الذى تدخل فيه البلد فى مواجهة مع الإرهاب.
السنة الماضية استشهد 136 شهيداً من الشرطة، بمعنى أصح يجب أن يكون هناك توازن لحرية المواطنين وتحرير بعض المناطق الموجود بها الإرهاب بشكل كثيف مثل سيناء.
■ كيف ترى تشكيلة مجلس النواب الحالية.. والحديث أن غالبية الأعضاء جاءوا بالمال السياسى؟
- هناك مبالغة، بالتحديد من الإعلام، فى قضية المال السياسى.
الإعلام يرى أن شعب مصر بأكمله جائع، وأن المرشحين أعطوهم مالاً مقابل انتخابهم، وهذا تعميم خاطئ، لأن الشعب المصرى ليس بأكمله جائع، والمال السياسى يأتى فى الأماكن الفقيرة التى تنتخب، والفقراء نسبة المصوتين منهم ليست كبيرة، ثانياً مصر بها حضر وريف، وكل منهم له نوازعه لإمكانية قبول المال السياسى أو رفضه، ولدينا حالات واضحة جداً حاول فيها المال السياسى النجاح لكنه فشل، مثل أحمد على فى دائرة المرج، فقد كان أمامه عائلات كبيرة جداً، وزعت أموالاً لكنها لم تنجح، وسمير غطاس فى مدينة نصر.
لا أقول إنه لا يوجد مال سياسى، لكن كل انتخابات العالم بها مال سياسى، حتى إن بعض المرشحين، فى الدول الديمقراطية، يحصلون على أموال لاستخدامها فى الدعاية.
وأنا رأيى أن الحديث عن المال السياسى فى مصر، بهذه الصورة، لم يؤثر كنتيجة عامة فى الانتخابات أو بالصورة المنقولة.
■ البعض يقول إن مجلس النواب الحالى لن يستمر طويلاً؟
- لماذا التخمين؟!. أى برلمان قابل للحل، لو توجد ظروف قانونية معينة، وقابل للاستمرار لأن ذلك المفروض. أنا أرى أن لدينا تجربة جديدة، لأول مرة يكون لدينا نظام انتخابى بهذه الصورة (4 أخماس وخمس)، والقوائم بها محاصصة، وأعطت الأقليات فرصة للظهور، ولدينا الشباب رغم ما قيل عن أنه لم يذهب للانتخابات، على الرغم من أن 40% من أصل 28% من المصوتين من الشباب.
وحصل الشباب، الذين لم يتجاوزوا 40% على حوالى 8% من مقاعد مجلس النواب. والوضع ليس بالسوء الذى يتصوره الناس.
■ كيف تابعت بعض شهادات المتحدثين عن تدخل أجهزة الأمن فى تشكيل التحالفات وتأثير ذلك على نتيجة الانتخابات؟
- سمعت عن هذه الشهادات، ولا أتصور أن الأمن كتقليد موجود فى مصر لسنوات طويلة، ويتدخل فى الانتخابات، أنه سينتهى فى دورة انتخابية واحدة. وأتصور أن تأثيره فى نجاح قائمة «حب مصر»، نحو 20%، والمتبقى (80%) لم يكن فيه تدخل.
ولا بد من اعتراض الناس على هذا التدخل، وللأسف الأمن ليس معداً سياسياً لكى يكون تدخله مفيداً للبلد.
ولا أستبعد هذه الشهادات حول تدخل الأمن فى الانتخابات، لأن ذلك سيكون مخالفاً لطبائع الأشياء، إنما الأمر الآخر أن التدخل تم فى شريحة معينة من المجلس، وأنا لا أتصور أن الأعضاء الحزبيين، الموجودين فى القوائم، كانوا طيعين لحديث الأمن.
من هنا يمكن أن نحسب النسبة الحقيقية لدور الأمن فى الانتخابات.
والمجلس الحالى، أفضل من برلمانات سابقة، كان الأمن متدخلاً فى اختيار كل اسم فيه.
■ هل ترى أن هناك صراعاً بين أجهزة الدولة؟
- كلمة صراع كلمة كبيرة. الشىء الطبيعى أن بين كل أجهزة الدول يوجد توتر؛ هناك من يريد الأمن وهناك من يريد فتح الحدود من أجل التصدير.
لا توجد استراتيجية متكاملة فى مصر لتحديد الأولويات وطريق المسئول إليها وتكاليفها ومصادرها.. و هناك حالة من التوتر بين أجهزة الدولة بسبب تداخل بعض المهام.. ولابد من التقليل منها
رجال الاقتصاد يفضلون دائماً أن تكون المعايير الأمنية ضعيفة، على عكس رجال الأمن.
■ لا أقصد ذلك.. أقصد هل يوجد صراع بين الأجهزة الأمنية؟
- فى كل العالم، وكان فيه صراع دائم بين «الإف بى آى» و«السى آى إيه»، وهذا الصراع جعلهما يخفيان معلومات، تسببت فى أحداث 11 سبتمبر.
يوجد شىء اسمه المساحة أو السلطة، وكل طرف خائف من تسرب المعلومات التى لديه للطرف الآخر.
■ يعنى حضرتك ترى أن هناك توتراً بين أجهزة الأمن فى مصر؟
- آه طبعاً، وبقول إنه شىء طبيعى أنه يكون موجود، لأن كل جهاز له مهمة، وتداخل أيضاً، بمعنى أن الأمن الوطنى مثلاً مهمته الأمن الداخلى، والمخابرات الأمن الخارجى، فماذا لو واحد من الخارج موجود فى الداخل، هنا يحدث تداخل بين سلطات الأجهزة الأمنية.
■ يعنى ذلك أن هذا التوتر طبيعى؟
- طبيعى، لكن الطبيعى أيضاً أن نقلله لأقصى حد ممكن.
وكل دول العالم تشتكى من هذا وكل دول العالم بتحاول التقليل من ذلك.
■ الرئيس قال فى واحد من خطاباته: «لو عاوزنى أمشى همشى».. كيف تفسر هذه الجملة؟
- تفسيرى أن الرئيس بشر مثله مثل كل الناس، والبشر أحياناً يشعر بالإحباط، والسلطة بالغة الصعوبة. الرئيس ممكن جداً، جاء بأحلام كبيرة جداً، مثل أنه حينما يبدأ فى حشد المواطنين نحو التنمية سيحتشد الناس، لكن حينما بدأ يواجه أن ذلك ليس حقيقياً، وأن هناك ناساً متقاعسة وأخرى تسرق، وأن الصورة التى رسمها لمصر والمصريين، ليست حقيقية، ومصاحبة ذلك بالانتقادات، ينتج عنه إحباط، وأعتقد أن ذلك إحباط مؤقت.
والرئيس ربما يريد إيصال رسالة بأنه لا يتشبث بالمنصب، ويريد انتزاع فكرة التمسك بالسلطة من عقول المصريين. الرئيس، اختصاراً، أراد أن يقول للمصريين: «إما أن تشيلوا معايا، وإما إنكم تشوفوا لكم واحد تانى».
■ كيف ترى الحديث عن نطرية المؤامرة التى تتعرض لها مصر؟
- (ساخراً): الجهلاء فقط هم من يتحدثون عن المؤامرة. هذا الكلام فارغ، لأنه لو توجد مؤامرة، فلن نعرفها، وإلا لا تكون مؤامرة، وليس صحيحاً أنها مرتبطة ب25 يناير، وهذا الأمر متولد من الفكر العربى السقيم، الذى ربما تولد مع عام 1952.
الفكرة قديمة ومتكررة وسخيفة، ومحاولة للهروب من مسئولية إدارة شئون البلاد وعلاقاتها الخارجية بعقلانية. وحينما تكون عاجزاً تلقى بالمسئولية على المجهول، وهذا المجهول تحقق فيه الأجهزة. وأنا لا أؤمن بفكر المؤامرة، وإذا كان هناك مؤامرة، فهو هذا الفكر، لأنه يتسبب فى شلل للعقل المصرى والعربى.
■ ما مدى تأثير تكرار نظرية المؤامرة فى الإعلام على المواطنين؟
- هو جزء من التخلف، لماذا نتصور التخلف فقط فى عدم الكفاءة؟. جزء من التخلف هو التفكير بطريقة خاطئة وبها تغييب. وساعد أيضاً فى نظرية المؤامرة وجود مناخ من «المناخوليا» فى «فيس بوك».
المناخوليا بمعناها السيكولوجى، بمعنى أن تحكى حكايات داخل «فيس بوك» غريبة. والمؤامرة أحياناً تكون مثل الحبكة السينمائية، للحصول على أكبر عدد من المشاهدات.
«وبعدين فى جزء من المؤامرة بيقول إن مصر مستهدفة. مستهدفة ليه؟.. اللى عاوز يستهدف يستهدف اليابان مثلاً.. بلد غنية.. لكن يستهدف بلد قائمة على المعونات وتحويلات العاملين فى الخارج ليه؟».
هذه إحدى وسائل الهروب، والغرب يتعامل مع الحديث عن المؤامرة فى مصر كنوع من التخلف، ومصر بها فكر غيبى ومتخلف.
■ ما الصورة التى يجب أن تكون عليها علاقاتنا مع قطر وتركيا؟
- مصر، كخط عام، يجب أن تفتح دائماً خطوط اتصال مع كل الدول فى العالم. لا بد أن يكون لدينا علاقات جيدة مع كل دول العالم، مع تفهّم وجود تناقضات. بمعنى أن تركيا لديها الإخوان وكذلك قطر والجزيرة، لكن مع ذلك يجب أن نفكر فى تقليل العداوة ونهبط من سخونة العداء بين الدولتين، لأن أى عداء له تكلفة، ثم إنهم حلفاء لحلفائنا فى السعودية ودول الخليج.
وإذا كانت إسرائيل نجحت فى تطويع تركيا فأرى أنه من الممكن، فى ظل وجود مصالح لتركيا فى مصر، ولو استطعنا عزل المصالح الاقتصادية، فهذا نجاح، وقطر نفس الصورة. بقدر الإمكان يجب تقليل عدد الأعداء وزيادة عدد الحلفاء، وتقليل حدة العداء.
عدونا الحقيقى الإرهاب والقاعدة والإخوان، ولا بد من محاولة اقتلاعهم فى كل قاعدة حاولوا أن يتمترسوا فيها مثل قطر وتركيا.
■ كيف يفكر العقلان السلفى والإخوانى؟
- الإخوان ما زالوا فى دائرة الغضب، والتفكير فى كيفية الانتقام من الدولة، رغم فشلهم المتكرر.
لدينا تجربة برلمانية جديدة.. والوضع ليس بالسوء الذى يتصوره الناس.. وأى برلمان قابل للحل فى ظروف قانونية معينة
والسلفيون منقسمون، حزب النور مثلاً يتماشى مع الوضع الحالى فى مصر، ومن أجل ذلك قدم تنازلات تضرب فى صميم العقل السلفى.
أولاً الدخول فى الانتخابات وهى ليست أصيلة فى فكرهم، وأيد «30 يونيو»، على عكس قواعده، وكذلك دفع بأقباط ونساء فى الانتخابات، على عكس أفكارهم.
معنى ذلك أنه تحدُث للعقلية السلفية نعومة أو براجماتية. وفى رأيى هناك طريقتان للتعامل مع السلفيين: الأولى إقصاؤهم، وهذا خطأ لأنه يخلق منهم أعداء، والطريقة الثانية التأثير فى أفكارهم وسلوكياتهم عن طريق المفكرين.
وأيضاً فى السلوك، يعنى أنا لا أفهم لماذا فى كل دور من كل مبنى حكومى، يؤدى الناس الصلوات، على الرغم من وجود مساجد بها.
هذه الأشياء، تؤخذ بصورة سياسية وليست دينية، ولا بد من رفض هذه السلوكيات، ورفض دخول المنتقبات للمولات، لأن النقاب خطر ثقافى إلى جانب أنه خطر أمنى.
وما فعله الدكتور جابر نصار، فى جامعة القاهرة، ينبغى أن يعمم على جميع الجامعات والمدارس، وأنا فوجئت أن فى بعض المدارس، منتقبات يدرسون للأطفال.
أنا ضد ذلك، مصر لم تكن كذلك، حتى السبعينات، والإخوان والسلفيون أحدثوا تغييراً فى ثقافة المجتمع للسيطرة والنفوذ.
■ ماذا عن مستقبل الإخوان والسلفيين؟
- سيظلون معنا، لكن القضية بأى حجم وأى نفوذ وأى تأثير.
فى أمريكا، مثلاً، يوجد من يتمسكون بمسيحية القرون الوسطى، إنما أقلية وعلى الهامش.
■ كيف ترى فكرة المصالحة مع الإخوان؟
- المصالحة من ناحية الدولة الحديثة المدنية، بمعنى أنهم لا بد أن يطلبوا المصالحة، بمعنى أن يخرج قياداتها من السجن ويمارسوا حياتهم بشكل طبيعى وفقاً لمبادئ المواطنة والديمقراطية وغيره، دون أن يعودوا لما كانوا يفعلونه قبل ذلك فى المؤسسات العامة والخاصة، فهذا مرفوض.
الإعلام يبالغ فى قضية المال السياسى لأنه يرى أن الشعب بكامله «جائع».. ولا يمكن إنهاء التدخل الأمنى فى الانتخابات فى مرة واحدة
وعلى السلفيين أن يقبلوا بإنهاء ما فرضوه على المجتمع خلال الفترة الماضية.
وأؤكد على ضرورة تجديد السلوك الدينى وليس الخطاب الدينى.
■ كيف تصف الإخوان والسلفيين؟
- الإخوان والسلفيين ومن شابههم، خوارج.
■ كيف تابعت قضية سجن إسلام بحيرى؟
- بجانبين: الأول حرية تعبير، وإبداع ورأى، والثانى أن الأمر قضائى، لكن أنا أيضاً ألوم استخدام مصطلحات معينة والزهو بما لدى الشخص من الفكر، والسجن ل«إسلام» عار على المجتمع، لأنه اجتهد، ولم يحمل سلاحاً.
الحديث عن الأصولية العِلمانية فى مصر تتجاوز الواقع المصرى، الذى لديه حساسية من كلمات معينة.
وإسلام من ضمن الليبراليين الذين اجتهدوا، لكنى لست مؤهلاً للحكم على صحة ما يطرحه، لكن أدعوهم لانتقاء الكلمات للوصول للهدف.
■ هل الأزهر فى حاجة لتطوير؟
- طبعاً، يحتاج للكثير من التطوير.
ولا بد من التواصل مع المجددين من المفكرين. أنا فى رأيى أن الفكر الإسلامى فى أوروبا، متقدم على الفكر الإسلامى العربى، لأنه مستوعب الفكر التكنولوجى المتطور.
على سبيل المثال، المسلمون المجددون فى أمريكا، عملوا مصحف مقسوم نصفين، الأول الآيات، والنصف الثانى، عن مواضع نزول الآيات ولماذا نزلت لتفسير أسباب نزولها ومواضعها.
■ كيف ترى الأداء الإعلامى فى مصر؟
- الأداء الإعلامى فى مصر، مثله مثل أى أداء فى الدولة. ما زلنا دولة نامية أو متخلفة، فالأداء الإعلامى فى نفس المستوى، لكن هناك بعض الأشياء الجيدة وبعض المهنيين، لكن فى جزء كبير جداً مهنيته ناقصة وغير ناضجة.
■ لماذا أصبحت أكثر البرامج مشاهدة فى مصر برامج الإثارة؟
- أعلى نسب المشاهدة فى مصر، نسب التسلية، لكن السياسة برامج الإثارة فيها هى الأعلى مشاهدة، لأن الناس تريد الإثارة.
برامج التوك شو فى مصر أشبه بأفلام الأكشن، من خلال الصراعات والاشتباكات بين الضيوف.
النظام الإعلامى المصرى أشبه بالنظام الاقتصادى وغيره.
■ كيف ترى أزمة سد النهضة؟
- أشعر بالقلق إزاء هذا الملف، والسبب غياب المعلومات. ولا بد لأى دولة أن يكون لديها قدرة على حماية مصالحها الحيوية، وأن يعرف الطرف الذى يريد الإضرار بنا أنه سيدفع الثمن.
■ ماذا تعنى بأن من يريد الإضرار بنا يجب أن يعرف أنه سيدفع الثمن؟
- لن أزيد على ذلك.
■ هل نجحنا فى تحقيق توازن فى علاقاتنا الخارجية.. بمعنى أن علاقتنا جيدة بروسيا والنظام السورى ومع ذلك لدينا علاقة جيدة مع السعودية وأمريكا؟
- أعتقد أننا ناجحون إلى حد كبير، فى ظل الظروف التى نعيشها سياسياً واقتصادياً، لكن الخلافات فى بعض الأحيان تكتيكية، والأهم فى السياسة الاستراتيجية، لكن الخلاف على بقاء بشار من عدمه تكتيكى، والكل يعرف أنه سيترك منصبه فى النهاية، لكن الخلاف أن ناحية تريد إخراجه بشكل مهين وناحية أخرى تريد أن تخرجه بصورة عادية.
■ هل ترى أن التحالف الإسلامى سينجح؟
- التحالف له معنى، وأهدافه لا بد أن تكون واضحة، بالتحديد لو كان تحالفاً سياسياً عسكرياً، وكل هذه الأشياء غير معلومة حتى الآن عن هذا التحالف.
■ هل أمريكا جادة فى محاربة الإرهاب؟
- طبعاً جادة جداً.
■ لماذا انسحبت بعض الدول من التحالف الدولى الذى شكلته أمريكا لمحاربة داعش؟
- لأنها اكتشفت أن تكلفته عالية.
النقاب خطر ثقافى.. و«داعش» سيتعرض للهزيمة فى 2016.. لكن الحالة الداعشية ستظل معنا.. و الأزهر يحتاج إلى تطوير.. والفكر الإسلامى فى أوروبا متقدم على الفكر العربى
■ هل يوجد حالة من الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا؟
- نعم، لكن ليس بنفس الدرجة التى كانت فى السابق، لكن الحرب الباردة السابقة لم تكن تتحمل تعاوناً روسياً أمريكياً فى موضوع سوريا، لكن الحرب الحالية تسمح بوجود نطاق للتعاون مع محاولة تجنب مناطق الصراع.
■ كيف ترى العلاقة المتوترة بين دول مجلس التعاون الخليجى وإيران؟
- يمكن أن تنتهى إلى صدام غير مطلوب، بمعنى أن دولاً قد تدخل حروباً، أحياناً، نتيجة لآليات صراع غير مطلوب وثمنه عالٍ، خاصة فى منطقة مشتعلة بالصراع، وهناك تعميق كبير لموضوع السنة والشيعة، وفى مثل هذه الصراعات الكل خاسر.
■ السفارة السعودية أصدرت بياناً قالت فيه إن إعدام ال47 شخصاً الذين تم إعدامهم قبل أيام تم وفقاً للشريعة الإسلامية.. ما رأيك؟
- جزء من عملية الكلام على إيران أن تقبل الثقافة التى تعيش عليها أى بلد، حتى يغيرها شعبها.
وحديث السعودية عن أن الإعدام تم وفقاً للشريعة الإسلامية، لأن هذا هو نظامها القضائى. وأنا متفق مع السعودية، فى الصورة التى تحمى بها أمنها من الإرهاب، لكن كنت أنصح بألّا يتم الإعدام فى يوم واحد، وكان يجب إخبار العالم بشكل تحضيرى عن جرائم نمر النمر وغيره.
لكن على الرغم من تأييدى لأى طريقة تحمى بها نفسها، فإنه لا بد من التسويق السياسى.
■ هل الاقتصاد الأمريكى قادر على مجاراة الاقتصاد الصينى؟
- نعم، وسيتفوق عليه بفعل التكنولوجيا المتقدمة لأمريكا.
■ مستقبل «داعش».. هل سينتهى التنظيم؟
- التنظيم سينتهى و2016 ستشهد هزيمة داعش فى سوريا والعراق، إنما الحالة الداعشية ستستمر معنا.
■ وماذا تقول لحسنى مبارك؟
- مبارك رجل وطنى، عمل فى حدود النظام الذى تربى فيه، وهو نظام 23 يوليو، لكن كانت استجابته ضعيفة للإصلاح.
■ ولمحمد مرسى؟
- سيذكره التاريخ بأنه أكثر شخص دفع ثمن جماعة سرية، كان فيها مجرد نفر، نفذ مهمة، بينما المجرمون الحقيقيون لم يكونوا ظاهرين فى الصورة.
■ ولنجيب ساويرس؟
- مستثمر مصرى جيد، لكن أقول له أنه لا يعرف كل شىء، وإن السياسة علم إما أن يتعلمه أو يتركه للذين يعرفونه، لأنه يتكلم فى السياسة دون أن يتعلمها.
■ وما توصيفك لكل من:
رجب طيب أردوغان؟
- يتجاوز بتصرفاته القوة الحقيقية لتركيا وبالتالى يمكن أن يأخذها لمآزق غير محمودة، ولديه حلم عثمانى جديد، لن يستطيع تحقيقه، لأنه لا يمكن الجمع بين حلم عثمانى وتطور أوروبى.
■ دونالد ترامب:
- المهرج.
■ بوتين:
أنقذ روسيا من الانهيار، لكنه يتبع كل السياسات الخاطئة للاتحاد السوفيتى.


عبدالمنعم سعيد خلال حواره مع «الوطن»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.