اخبار مصر كشف الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور بالتزكية عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية العام، عن وجود خلافات مع جماعة الإخوان المسلمين، فى بعض الرؤى السياسية وقيادة الدولة، وقال: «إن الإخوان أحياناً ما تلجأ للتيار السلفى عندما تجد نفسها فى مأزق أو أزمة». واتهم، فى حوار ل«الوطن»، جماعة الإخوان بأنها تحاول السيطرة على كل المناصب التنفيذية، مما يثير حفيظة القوى السياسية، وأكد أن حزب النور سيخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة منفصلة عن الإخوان، وأشار إلى أن أى تنسيق انتخابى سيكون مع أحزاب ذات مرجعية إسلامية فقط، وأن القوائم المنفصلة ستزيد حصة تيار الإسلام السياسى بالبرلمان. * كيف ترى اختيارك رئيساً لحزب النور بالتزكية؟ - هذا تكليف وليس تشريفا، ونحن لا نسعى للمناصب، ودخلنا هذا المجال من أجل الإصلاح وابتغاء مرضاة الله، ونقف جميعاً دائماً وراء من يرفع اللواء، وأسعى لعودة روح الود والحب والتعاون داخل الحزب. * ما رؤيتك للمشهد السياسى الحالى؟ - دائما بعد الثورات يكون هناك حالة من الارتباك فى المشهد السياسى، وقد تتولد حالة من الخوف ربما تصل إلى التخوين بين مختلف القوى السياسية، لذا سنعمل بإذن الله على مد جسور الثقة والتفاهم بين مختلف القوى، مما يؤدى إلى رأب الصدع والتقريب بين وجهات النظر، وأدعو القوى الوطنية للحوار والاتفاق بدلا من الصراع من أجل صالح الوطن.نطالب «مرسى» بمشاركة حقيقية من أجل الصالح العام.. وهو وجماعته يتحملان مسئولية حكومة «قنديل» * هل سيتغير منهج «النور» بعد توليكم الرئاسة؟ - لا؛ فنحن نسير على منهج لا يتغير، وهدفنا واضح ونسعى إليه ولا يتغير بالأحداث، فنعمل بروح الفريق الواحد، والأمر لا يختلف أيا كان رئيس الحزب، لكن الذى سيتغير هو الأسلوب والحركة. * كيف ستديرون الحزب خلال الفترة القادمة؟ - نسعى لإدارة البلاد وليس حكمها، لأن هناك اختلافا كبيرا بين الإدارة والحكم، فالأولى تعنى عدم الانفراد بالحكم ووضع الكفاءات فى أماكنها، ونقدم جميع الخبرات بعيداً عن التوجه الحزبى، وأؤكد أنه لن يستطيع أى فصيل سياسى أن يتولى المهمة وحده، خصوصاً فى تلك الفترة الصعبة، ولا بد من وجود مشاركة حقيقية وليست صورية. * ما أهم القرارات التى ستتخذها فى بداية رئاستك للحزب؟ - قرارات الحزب تؤخذ بطريقة جماعية وليست فردية، وأى إجراء سيتخذ من خلال الهيئة العليا للحزب، ونسعى لإعلاء المشورة الحقيقية، وعدم الانفراد بالقرارات، لكن بصفة عامة سنسعى لاستكمال مؤسسات الحزب، وتفعيل لجانه النوعية للاستفادة بالخبرات والشباب، والعمل على توطيد الصلة بين القاعدة والقمة والارتقاء بمستوى أفراد الحزب فى المجالات العامة. * ما تقييمك لأداء تيار الإسلام السياسى حالياً؟ - يصعب الحكم على أداء فصيل سياسى خلال عدة شهور، ولا بد من إعطاء فرصة للتقييم، وأعترف بوجود إيجابيات وسلبيات خلال الفترة الماضية، فحزب النور كمثال هناك العديد من الإيجابيات مثل عمله على تغيير صورة السلفى وكسب ثقة الجميع، مما أدى لوجود انطباع بأننا أكثر الناس مناقشة ومرونة وليس عندنا فكرة الاستحواذ والاستقطاب فنحن نتعاون مع الجميع، ولا بد من وجود شراكة حقيقية. وأيضاً هناك سلبيات، فلا يوجد إنسان معصوم من الخطأ، ومنها اختيار بعض المرشحين الذين لم يكونوا على قدر كافٍ من الاقتناع بفكر الحزب ومنهجه أو من قليلى الكفاءات، نظراً لضيق الوقت فى اختيار القوائم الانتخابية الأولى، لكننا سنتفادى ذلك خلال المرحلة المقبلة. * ماذا عن رؤيتكم للعلاقات الخارجية خصوصاً مع الاتحاد الأوروبى وأمريكا؟ - هناك قوى كثيرة لها تدخلات فيما يحدث فى مصر، خصوصاً المخابرات الأمريكية والأوروبية، والرئيس السابق حسنى مبارك فتح لهم الدولة على مصراعيها يعبثون كما يشاؤون، والدليل على ذلك أن رئيس الموساد الإسرائيلى السابق قال عند حفل تسليم السلطة لمن بعده: «مصر من أكثر الدول التى عملنا فيها خلال ال30 سنة الماضية، ونجحنا فى اختراق الأمن والاقتصاد والإعلام، وقال لقيادات الأمن الإسرائيلى: لا تخشوا على مصر بعد مبارك لأن الشعب المصرى لا يستطيع أن يلتئم على نفسه»، كذلك هناك بعض الدول حريصة على أن تظل مصر فى انكسار دائم وعدم الاستقرار، وابحث عن المستفيد، ونحن نعلم أن أمريكا والاتحاد الأوروبى لديهم حرص كبير على أمن إسرائيل، لكن عندما تتماسك مصر وتصبح مستقرة سيكون هناك تهديد لأمن إسرائيل بلا شك. * كيف ترى شكل العلاقة بينكم وبين جماعة الإخوان المسلمين؟ - العلاقة على المستوى الإنسانى جيدة، لكن سياسياً هناك خلافات بيننا فى بعض الرؤى، وفى معالجة المشاكل وقيادة الدولة خلال المرحلة السابقة، وللأسف فإن جماعة الإخوان تلجأ للتيار السلفى أحياناً عندما تجد نفسها فى مأزق أو أزمة.نرفض استئثار الجماعة بالمناصب.. والتحالف الانتخابى معهم مستبعد جداً لأننا نسعى لتشكيل الحكومة * ما أهم مآخذكم على الإخوان؟ - عدم وجود مشاركة فاعلة مع القوى السياسية، والإفراط فى كثير من القرارات، فنحن نفاجأ بقرارات كثيرة لم نشارك فيها ولم نعلم خلفياتها والدافع لها، الأمر الذى يؤدى لإرباك المشهد السياسى، كذلك محاولة الإخوان السيطرة على المناصب التنفيذية، مما يثير حفيظة الآخرين، ولذلك فإننا نرفض استئثار الإخوان بالمناصب. * هل الإخوان أحد أسباب انشقاقات حزب النور؟ - لا؛ فلا يوجد دليل على ذلك، والدين علمنا عدم التحدث دون دليل، وما حدث فى المرحلة السابقة لم يؤثر فى الحزب فقواعده ثابتة. * ما رأيك فى حزب الوطن؟ - لم يكتمل بعد وعندما نرى برنامجه وتوجهه سنحكم عليه بعد ذلك، وعلاقتى بالدكتور عماد عبدالغفور جيدة، وحضر حفل زواج ولدى مؤخراً. * هل ستقفون ضد ديكتاتورية الإخوان؟ - هذا أمر طبيعى فسنقف ضد أى اتجاه يخون الثورة ويعيد الديكتاتورية مرة أخرى. * ماذا عن حكومة الدكتور هشام قنديل؟ - تشكيلها منذ بدايتها غير متجانس وليس لها رؤية واضحة، ومحكوم عليها بالفشل، وتوقعنا ألا تفعل أى شىء، ولعل عدم وجودنا فيها مصلحة لأنها حكومة تسيير أعمال ومن يتحمل مسئوليتها الرئيس محمد مرسى وحزب الحرية والعدالة، وإن حصلنا على الأغلبية البرلمانية سنشكل الحكومة القادمة، ولدينا كفاءات كثيرة من أساتذة جامعات وتخصصات كثيرة من أهل الخبرة. * ما تقييمك لأداء الرئيس مرسى؟ - من الظلم الحكم على رئيس مكث فى الحكم عدة شهور، خصوصاً أنه جاء فى ظروف صعبة، فمفاصل الدولة بيد النظام السابق، وهناك انفلات أمنى ومؤامرات ضده باستمرار ولم يتركوا له الفرصة لالتقاط أنفاسه، ومما لا شك فيه أنه له قرارات إيجابية منها إنهاء حكم العسكر وإخراج الدستور، وتحسين العلاقات مع العالم الإسلامى ودول حوض النيل وموقفه من غزة، لكننا لا ننكر وجود أخطاء أهمها عدم وجود مشاركة سياسية حقيقية فى اتخاذ القرار وإدارة البلاد، فنحن نفاجأ بقرارات ليس هناك مبرر لها، ونرجو منه المشاركة الحقيقية. * ماذا عن قانون تنظيم المظاهرات؟ - ليس هناك قانون سيجمع عليه الجميع، لكن لا بد من تنظيم المظاهرات، فهناك أماكن سيادية حساسة، ففى أمريكا اعتدى أحد الضباط على متظاهر، وعندما سألوه عن السبب قال: «هو من حقه التظاهر على الرصيف وسأحميه، لكن عندما ينزل للشارع ويعطل المرور فلا كرامة له عندى». * كيف سيكون شكل العلاقة بين الدعوة السلفية وحزب النور؟ - الدعوة السلفية هى المرجعية الشرعية لحزب النور، لكن الحزب منفصل إدارياً عنها. * ماذا تقول لقواعد الحزب؟ - الآمال معقودة عليكم، والشعب ينتظر منكم الكثير، والقوى السياسية تنظر إليكم، فعليكم تحمل المسئولية والأمانة لأن الفترة الحالية صعبة على الدولة، وعليكم أن تواصلوا الليل بالنهار من أجل مصر لأنها تحتاج إليكم، وأن تستعيدوا حقوق الشعب الذى أهدرت كرامته خلال الفترة الماضية. * ماذا تقول للأقباط؟ - أقول لأقباط مصر إن الإسلام يكفل لكم ممارسة شعائركم بمنتهى الحرية، وأن تتحاكموا إلى شريعتكم فى أموركم.«جبهة الإنقاذ» تأسست لتعادى المشروع الإسلامى ومصيرها التفتت.. وأمريكا وأوروبا يقفون ضد استقرار مصر لصالح أمن إسرائيل * متى ستتجهون لتطبيق الشريعة الإسلامية؟ - كلنا نطبق الشريعة، وكلنا نتزوج على شرع الله ونبيع ونشترى وفقاً للشرع والتعاملات كذلك، لكننا نريد أن تكون الشريعة مرجعية للنظام الأخلاقى والتعليم والاقتصاد والإعلام، لأنها تحقق العدل بين البشر وتقلل الفوارق بين الناس، وأضرب مثالا على ذلك بقوانين منظمات حقوق الإنسان التى يتباهون بها، فقد أعطاها الإسلام للحيوان من أكثر من 1400 عام، فالرسول (صلى الله عليه وسلم) قال فى حديثه إن امرأة دخلت النار لحبسها هرة، وامرأة من بنى إسرائيل دخلت الجنة لأنها سقت كلباً، وسيدنا عمر بن الخطاب، الخليفة الثانى للمسلمين، كان يقول «أخشى أن يحاسبنى الله على دابة تعثرت فى العراق لمَ لا أمهد لها الطريق، فالإسلام يحقق كرامة الإنسان والعيش بحياة كريمة ولا سلطان على الإنسان إلا الله. * متى ستطبق حدود الله؟ - أقول قول الله تعالى «ويسألون متى هو قل عسى أن يكون قريباً». * هل تسعون للأغلبية البرلمانية؟ - هذا أمر طبيعى، فأى حزب يسعى ليكون الأغلبية وتشكيل الحكومة القادمة. * ما أولوياتكم خلال المرحلة المقبلة؟ - استعدادات الانتخابات، وذلك بإنشاء مجمعات انتخابية وتصفية الشخصيات الانتخابية من القاعدة حتى القمة عن طريق مجمع انتخابى داخل كل مركز، ثم مجمع انتخابى بالمحافظات، ثم مجمع انتخابى على مستوى الجمهورية، وبعدها تقره الهيئة العليا، ونستهدف 200 مقعد فى البرلمان. * ما موقفكم من التحالفات الانتخابية؟ - مسألة التحالفات سابقة لأوانها، لأن كل يوم يحدث تغيير فى المشهد السياسى ومعطياته لم تكتمل بعد، فتحالفات تظهر وأخرى تنهار، ونحن ننتظر لاكتمال الصورة، لكن الفكرة غير مرفوضة خصوصاً التنسيق مع الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية. * التنسيق أم التحالف.. أيهما تفضل؟ - هناك بعض التيارات سيكون هناك تحالف معها والبعض الآخر تنسيق، لكن شرط أن يكون الحزب ذا مرجعية إسلامية. * ماذا عن التحالف مع الإخوان؟ - هو أمر مستبعد جداً وغير وارد، لأن «الحرية والعدالة» و«النور» حزبان كبيران، ودخولنا فى قائمة موحدة خسارة لنا ولهم، لأن كل حزب يسعى للحصول على أكبر قدر من المقاعد، والتحالف يقلل فرصة النور فى الحصول على الأغلبية وتشكيل الحكومة. * ماذا عن رؤيتكم للمرأة.. وهل ستكون على قوائمكم الانتخابية؟ - المرأة لها دور كبير فى الحزب وسيكون لها دور أكبر لكن فى إطار الشريعة، فليس هناك تشريع أو نظام أعطى المرأة حقها مثل الإسلام، لكننا نعترض على مزاحمة المرأة للرجل، ووجهة نظرنا فى تكريم المرأة تختلف عن الأحزاب الأخرى، ولا يشترط أن تكون موجودة، كذلك لا يوجد عندنا صراع بين المرأة والرجل لأنها مستوردة من الغرب عن طريق منظمات المجتمع المدنى، ونحن نحرص على حقها أكثر من الجميع، وهو واجب شرعى على المسلمين رعاية نسائهم، فلا يوجد فى الإسلام امرأة دون أن يكون هناك رجل يكفلها إما زوجها أو ابنها أو أبوها، والإسلام أعطاها رعاية خاصة. * هل لديكم استعداد لوضع المرأة فى النصف الأعلى فى القائمة الانتخابية؟ - لا يوجد خطوات على الأرض، وكلها أمانى موجودة فى أذهان البعض لكنها لم تطبق واقعياً. * ما رأيك فى جبهة الإنقاذ الوطنى؟ - مصيرها التفتت، وهو ما توقعناه منذ نشأتها فليس هناك أيديولوجية واحدة تجمعهم، والشىء الوحيد الذى اجتمعوا عليه معاداة المشروع الإسلامى، وعندما تتصادم المصالح يفترقون، وهذا ما حدث، فما الذى يجمع الناصرى مع الاشتراكى مع الوفدى مع الليبرالى؟! * ما تعليقك على سياسات الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل وحملاته؟ - أرفض التعليق عليها، لكننا ضد العنف بجميع أشكاله.