قدم تيار «الإسلام السياسى» بتنويعاته نموذجاً «ديمقراطياً» مرعباً.. فقط خاطب «المتظاهرون»، الذين هم فى السلطة وليس المعارضة، مرشد الإخوان تارة ورئيس الجمهورية تارة أخرى، بأنهم على استعداد للإمساك بالمعارضين ووضعهم فى شيكارة فور صدور الإشارة!.. يا بديع، تارة، ويا مرسى، تارة أخرى، «إدينا إشارة وإحنا نجيبهم لك فى شيكارة»!! وحتى الآن لم يصدر أى تصريح ممن يفترض فيهما إعطاء الإشارة، تعليقاً على هذا النهج الديمقراطى المشرف.. فالشيكارة فى العمارة.. وجاهزة لتعبئتها بمن تسول له نفسه ويتوهم أنه من حقه أن ينتقد الرئيس وقراراته، حتى لو اعتبر هو أنها محصنة، أمس واليوم وغداً، حسب باب كاتبنا الكبير الراحل إحسان عبدالقدوس، فحاملو «الشكاير» يلوحون بها فى وجه كل من يناقش أى مادة واردة فى دستور يكاد يتطابق مع الإعلان الدستورى الذى أقدم عليه الرئيس وأثار غضب قطاع عريض جداً من المصريين، إذ لا بد أن يتذكر الرئيس وحاملو الشيكارات، أن د. مرسى انتخب بنسبة 51٪ من الأصوات المشاركة، أى حتى ليس كل من لهم حق التصويت. دستور زئبقى.. عبارات فضفاضة، يتوه فيها أساتذة القانون، فكيف بالله بالفقراء لله من عباده الذين لا يقدر أيهم على مجرد قراءة هذه المواد؟ وللأسف فإن ثورة يناير العظيمة قد ارتدت ثوب الحداد الأسود، بل الكالح السواد مثلما هو كالح السواد حصار المحكمة الدستورية العليا لمنع قضاة مصر من إصدار حكمهم على دستورية تشكيل اللجنة التأسيسية، وغيرها من الكيانات التى تشكلت فى الأيام أو الأسابيع الماضية.. وطبعاً لا يخفى على أحد دقة التنظيم والتنسيق ولا يجوز الاستخفاف بعقولنا حتى نصدق أن مليونية «الشرعية والشريعة»، وكأن الدستور قد صدر بتوصية خاصة للبعد عن الشريعة التى لم تكن مطبقة أصلاً فى كافة الدساتير المصرية؟!، والتى حشدوها من كافة أقاليم مصر، وفى مساء نفس اليوم تنتهى اللجنة التأسيسية من الدستور وعشية انعقاد المحكمة الدستورية، يصدر الرئيس مرسى قراره بالدعوة إلى الاستفتاء، وفى ذات المساء يتوجه أنصار الرئيس إلى المحكمة الدستورية لمنع قضاتها من الدخول.. صدق أو لا تصدق، أنت وذمتك، أن كل هذا تم ب«تلقائية كاملة»، وبدون تنسيق! المهم أن الخارجية الأمريكية سربت أنباء تقول: إن الاستفتاء سيتم التصويت عليه بنعم؟! كما أبلغها الحزب الحاكم -كالعادة يعنى- نتيجة الاستفتاء معروفة سلفاً!! ألم يقل الدكتور مرسى إن 90٪ من الشعب يؤيد إعلانه الدستورى؟! ومن يعترض.. مجرد إشارة.. ويجد نفسه داخل الشيكارة.. وفى سلسلة الأيام السوداء.. احتجبت أمس الصحافة المستقلة والحزبية، فساد ظلام بعد احتجاب مصابيح الضوء فى حياتنا، التى سوف يعيد الشعب توهجها بقوة مليون فولت!! بإذن الله!!