قيمتها وقربها من قلب المشاهدين لم يمنعا من المطالبة بتجديدها أو دعمها بأفلام تحمل مزيداً من التوثيق لبطولات الجيش المصرى وتُخلد ذكرى حرب الكرامة. أفلام حرب أكتوبر حفظها عن ظهر قلب معظم المواطنين، وباتت تشغل مساحة ثابتة فى أجندة الإعلام خلال شهر أكتوبر من كل عام، ما أدى لظهور دعوات لإنتاج أفلام حربية جديدة ودعم تلك الصناعة، لجذب جمهور أكبر، خاصة من فئة الشباب التى لا تعلم الكثير عن بطولات أجدادها. من بين أفلام الحرب المعتادة، لأول مرة يتم عرض فيلم «الكتيبة 418»، على قناة «النهار» اليوم، وفقاً لما ذكره أحمد زايد، مؤسس المجموعة «73 مؤرخين»، مؤلف الفيلم، وهو وثائقى يروى ملحمة كتيبة دفاع جوى فى بورسعيد ضد الطيران الإسرائيلى، تمكنت خلال 5 أيام من إسقاط 17 طائرة معادية، وهو من إنتاج المجموعة «73 مؤرخين». «زايد» أكد أن المجموعة تسعى لخلق مجال للسينما الحربية فى مصر، وهى ليست مكلفة على الإطلاق، وفى نفس الوقت تحقق أرباحاً للمنتج: «توعية الأجيال الجديدة بأهمية الحرب وهوية الأبطال تساعد على غرس القدوة والحب للوطن، لكن للأسف نلاحظ عدم اهتمام أصحاب الفضائيات بتلك النوعية من الأفلام، وعزوف المنتجين عنها فى الوقت الذى تمتلئ فيه دور العرض بأفلام تُحرض الأطفال على العنف والجرائم». 750 ألف جنيه هى مديونية فيلم «الكتيبة 418»، وهى قيمة أجور العمال الذين صوَّروا لمدة 21 يوماً فى الصحراء وبعض البلاتوهات، حسب «زايد»، وللأسف لم تستطع المجموعة تغطيتها بالجهود الذاتية، وقاموا بفتح الباب لمساهمات المصريين: «عملنا صفحة على الفيس بوك لدعم الفيلم مادياً، وأكدنا أن من سيقوم بذلك ستتم كتابة اسمه على تتر الفيلم، وذكرنا أن العمل من إنتاج الشعب المصرى». آراء المواطنين لا تقل حماسة عن أهداف المجموعة «73 مؤرخين»، فتقول سارة محسن، طالبة جامعية: «بعرف أن النهارده 6 أكتوبر من حاجتين: الإجازة وأفلام محمود ياسين، وللأمانة أنا بحبها جداً، لكن كتير بحس بالزهق وبتمنى أتفرج على أفلام جديدة»، مشيرة إلى أنها أحياناً تلجأ إلى البرامج التى تعرض لقطات وثائقية لم ترَها من قبل بدلاً من مشاهدة الأفلام المكررة. أما محمد أحمد، موظف بشركة خاصة، فيتساءل: أين مصر من صناعة الأفلام الحربية العالمية؟ مشيراً إلى أن هناك أفلاماً أجنبية تستعرض المعارك الحربية على قدر كبير من الجاذبية، وتحقق أرباحاً طائلة، بينما مصر تكتفى بأفلام حرب أكتوبر التى لا يزيد عددها على أصابع اليد.