تطارده الضوضاء الصاخبة فى الشوارع المحيطة بمسكنه ومدارس أبنائه، ظن أن معاناته ستنتهى مع بداية العام الدراسى، لكنه اكتشف أنه لا تغيير فى الأحوال، وأن الشارع سيظل على حاله، تلاميذ المدارس يملأونه صخباً طوال النهار، وتجار الخردة يملأونه ببضاعته بقية اليوم. فى محيط مدرسة محمد الدرة بالبساتين، لا مكان لقدم، يتعطل الطلبة والمدرسون فى أكوام الخردة الملقاة على جانبى السور، ظن الأهالى أن عودة الدراسة ستعفيهم من كارثة الخردة، التى يرعاها أصحاب الورش: «الحى مش قادر ياخد قرار، وعمال النظافة بيجوا ينظفوا من فوق الوش، والخردة زى ما هى». نائب المحافظ: «رفعنا عدادات الكهرباء للورش المخالفة» تضرر «حسن سيد حجازى» يعادل الضعف، لأنه أحد السكان الملاصقين للمدرسة، وأيضاً لأنه أحد أولياء الأمور بالمدرسة نفسها ومدارس أخرى مجاورة، فتكاتف معه السكان وأولياء الأمور لتحرير شكاوى كانت آخرها فى سبتمبر الماضى، لكن بقى الوضع على ما هو عليه. يقول الرجل الأربعينى، أحد سكان عزبة النصر بالبساتين، ساخراً: «منطقة المدارس أصبحت بقدرة قادر ورش، كنا وفرنا فلوسنا ودخّلنا العيال تعليم فنى أحسن علشان يخرجوا يطبّقوا عملى»، وحسب أحمد سرحان، أحد سكان المنطقة: «جنبنا على بُعد خطوات مدارس المعادى، كل مدرسة قدامها جنينة ومنطقة ترفيهية إلا إحنا»، يندهش الرجل الثلاثينى من غياب الدور الرقابى والتنفيذى بالمحليات ووصوله إلى ذلك الحد وغياب دوره فى ملاحقة المخالفين والورش غير المرخصة: «ما صدقنا جه وزير للمحليات جرىء ياريت ينظف العزبة والأحياء المجاورة».. الظاهرة التى يراها اللواء السيد نصر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، ما زالت منتشرة، لكنه يؤكد فى الوقت نفسه أن الإعداد والحصر يتم يومياً لجميع الإشغالات، للتعامل معهم وتطبيق القانون. وتابع: «بنبحث جميع شكاوى المواطنين وهننفذ حملة مكبرة ميدانية لحى البساتين»، مشيراً إلى أنه يتم رفع عدادات الكهرباء وتسليمها إلى شركة الكهرباء لجميع الورش المخالفة.