حفظ السلم والأمن الدوليين.. هي المسؤولية الضخمة التي تقع على عاتق مجلس الأمن الدولي، الذي يعدّ الذراع الأساسية للأمم المتحدة، لذلك له سلطة قانونية وقرارات ملزمة على حكومات الدول الأعضاء، وهو ما يجعله أحد موازين القوة في العالم، لذلك تسعى مختلف الدول في العالم إلى الحصول على أحد مقاعد العضوية غير الدائمة البالغ عددهم 10؛ لمشاركة القررات مع الدول ال5 الدائمين الذين يمتلكون "حق الفيتو" وهم: "أمريكا، الصين، روسيا، فرنسا، وبريطانيا". وبعد 19 عامًا من غياب مصر عن المجلس، تسعى الفترة الحالية إلى الحصول على مقعد غير دائمًا في دورة المجلس المقبلة 2017/2016، ما جعلها تنظم ملتقى دولي للمندوبين الدائمين للدول الأعضاء بالأمم المتحدة في نيويورك، وكذلك بعض كبار مسؤولي سكرتارية المنظمة خلال الفترة من 28 أغسطس الجاري وحتى مطلع سبتمبر المقبل في القاهرة، حيث كانت تم انتخابها لآخر مرة في 1996 ولمدة عام واحد، ولم تكرر طلب الترشح مرة أخرى. "الترشح يكون بالاتفاق مع دول المجموعة الجغرافية"، بهذه الكلمات أوضح الدكتور حسن أبوطالب أستاذ العلوم السياسية، سبب عدم ترشح مصر طوال الفترة الماضية، حيث يتم بالتشاور مع دول المجموعة الإفريقية والدول العربية، مشيرًا إلى أن القاهرة سبق أن أبدت رغبتها عدة مرات في الترشح ولكنها كانت تتنازل عنها من أجل دول أخرى، كما هو الحال مع الأردن التي تشغل منصب عضو غير دائم في الدورة الحالية. وأضاف أبوطالب، في تصريح ل"الوطن"، أن مصر اختارت الوقت المناسب للترشح في الفترة الحالية، لكونها أصبح لها أولوية لطول فترة عدم ترشحها، إضافة إلى وضعها في الاعتبار المنافسين الدوليين والعلاقات الإقليمية، خاصة أن حظيت بدعم مجموعة الوحدة الإفريقية والجامعة العربية، وهو ما يجعل فرصها في الفوز بالمقعد كبيرة هذه المرة. وهو ما أكده السفيير ناجي الغطريفي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن ترشح مصر يتم بالاتفاق مع دول إفريقيا والدول العربية، موضحًا أنه في حال رغبة دولة بالترشح تقوم بالتشاور مع المجموعات التابعة لها جغرافيًا، وتقدم طلبصا بذلك مرفقًا بملفًا يتضمن دورها في المنطقة وأسباب ترشحها، وعلاقاتها مع الدول المحيطة لتعزيز ذلك الطلب. وتابع الغطريفي، أن مصر تواجه مشكلة حالية في هذا الشأن تتمثل في موجة الاتهامات التي تحيط بها بسبب نظام جماعة الإخوان المسلمين، ونقد سياستها وحقوق الإنسان بها، مشيرًا إلى أن العالم مؤخرًا بدأ يدرك حجم الخصم الذي تواجهه مصر وحاول تشويه صورتها، والفوز بمقعد مجلس الأمن سينهي تلك الأزمة.