شيخ الأزهر: يجب تجديد النظر فى تولى المرأة القضاء.. والمفتى: نواجه أمية دينية وفتاوى من أشباه العلماء انطلق أمس، المؤتمر العالمى لدار الإفتاء بمشاركة وفود ومفتين من 50 دولة تحت عنوان، «الفتوى.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل»، برعاية رئيس الجمهورية، لإيجاد وسيلة مشتركة لمكافحة الإرهاب، وفوضى الفتاوى، والآراء التكفيرية، وإصدار ميثاق شرف للتصدى لأى فتاوى وآراء شاذة وضالة، وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فى كلمته الرئيسية بالمؤتمر، إن مراعاة الفتوى الصحيحة هى العاصمة من الترخص الذميم والتحلل من ربقة الدين، وإن صناعتها السليمة كفيلة بترغيب الناس فى الالتزام بالشرع، داعياً المفتين أن يجددوا النظر فى تولى المرأة القضاء، مؤكداً أن التحرج والتأثم، هما مفترق طريق تضل فيه الفتوى بين طرفى الإفراط والتفريط، وأنه مع وجود النص القاطع الصريح فى الشريعة لا نظر ولا تجديد وإنما التسليم لله والرسول. وأشار «الطيب»، إلى أن التساهل فى فتاوى التكفير والتفسيق والتبديع يؤدى إلى استحلال الدماء المعصومة، مضيفاً: «إنى لأعتقد أنه من حق المسلمين عليكم أنْ تجددوا النظر فى كثير من القضايا، فإن وجد قاطع صريح لا يحتمل التأويل بحال، فلا كلام ولا نظر ولا تجديد، ولا يسع المسلم -حينئذ- إلا أنْ يسلم لله ورسوله طائعاً مختاراً.. وإن لم يوجد قاطع، فالمسئولية أمام الله تحتم التيسير على المسلمين فى هذا الزمان». مصدر: لم ندعُ إيران وقطر وتركيا لتوتر العلاقات معها.. وسوريا واليمن بسبب أوضاعها الداخلية وقال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن دار الإفتاء تعمل على توحيد الرؤى والجهود فى الفتوى، والتصدى للذين ينتزعون اللفظ النبوى من سياقه، مشيراً إلى مواجهة فتاوى أشباه العلماء والأمية وفهم البعض الثقيل للدين من تارة أخرى. وأضاف «علام»، أن أهمية المؤتمر تأتى من تحدياتٍ كبيرةٍ يعيشها المسلمون، فى ظل انتشار موجات التطرف والإرهاب التى تشوه الإسلام، بيد من ينتسبون إليه، ونحن أيضاً فى لحظةٍ يحاول فيها بعض الأقزام أن يهددوا سلام الأوطان، ويطمح فيها أعوان الشيطان أن يؤججوا نيران الفتنة بين أبناء البلد الواحد، معتمدين فى ذلك على الشائعات والأكاذيب والأراجيف تارةً، وعلى فهمهم السقيم للدين تارةً أخرى. وأكد المفتى، أن للفتوى دوراً مهماً فى الإصلاح والحفاظ على الأمن المجتمعى، ومواجهة التطرف، وارتأيْنا أنْ ندعو جماعةً من أعيان العلماء من مختلف بلدان العالم العربى والإسلامى بل وغير الإسلامى فى محفلٍ علميٍ؛ لنضع النقاط على الحروف، ونقف معاً متضامنين، أمام هذه التحديات. وأشار إلى أن الإقدام على الفتوى بغير علمٍ من جملة الكبائر؛ فقد ذكره الله مقروناً بالشرك، وأنها عملٌ مركبٌ يحتاج لأدواتٍ وإعدادٍ، وإعمال فكرٍ ونظرٍ للوصول إلى المطلوب، لذا فقد تواتر عن العلماء قولهم إن: «الفتوى صنعةٌ»؛ وإنها ما دامتْ وسطيةً وصادرةً عن أهلها؛ فإن لها دوراً فى الحفاظ على الهوية. وشدد على حتمية النظر فى الخطاب الدينى، وضرورة إعادة تقديمه فى شكلٍ لافتٍ؛ مؤكداً ضرورة تأكيد جهة المرجعية واحترام التخصص، وبيان خطورة كلام غير المتخصصين فيما لا يحسنون من أمور الإفتاء. وشدد على أن المؤتمر يرسخ مبادئ الوسطية فى الفتوى؛ ويؤكد أن التراث الفقهى القديم، كنزٌ ثرى، لكنه مع ذلك ليس معصوماً، ولا منزهاً عن الغلط، ولا هو فوق النقد والتصويب بشرطه، مشيراً إلى أن محاور المؤتمر تركز على الإفتاء وأثره فى استقرار المجتمعات، مواجهة التطرف والتكفير والتعصب المذهبى، والوسطية فى الإفتاء والتجديد فى علوم الفتوى، والإفتاء والتنمية، وسيكون حداً فاصلاً بين عصر فوضى الفتاوى التى تتسبب فى زعزعة استقرار المجتمعات وتؤدى إلى انتشار التطرف، وبين عصر الفهم الدقيق لطبيعة الدور الإفتائى وما يكتنفه من ضوابط يمكنها مع التطبيق أن ترتقى به إلى أعلى مستوياته، وتسهم فى عجلة البناء والعمران. وقال المستشار أحمد الزند، وزير العدل، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى، أطلق دعوة لتجديد الخطاب الدينى، وهى الطريق الأمثل للقضاء على الإرهابيين بعد أن حرفوا تفاسير القرآن والسنة. وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إنه يجب إصدار تشريع يجرم الإفتاء لغير المتخصصين، لوقف فوضى الفتاوى، واقتصارها على الأزهر ودار الإفتاء وإعادة النظر فى القضايا، والمستجدات التى تغيرت علل أحكامها، ورصد الفتاوى التكفيرية وتفنيدها لحماية الشباب المسلم من الوقوع فى براثن تلك التيارات، والرد على أفكار «داعش»، التى تستند على الدين والإسلام منهم براء. وكشف الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، أن المؤتمر يهدف إلى التعرف على المشكلات فى عالم الإفتاء المعاصر، ومحاولة وضع الحلول الناجعة لها، خاصة ما يتعلق منها بمعرفة المخرج الشرعى الصحيح من الاضطراب الواقع فى عالم الإفتاء، والتعريف بالأدوار التى يمكن للإفتاء المعاصر الاضطلاع بها فى تصويب الواقع والارتقاء به إلى أعلى المستويات الحضارية، وكذلك كشف اللثام عن السلبيات التى عاقت عملية الإفتاء فى هذا العصر عن أداء وظائفه الحقيقية وحولته إلى أحد أشكال الأزمة التى يعيشها المسلمون فى عصرنا الراهن. وقال الدكتور عبدالحى عزب، رئيس جامعة الأزهر، إن المؤتمر يأتى فى توقيت عصيب زادت فيه فوضى الفتاوى وأصبح القاصى والدانى يتكلم فى أمور الدين بعلم وبغير علم. وأكد المهندس جلال السعيد، محافظ القاهرة فى كلمته نيابة عن رئيس الوزراء، دعم الدولة المصرية لمؤتمر الإفتاء، وحرصها على خروجه بتوصيات قابلة للتطبيق على أرض الواقع للحد من ظاهرة فوضى الفتاوى. فى سياق متصل، أكد مصدر ل«الوطن»، أن هناك بعض الدول لم توجه لها دعوات لحضور المؤتمر، مثل تركيا وقطر وإيران نظراً للعلاقات المتوترة مع مصر، علاوة على عدم توجيه دعوات إلى سوريا واليمن والعراق وليبيا نظراً للخلافات والتوترات التى تدب فى تلك الدول، فضلاً عن عدم دعوة أى عناصر شيعية نظراً لأن المؤتمر قاصر على علماء أهل السنة لمواجهة التيارات التكفيرية والفتاوى الضالة الصادرة عن «داعش» وغيرها. وأشار المصدر، إلى أن الدكتور أسامة الأزهرى، عضو الهيئة الاستشارية للرئيس، كانت له كلمة فى المؤتمر نيابة عن الرئيس، إلا أنه اعتذر، كما تغيب رئيس الوزراء عن الحضور وأناب المهندس جلال السعيد محافظ القاهرة لإلقاء كلمة نيابة عنه. وأكد المصدر أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، والداعية الحبيب على الجفرى، توجهوا عقب الجلسة الافتتاحية إلى مسجد المشير لحضور صلاة جنازة والدة رئيس الجمهورية.