لم يكن أمامي سوى اللجوء لزوجي لفض تلك المشاجرة، التي تتطور من مجرد رأي وحوار بسيط إلى شجار بصوت عال، فحماتي وأمي من ذلك الصنف المسمى "المرأة الحديدية"، كل واحدة تتمسك برأيها بشدة، ولا يعجبها رأي الأخرى، عملا بمبدأ أنها "أعقل وأحكم". يحدث كل صيف، أن يصطحبنا زوجي إلى شقة المصيف مع ابنتي، ويدعو أمه وأمي وهو يعلم جيدا أن الإجازة ستضيع في التوفيق بينهما، لكن زوجي يعتبرها مشاجرات لطيفة، وأنه يحب أمه كثيرا ولا يريد أن يستمتع بإجازة الصيف وحده، وإكبارًا لأمي التي تحترمه وتحبه مثل ابنها، يدعوها في أريحية ومحبة. أمي تفضل الطبخ في المنزل بشقة المصيف، بينما حماتي تريد طعاما جاهزا توفيرا للوقت والجهد، وتصر على أننا يجب أن نتعايش مع أجواء الإجازة، لا أدرى ماذا أفعل لتهدئة الجو بينمها، وزوجي لا يتدخل على الإطلاق، وأصبح أنا في لوم شديد بسبب نصحي لكل واحدة بالالتزام بقواعد الإجازة، إلى أن واتتني فكرة جعلتني أضحك بصوت مرتفع أمام زوجي. ينظر زوجي إلىّ باستغراب، بينما أنا غارقة في عرقي وضحكي، وأنا أحضر صينية السمك في الفرن كما تريد أمي، قلت لزوجي: "لديّ حل سحري سيجعل كل واحدة منهما تلتزم الصمت، في اليوم التالي وبينما نحن على الشاطئ، اقترحت أمي أن أطبخ صينية بطاطس مع بعض الخبز الشمسي، بينما حماتي تريد شراء بيتزا بالمشروم، قلت: "سننفذ طلب الأكبر سنا احتراما لسنها وعمرها المتقدم وحكمتها، لا أحد يرد منهما، حماتي لاذت بالصمت وكذلك أمي، بينما زوجي لا يستطيع منع نفسه من الضحك وكذلك ابنتي. كلاهما صمتت، كل واحدة تنتظر الأخرى أن تعلن عمرها، وأنها الأكبر عمرا، لم يعد هناك ثمة شجار، مجرد اعتراض خفيف وعاد الهدوء للمنزل، كل واحدة ترى أنها الأصغر من الأخرى، ولم أشأ إثارة القلاقل بسؤال كل واحدة عن عمرها الحقيقي.