حالة من الفرح الكبير تسيطر على العاملين فى مشروع قناةالسويس الجديدة، وترتسم البهجة على وجوههم، بينما تتساقط منها قطرات العرق، شاهدة على المجهود الكبير الذى بذلوه فى حفر القناة. خلال عام كامل من العمل الشاق، تغيرت ملامحهم، وألوان جلودهم، بسبب حرارة الشمس، التى تغلبوا عليها بالأمل وسباق الزمن لإنهاء أعمال الحفر، التى وعدوا بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، عندما أعطى إشارة البدء فى 6 أغسطس من العام الماضى، ليثبتوا للشعب والقيادة أن عمال مصر وعدوا وأوفوا. ورصدت «الوطن»، مشاعر السعادة لدى العمال، التى بدلت ملامح التعب والمعاناة إلى تقاسيم فرح وسعادة، حيث ما زالوا لا يصدقون أن صحراء سيناء تحولت من تحت أقدامهم إلى نهر من المياه، وأن الحلم أصبح حقيقة. وقال محمد سالم، من أبناء شمال سيناء، باكياً «حتى الآن لا أصدق أننى أرى هذا المشهد بعينى، كنت كثيراً ما أحدث رمال سيناء، وأنا ملقى عليها ليلاً: متى تغادرينا ومتى نستطيع حملك؟ وحملك ثقيل لكننا سنتغلب على وجودك، سنعطى للعالم درساً أننا قادرون». ورفع «محمد» علم مصر قائلاً «رفعه محمد أفندى جندى الجيش البارحة على رمال سيناء، من أعلى نقطة حصينة لخط بارليف، وهو يقول الله أكبر، وأنا أرفعه اليوم على المجرى الجديد، وأردد تحيا مصر.. من محمد العامل إلى محمد المجند.. سلام يا أخى الشهيد على وطننا». وقال حمام عبدالرحمن من قنا: «جئت أول يوم للعمل فى هذا المشروع راكباً القطار، وأنا أسأل عن معدية نمرة 6 للوصول إلى أرض المشروع، ولم يكن فى جيبى سوى بطاقتى الشخصية و10 جنيهات، وتقابلت هنا مع قادة الجيش، وطالبتهم بالموافقة على عملى فى المشروع، وعلى الفور تسلمت العمل». وأضاف: «وقتها قال لى القائد «شكلك راجل وهتشتغل، الحمل تقيل يا حمام»، فقلت له «إحنا رجالة وناكل الأرض ونطلع المية لو نحفر بإيدينا»، وقابلته أمس وبكيت فى حضنه من الفرحة، وهو يقول «أنت راجل يا حمام والراجل دموعه ماتنزلش إلا عشان خاطر بلده، ودموعك وطنية وطول ما انتوا موجودين مصر موجودة». وأكد «حمام» أنه لا يستطيع أن يصف فرحته «عمرى فى حياتى ما فرحت، وعمر ما بكيت فى حضن أحد مثلما فعلت فى حضن قائدى، وعمرى ما فرحت بشىء أكتر من القناة الجديدة، والحمد لله جيبى عمران بالمال، لكن والله ما كان أبداً هو الهدف». يذكر أن «حمام» كان أحد العمال الذين سجلت «الوطن» شهادتهم فى بداية المشروع، وسألناه «كم تأخذ مقابل عملك فى المشروع» فرد قائلاً «المهم الأرض تطلع ميه». مصطفى بركات دشناوى، من أبناء الشرقية، قال «لا أستطيع أن أصف شعورى، صحيح أنا مرابط فى المشروع منذ اليوم الأول تابعت خروج أول قطرة مياه من باطن الأرض، لكن فرحتى كانت لا توصف بعبور أول سفينة عملاقة فى المجرى، اللى شقينا فى حفرها، وفضلت أهلل وأكبر وأبكى، فعلاً الله أكبر على كل طاغى، وكل معتدى وخاين، الله أكبر على وجدى غنيم الظالم الحاقد وعلى طشت أمه فى صحراء قطر». وأضاف «الصحراء ستحكى ذكريات التعب والمعاناة والعمل الشاق لنا فى المشروع، ونقول للرئيس عبدالفتاح السيسى خد قرار بمشاريع ونحن خلفك، ننفذ وناكل الزلط». وقال سعفان متولى رابح، من البحيرة «والله ما مصدق نفسى، حاسس إنى بحلم، مع أول سفينة عدت بكيت، هنا كسبت وبقيت راجل، هنا اتحقق الحلم، هنا سينا غالية جداً، والأطماع كتير لكن لن نتركها لهم، ولن نسمح بأن يقتلوا حلمنا، سنبنى بلدنا ونقول تحيا مصر». وأضاف «أطمئن كل الشعب المصرى، إحنا ربنا خلقنا عشان نشقى ونتعب، إحنا مش بتوع منظرة إحنا بتوع الموت اللى يجيب الحياة للبلد». مخلص السنوسى رجب، من المنوفية قال «فرحان جداً ابنى الكبير اتصل بى، وقالى يا والدى نجحت فى الثانوية العامة ب96% تعالى افرح معانا، قلت له مش راجع إلا لما أنجح أنا كمان، قالى المنظر فى التليفزيون حلو جداً والمشروع كبر ونجح ومياه القناة طلعت». وأضاف «لأول مرة أحس بطعم النجاح، ولأول مرة أبكى من قلبى، والله فى حياتى ما فرحت ولا نُصفت مثل اليوم، الليلة فعلاً عيد، الليلة طعم الحياة مختلف، الليلة باركت لابنى». سلامة سالم غانم، من أبناء شمال سيناء، قال «لن أقول سوى: المجد لنا والنصر لنا والعزة لنا والموت للخونة والكفرة والإرهاب يحيا عمال مصر، والقناة، والقوات المسلحة العظيمة، والسيسى وشعب مصر العظيم».