سجلت مدينة الإسكندرية في أول وثاني أيام عيد الفطر، 3 حالات تحرش فقط، مع اختفاء التحرش الجماعي نهائيًا، وذلك في ظل السيطرة الأمنية على الشوارع وتواجد أعضاء مبادرة "إسكندرية أمان زي زمان" في منطقة محطة الرمل، وسط المدينة. قال كريم محروس، المتحدث الرسمي عن مبادرة "إسكندرية أمان زي زمان"، ل "الوطن" إن فرق المبادرة انتشرت في منطقة وسط البلد منذ اليوم الأول ومارست مهمتها المعتادة في التوعية، والإنذار المبكر، والدعم القانوني والنفسي، فضلًا عن تنظيم دخول السينمات ما بين طابور للرجال والنساء. أضاف "محروس"، أن بعض دور العرض وافقت على تقسيم شبابيك حجز التذاكر، إلى رجال ونساء وذلك حتى لا تتعرض الفتيات للمضايقة أثناء حجز التذاكر، مؤكدًا ان هناك ترحيب ودعم جماهيري غير مسبوق من قبل عشرات الأهالي ورواد السينما، والاشتراك في مساعدة متطوعين الحملة أثناء تنظيم الدخول لدور العرض، وهو الأمر الذي ساهم في تخفيف الآثار الجانبية للزحام. وأوضح، أن محلات شارع صفية زغلول قامت بتعليق اللافتات التي تؤيد المبادرة، وترفض جريمة التحرش، مؤكدًا أن الانتشار الأمني كان مكثف وله دور مؤثر في ردع المتحرشين على نحو أدى لاختفاء ظاهرة التحرش الجماعي تمامًا. أكد "محروس"، أن المبادرة بمجرد انتهاء فاعليات العيد ستسعد لبدء التدريبات للمتطوعين الجدد بغرض الانتشار في كافة مناطق الإسكندرية، وفي جميع الأيام وليس خلال الأعياد، وذلك بالتنسيق مع لجنة العمل المدني بالمحافظة وبرعاية مديرية الأمن. ومن جانبه، قال هاني المسيري، محافظ الإسكندرية، إن المدينة هذا العام كعادتها قدمت نموذجًا احترافيًا لمكافحة التحرش بدأ أول أيام عيد الفطر المبارك ويستمر على مدار العام بغرض القضاء على ظاهرة التحرش وذلك نتيجة تضافر جهود منظمات المجتمع المدني والهيئات الرسمية والمبادرات الشبابية. وأوضح "المسيري" أن هذه المبادرة اعتمدت على تدريب العشرات من المتطوعين على برنامج مدته أكثر من 16 ساعة يستهدف تغطية كافة الجوانب النفسية والقانونية والحقوقية الخاصة بجريمة التحرش بخلاف التدريبات العملية للتعامل مع سيناريوهات التحرش المختلفة، مشيرًا إلى أن البرنامج يستهدف رفع الوعي المجتمعي واستخدام اليات الرصد المبكر بحيث تمنع التحرش قبل وقوعه فضلًا عن استخدام اليات متعددة لضمان توقيع العقوبة على الجاني من جهة وتقديم الدعم النفسي للضحية في حالة حدوث أي تعدى لفظي او جسدي. وأكد المسيري، أن المبادرة تتميز بتجميع كافة المبادرات الاجتماعية العاملة في المجال ببرنامج موحد لا يدع مجالا للعشوائية برعاية محافظة الاسكندرية وبتنسيق كامل مع وزارة الداخلية منعا لحدوث أي تضارب قد يعرقل تحقيق هدف الحملة. وأشار إلى إظهار فرق المتطوعين في المبادرة اداء متميز حيث انتشرت حول دور العرض والسنيمات ونقاط التجمعات الكبرى كما قامت فرق الانذار المبكر بمنع العديد من الحالات قبل وقوعها والمشاركة في تنظيم دخول السينمات لمنع التكدس البشر والذي يعد من اهم مسببات التحرش. وأشار إلى أنه في ظل استمرار التعاون والتنسيق يمكننا حصار الظاهرة على المدى القصير تمهيدا للقضاء عليها على المدى الطويل.
