سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القاهرة الكبرى تعيش 6 ساعات من «الشلل والفوضى والمعارك» الركاب يعتدون على السائقين.. ووزير النقل يقدم رئيس الجهاز «قرباناً» لاحتواء الغضب.. و«نقابة المترو » تجمد عضوية المشاركين فى الإضراب
أصيبت محافظات القاهرة الكبرى بالشلل التام لمدة 6 ساعات أمس بسبب إضراب العاملين بمترو الأنفاق ومنع خروج القطارات وغلق أبواب المحطات أمام الركاب، ما دفع الدكتور رشاد المتينى وزير النقل للاستجابة لمطالبهم واستبعاد المهندس على حسين رئيس الشركة المصرية لتشغيل وصيانة المترو وإحالته للتحقيق فى وقائع مخالفات مالية، وتعيين المهندس عبدالله فوزى مساعد رئيس المترو، خلفاً للرئيس المستبعد. امتد أثر الإضراب الذى نظمه عمال مترو الأنفاق إلى مواقف أتوبيسات النقل العام والميكروباص، التى شهدت زحاما، ومشادات، فملايين الموظفين والطلاب والعمال الذين اعتادوا استخدام مترو الأنفاق فى التنقل من منازلهم إلى أشغالهم ومدارسهم فوجئوا بكلمات تواجههم صباحاً: «عمال المترو مضربين عن العمل، واطلعوا المترو مش جاى»، فما كان منهم إلا أن غيروا وجهتهم إلى مواقف النقل العام والميكروباصات، ولم يقف تأثير الإضراب عند هذا الحد، بل امتد ليصل إلى شوارع القاهرة الكبرى التى شهدت زحاماً غير مسبوق. «الوطن» رصدت مشاهد الزحام فى مواقف أتوبيس النقل العام، ومواقف الميكروباصات. فى موقف أتوبيسات «أثر النبى»، تجمع المئات من المواطنين، على أمل الحصول على وسيلة تمكنهم من اللحاق بأعمالهم ومدارسهم، بعد أن تأخروا لأكثر من ساعة، محمد رجب -يبلغ من العمر 31 سنة- قال: «هذا هو الحال فى كل يوم، تأخير كل يوم، وخصومات فى العمل، لا أظن أن إضراب المترو تسبب فى اختلاف كبير، لكن سؤالى لماذا تتظاهر كل هذه الفئات ولا يحدث جديد فى البلد، الكل يطالب بزيادة فى الرواتب، ولا زيادة تقر من الحكومة». عمال النقل العام قالوا إن إضراب المترو أثر بشكل بالغ على حركة السير فى الشوارع، وقال سمير جاد، سائق بالنقل العام يبلغ من العمر 51 سنة: «الشركة دفعت بعدد أكبر من الأتوبيسات لحل أزمة المواصلات فى ظل إضراب المترو، ودفعت بأتوبيسات اتخذت من طريق المترو خط سير لها، بين حلوان والسيدة زينب، وهو ما نسميه بخدمة المترو». واشتكى المواطنون من قلة عدد الأتوبيسات فى المواقف، فيما قال سمير رجب، السائق بهيئة النقل العام: «زيادة الضغط على أتوبيسات النقل العام، والمواصلات التى تسير فى الشوارع عموما، تسببت فى زحام شديد، لذلك فإن الأتوبيسات لا تتمكن من القيام برحلات كثيرة فى اليوم، فظهر للمواطنين أن هيئة النقل مضربة وهذا غير صحيح». وفى محاولة لتخفيف حدة التزاحم أمام المحطات دفعت هيئة النقل العام بالقاهرة ب350 أتوبيسا لخدمة المواطنين خلال فترة الإضراب، وتم ربط الخطوط بجميع محطات المترو وفقا لتصريحات المهندس هشام عطية نائب رئيس الهيئة ل«الوطن»، كما وجهت إدارة السرفيس بالقاهرة سائقى الميكروباص لربط محطات المترو بالمواقف الرئيسية لمواجهة تكدس الركاب. وقال رفعت عرفات، رئيس النقابة المستقلة للعاملين بالمترو، إن بطء صدور قرار استبعاد المهندس على حسين هو السبب فى تطور الموقف، وأكد عرفات أن العاملين سيمنحون المهندس عبدالله فوزى القائم بأعمال رئيس المترو فرصة لإعادة ترتيب المترو من الداخل مع تفعيل لغة الحوار مع العمال حتى يعود المترو لتقديم خدمة ترضى الركاب. من جانبه أعلن عادل رمضان، رئيس النقابة المستقلة لسائقى هيئة النقل العام بجنوب القاهرة، تضامنه مع إضراب عمال المترو، وأشار إلى أن الإضراب أثر إيجاباً على حركة الأتوبيس فى النقل العام. قائلاً: «الإضراب الذى نظمه العمال فى شركة المترو أثر بالإيجاب على هيئة النقل العام، بحيث زاد إيرادها فى هذا اليوم بشكل ملحوظ». وقال حسام النبوى، نائب رئيس اللجنة النقابية، إن المترو يعانى من سوء الصيانه وتأخر حركة القطارات، مؤكداً أنه تقدم لوزير النقل بمذكرة عن وجود خمسة قطارات على «التراك» المجاور لورش العمرات الجسيمة معطلة منذ 8 أشهر لعدم وجود قطع غيار، وفشلت إدارة المترو فى تصليحها، وكان عدد من الركاب اقتحم محطتى مترو شبرا الخيمة وكلية الزراعة مطالبين السائقين بتشغيل القطارات، كما لجأ أهالى المنطقة، إلى استقلال القطارات القادمة من الوجه البحرى، إلى «محطة مصر» برمسيس، للتغلب على الاعتصام. ورصدت «الوطن» مئات الموظفين والطلبة يقفون فى انتظار سماع صافرة القطار رقم (3232) القادم من القناطر على محطة شبرا الخيمة لاستقلاله لمحطته الأخيرة «رمسيس»، فى محاولة منهم للتغلب على إضراب موظفى «مترو الأنفاق» فى القاهرة.