تحمل الينا وسائل الأخبار كل فترة الأسم الجديد لهذا التنظيم السرطاني المتوغل في جسد الوطن العربي. الدولة الإسلامية أو دولة الخلافة هو الاسم الجديد الذي اختاره تنظيم (التوحيد و الجهاد) لنفسه، يجعلنا أمام مجموعة من التساؤلات ؟؟ هل هو مجرد اسم يتغير أم هو رمز لأيدولوجية تتغير؟؟ و ما هدف و اهمية هذا الإسم الجديد؟؟ خلال استعراضنا هذا لن نشغل انفسنا بارقام و تواريخ مجرده، بل سنحاول تتبع فكر هذا التنظيم الذي انبثق من مبادئ الفكر الجهادي الوهابي. و كما كانت فكرة (الهجرة إلى موطن الجهاد) أحد الأعمدة الرئيسية لجذب الدعم البشري و المادي لتنظيم القاعدة (كما حدث في افغانستان)، كانت الفرصة مواتية في العراق ليكون منبتاً و حقلاً خصباً لذلك لتنظيم الذي اسسه الزرقاوي تحت اسم (جماعة التوحيد و الجهاد عام 2003م) حيث تم استدعاء ابناء العراق و الدول الاسلامية (السنة) لمقاومة الغزو الأمريكي للعراق؛ مكونين مجموعات مسلحة منظمة شكلت الهيكل الأساسي للتنظيم، و التى لقيت دعماً من جهات مختلفة ترحيباً منها بمقاومة الغزو، كما كان لها الدعم لإسباب أخرى خارج السياق!!. ليمر الوقت و جاء تشكيل الحكومات العراقية (2006م)، والذى بدأ معه التنظيم في تغيير منهجيته و التى اعتمدت تكفير الحكومات التى تسن القوانين الوضعية (لعدم تطبيق الشريعة الإسلامية في أرض الإسلام) و تكفير المسلمين الشيعة (اطلق عليهم الروافض) و تأجيج الفتنة الطائفية من خلال مجموعة من الأعمال كاغتيال المرجع الشيعي محمد باقر الحكيم و استهداف التجمعات الشيعية بتفجيرات البطحاء و اثناء احتفالية عشوراء و غيرها، كما استهدفت الأجهزة الامنية العراقية لاضعافها (و نري أثر ذلك واضخاً الآن على انهيار و ضعف الجيش و الشرطة العراقية!!). كما قوي التنظيم بعد انضمام مجموعة من التنظيمات الأخرى له، اذ صرح التنظيم ان الهدف الأساسي المعلن له هو أقامة دولة تحكم بالشريعة الإسلامية في العراق و اتخذ التنظيم لنفسه اسم (دولة العراق الإسلامية) إذا فالاسم ما هو الا رمز للإنتهاء من مرحلة و البدء في أخرى. و مع اندلاع الخريف العربي (2011م) و كما حدث في العراق إبان الغزو الأمريكي كان التنظيم ذكياً في استغلال الفرص السانحة له في التمدد و بسط السيطرة. فاندلاع الثورة السورية ضد نظام الأسد و تحولها من احتجاجات سلمية و تأجج الموقف إلى القتال المسلح و تعدد الفصائل المتناحرة ليس الا المناخ المناسب لتوغل التنظيم و تمدد نفوذه، ليتغير الإسم مرة أخرى و يصبح منذ عام 2013م (الدولة الإسلامية في العراق والشام و التي اختصرت تحت الاسم الأشهر للتنظيم "داعش") و التى تتكون تقريباً من 8 ولايات سورية و 9 ولايات عراقية. و لم يكتفي التنظيم لهذا الحد!!. فحيث توجد الاضطرابات تكون الفرصة المناسبة للتنظيم، فهناك مجموعات منه تحاول التمكن من أراضي محافظة شمال سيناء مهاجمة الجيش المصري مطلقة الدعاية عن عملياتها هناك و محاولة ضمها تحت اسم (ولاية سيناء الإسلامية) و كذلك التمكن بالفعل من تكوين 3 ولايات في الاراضي الليبية لتدريب المقاتلين و تلقي الدعم هناك لنجد أن (اسم التنظيم) في ذلك الوقت تحول من (داعش) إلى تنظيم (الدولة الإسلامية) و اقيم نظام الخلافة !! و تزامناً مع ذلك اعلنت بعض الحركات مثل (بوكوحرام) في نيجيريا - افريقيا و بعض الجماعات في جنوب شرق آسيا مبايعتها لهذا التنظيم و انضمامها تحت رايته!! و من هنا يتضح ان تغيير الاسم يحمل معه معنى السيطرة و التوسع ليبعث رسالة قوية إلى المناطق المجاورة..تدل على تمكنهم التام على المناطق التى تحت نفوذهم و تخت سمع و بصر المجتمع الدولي. و مع هذه التطورات المستمرة و هذا العبث الدولي، هل ستعلن الأيام القادمة عن خلايا نائمة جديدة لهذا التنظيم؟! هل سنشهد تمدداً جديداً لهذا التنظيم ؟! هل سيتوقف هذا التوسع عند حدود بلاد الوطن العربي فقط أم سيطال أوربا مستقبلاً؟! وهل ستتقبل شعوب و حكومات الدول أن تصبح جزء من الولاياتالمتحدة الداعشية؟.