وزارة العمل تنظم مبادرة «سلامتك تهمنا» لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية في المنيا    المالية تدعم العاملين بالصناديق الخاصة بنصف مليار جنيه إضافية    رئيس الوزراء: برامج التعاون مع البنك الدولي تستهدف دعم القطاع الخاص    تطهير شبكات ومواسير المياه بقرية الأبطال في الإسماعيلية    بعد العثور على خاتم الرئيس الراحل إبرهيم رئيسي.. ما سر ارتداء الخواتم في إيران؟    «مواني البحر الأحمر»: تصدير 27 ألف طن فوسفات من ميناء سفاجا ووصول 742 سيارة لميناء بورتوفيق    وزير التعليم: شهادة البكالوريا الدولية IB تحظى بثقة كبيرة في مصر    شكري يتوجه إلى طهران للمشاركة في مراسم العزاء الرسمي للرئيس الإيراني    جراحة ناجحة ل مرموش في اليد    جوارديولا: أود مشاركة جائزة أفضل مدرب بالدوري الإنجليزي مع أرتيتا وكلوب    تريزيجيه جاهز للمشاركة في نهائي كأس تركيا    خدمات مرورية.. تزامناً مع استكمال تنفيذ أعمال الصرف الصحى بمنطقة المعادى بالقاهرة    غادة عبد الرازق تعود للسينما بعد 6 سنوات غياب، ما القصة؟    استمرار عرض «دراما الشحاذين» ضمن عروض الموسم المسرحي بقصر ثقافة أسيوط    هيئة شئون الأسرى: قوات الاحتلال تعتقل 12 فلسطينيا بالضفة الغربية    رئيس حزب الجيل: فخور بموقف مصر الحاسم تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة    الأكبر سنا والمربع السكني.. قرارات هامة من «التعليم» قبل التقديم للصف الأول الابتدائي 2024    بدء انتخابات «غرفة المطاعم السياحية» بعد اكتمال النصاب القانوني    «إي فاينانس» تعلن الاستحواذ على حصة من أسهم «الأهلي ممكن» و«إيزي كاش» للمدفوعات الرقمية    مهاب ياسر: لا يهمنا اسم منافسنا في السوبر الإفريقي.. وسنلعب من أجل الفوز فقط    تراجع جديد.. سعر الريال السعودي اليوم الأربعاء 22-5-2024 مقابل الجنيه المصري بمنتصف التعاملات    «التعليم»: قبول ملفات التقديم للصف الأول الابتدائي 2024 للأطفال البالغين 6 سنوات    كشف ملابسات تداول فيديو سرقة أغطية بالوعات الصرف بالقاهرة.. وضبط مرتكبي الواقعة    موعد عيد الأضحى 2024 في الجزائر: تفاصيل وأهمية    بإجمالي 37.3 مليار جنيه.. هيئة قناة السويس تكشف ل«خطة النواب» تفاصيل موازنتها الجديدة    الأزهر يطلق صفحة مستقلة بفيس بوك لوحدة بيان لمواجهة الإلحاد والفكر اللادينى    لمواليد برج القوس.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024    ختام فعاليات ملتقى «التمكين بالفن» بالمتحف القومي للحضارة.. اليوم    بروتوكول تعاون بين نقابة السينمائيين واتحاد الفنانين العرب و"الغردقة لسينما الشباب"    « وتر حساس » يعيد صبا مبارك للتليفزيون    فدوى مواهب تخرج عن صمتها وترد على حملات المهاجمين    لمدة يومين.. انطلاق قافلة طبية إلى منطقة أبوغليلة بمطروح    الصحة: برنامج تدريبي لأعضاء إدارات الحوكمة في مديريات الشئون الصحية ب6 محافظات    التكييف في الصيف.. كيف يمكن أن يكون وسيلة لإصابتك بأمراض الرئة والتنفس؟    قمة عربية فى ظروف استثنائية    بعد رحيل بوكيتينو.. تعرف على المدربين المرشحين لقيادة تشيلسي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    طلاب جامعة الإسكندرية في أول ماراثون رياضي صيفي    حفظ التحقيقات حول وفاة طفلة إثر سقوطها من علو بأوسيم    تعديلات جديدة على قانون الفصل بسبب تعاطي المخدرات    «الصحة»: ورشة عمل حول تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية بشرم الشيخ .. صور    صدمه القطار.. مصرع تلميذ أثناء عبوره «السكة الحديد» بسوهاج    محاكمة 13 متهما بقتل شقيقين واستعراض القوة ببولاق الدكرور، بعد قليل    رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر يتابع أعمال التطوير بالقطاعين الشرقي والشمالي    جامعة حلوان الأهلية تنظم ندوة حول "تطوير الذات"    دار الإفتاء توضح أفضل دعاء للحر.. اللَّهُمَّ أَجِرْنِى مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ    هكذا تظهر دنيا سمير غانم في فيلم "روكي الغلابة"    الرئيس الصيني: السياحة جسر مهم بين الشعبين الصيني والأمريكي للتواصل والتفاهم    استمرار تراجع عدد وحدات الإسكان الاجتماعي في ألمانيا    سيدة «المغربلين»    51 مباراة دون هزيمة.. ليفركوزن يسعى لمواصلة كتابة التاريخ في موسم استثنائي    دبلوماسي سابق: الإدارة الأمريكية تواطأت مع إسرائيل وتخطت قواعد العمل الدبلوماسي    قرار جديد من الاتحاد الإفريقي بشأن نهائي أبطال إفريقيا    رئيس نادي إنبي يكشف حقيقة انتقال محمد حمدي للأهلي    طريقة صنع السينابون بالقرفة.. نكهة المحلَّات ولذَّة الطعم    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خلافتان للمسلمين في 58 يوما.. البغدادي في "الموصل" وشيكاو في "بورنو"
نشر في محيط يوم 26 - 08 - 2014

58 يوما تفصل بين إعلان دولتين ل"الخلافة الإسلامية" في العراق وبعدها في نيجيريا.
ففي 29 يونيو/ حزيران الماضي، أعلن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم "داعش"، "دولة الخلافة" على الأراضي التي تقع تحت سيطرة التنظيم في سوريا والعراق، في الوقت الذي أعلن فيه اليوم الاثنين أبو بكر شيكاو، أحد قيادات جماعة بوكو حرام "الخلافة الإسلامية" على الأراضي التي تقع تحت سيطرتهم في نيجيريا.
الكثير من أوجه التشابه والاختلاف بين التنظيمين منذ النشأة وصولا إلى إعلان الخلافة ترصدها وكالة الأناضول فيما يلي:
** التأسيس والأهداف :
بدأ تكوين الدولة الإسلامية في العراق في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2006 إثر اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة، وتم اختيار "أبو عمر البغدادي" زعيما له وبعدها تبنت العديد من العمليات النوعية داخل العراق آنذاك.
بعد مقتل أبو عمر البغدادي في يوم الاثنين 19 إبريل / نيسان 2010 أصبح أبو بكر البغدادي زعيما لهذا التنظيم، وشهد عهد أبو بكر توسعاً في العمليات النوعية ، وبعد الأحداث الجاريه في سوريا واقتتال الجماعات الثورية والجيش الحر مع نظام بشار الأسد تم تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام أواخر سنة 2011، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز القوى المقاتلة في سوريا.
وفي 9 إبريل / نيسان 2013 وبرسالة صوتية بُثت عن طريق شبكة شموخ الإسلام، أعلن أبو بكر البغدادي دمج جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وبدأ نفوذ الدولة يتوسع في الداخل السوري يوماً بعد اليوم.
ومن سوريا، انتقل التنظيم إلى العراق واستطاع في وقت قصير السيطرة على مساحات كبيرة، شجعته في 29 يونيو / حزيران 2014 على إعلان الخلافة الإسلامية ومبايعة أبي بكر البغدادي خليفة للمسلمين.
أما " بوكو حرام " فكانت البداية في يناير/ كانون الثاني 2002، عندما تأسست الجماعة في نيجيريا تحت اسم "جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد"، غير أنها تعرف بلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا باسم " بوكو حرام "، وتعني "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.
وحافظت جماعة "بوكو حرام" على سلمية حملاتها - رغم طابعها المتشدد - ضد ما تصفه ب"الحكم السيء والفساد"، قبل أن تلجأ عام 2009 إلى العنف، إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.. واليوم، أعلنت جماعة "بوكو حرام" الخلافة الإسلامية في المدن التي استولت عليها مؤخرا في شمال البلاد.
**من هو الخليفة المزعوم؟
زعيما الخلافتين المزعومتين يشتركان في أن " أبو بكر " هو اسم شهرتيهما، وبينما اختار زعيم " بوكو حرام " اسم جدة "أبو بكر" ليكون اسما له، لم يتضمن الاسم الحقيقي لزعيم تنظيم " داعش " اسم " أبو بكر "، كما يشتركا في أن الخارجية الأمريكية أعلنتهما إرهابيين عالميين.
وزعيم تنظيم داعش هو ابراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري الحسيني القرشي السامرائي، ويعزى إليه المسؤولية عن كافة النشاطات العسكرية لتنظيم القاعدة في العراق ووجه وأدار مجموعة كبيرة من الهجمات والعمليات كهجوم 28 أغسطس (آب) 2011 على جامع أم القرى الذي أدى لمقتل 6 أشخاص.
وبعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن هدد أبوبكر بالانتقام العنيف له، وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في 4 أكتوبر (تشرين الأول) 2011 أن أبوبكر البغدادي يعتبر إرهابيًا عالميًا، ورصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه أو قتله.
أما زعيم تنظيم "بوكو حرام" فهو الإمام أبو محمد بن محمد أبو بكر الشكوي، والمعروف باسم أبو بكر محمد شيكاو، فلم تحدد وزارة العدل الأمريكية تاريخ ميلاده بدقة، وقالت إنه ولد في أحد أعوام (1965 أو 1969 أو 1975)، في قرية من المزارعين ومربي المواشي قرب الحدود مع النيجر في ولاية يوبي (شمال شرق)، وقد درس الفقه لدى رجال الدين المحليين في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو المجاورة.
وفي تلك الحقبة تعرف على الداعية محمد يوسف مؤسس "بوكو حرام" قبل أكثر من 10 سنوات، ثم انضم الى الحركة التي أطلقها يوسف وجذبت الشباب العاطلين عن العمل في مايدوغوري متهما القيم الغربية التي اتت مع الاستعمار البريطاني بأنها مسؤولة عن المشاكل في نيجيريا مثل الفساد المتفشي والفقر المدقع في صفوف السكان.
ولكن عندما أصبح "شيكاو على رأس "بوكو حرام" أصبحت الحركة أكثر "عنفا وفتكا وتدميرا"، وقبل مقتل يوسف كان شيكاو يتهمه بأنه "معتدل أكثر من اللازم" وفقا لمجموعة الأزمات الدولية.
وفي بعض الأحيان يبدو شيكاو وكأنه منفصل عن الواقع، حيث هدد بقتل مسؤولين مشهورين عالميا توفوا منذ زمن مثل رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر أو البابا الراحل يوحنا بولس الثاني.
**إعلان الخلافة :
أعلنت الخلافة الإسلامية في العراق والشام عبر تسجيل مصور للمتحدث باسم الدولة الإسلامية أبو محمد العدناني، يوم الأحد 30 يونيو (حزيران)، وقال في التسجيل إن "الدولة الإسلامية" ممثلة بأهل الحل والعقد فيها من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى قررت إعلان قيام الخلافة الإسلامية وتنصيب خليفة دولة المسلمين ومبايعة الشيخ المجاهد أبو بكر البغدادي، فقبل البيعة وصار بذلك إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان.. وأضاف أنه تم إلغاء اسم العراق والشام من مسمى الدولة وتبديلها بتسمية "الدولة الإسلامية".
وأعلنت الخلافة الاسلامية في نيجريا هي الأخرى، عبر تسجيل مصور، حصل عليه موقع "صحارى ريبورتز" الإخباري المستقل على الإنترنت، وقال زعيم الجماعة، أبو بكر شيكاو، خلال التسجيل،: "نشكر الله على النصر الكبير الذي وهبه لأعضائنا في جوزا، وجعل المدينة جزءا من الخلافة الإسلامية"، غير أنه لم يعلن تنصيب نفسه خليفة.
**البيعة
قال المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية إنهم بايعوا زعيمهم أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين في كل مكان، وأنه قبل بالبعية، وصار بذلك إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان، وفي الخلافة الإسلامية في نيجريا قال زعيم التنظيم : "نحن في دولة خلافة إسلامية، وليس لنا علاقة بنيجيريا، ونحن لا نؤمن بهذا الاسم"، ولم يدعو إلى بيعته، كما لم يدعو إلى الهجرة إلى أرض الخلافة كما فعل البغدادي.
**مساحة دولة الخلافة
يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية العراق والشام على غربي العراق وشرقي سوريا بعد أن تمكن في التاسع من شهر يونيو/ حزيران الجاري من التوغل في العديد من المدن والبلدات العراقية حيث سيطر على الموصل وتكريت وعدد من النقاط الحدودية بين سوريا والعراق معلنين انتهاء الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس/ بيكو.
في المقابل تتخذ "بوكو حرام" معقلا رئيسيا في غابة "سامبيسا" التي تمتد إلى ما يقرب من 60 ألف كيلومتر مربع عبر ولايات الشمال الشرقي في نيجريا ( بورنو، ويوبي، وبوتشي، وغومبي) وصولا إلى ولايات الشمال الغربي ( كانو، وجيغاوا)، وتبلغ مساحتها 3 أضعاف مساحة دولة إسرائيل.
ومن المعاقل الأخرى المعروفة لمسلحي بوكو حرام تلال جوزا الشهيرة في الإقليم الذي يحمل نفس الاسم، وترتفع نحو 1300 متر فوق مستوى سطح البحر، وتضم سلسلة من الجبال، تعرف باسم "جبال ماندرا" الكبرى، وتشكل حاجزا حدوديا بين نيجيريا والكاميرون.
**عاصمة الخلافة
مدينة الموصل في " العراق"، هي عاصمة دولة "الخلافة الإسلامية" المزعومة، التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية، وهي تقع على خط عرض "36 - 20 درجة"، وتقول تقارير إعلامية إن تنظيم الدولة الإسلامية يصدر في المدينة جواز سفر "دولة الخلافة".
أما تنظيم " بوكو حرام " فقد اتخذ من بلدة "جوزا " بولاية بورنو شمال شرق نيجريا عاصمة للخلافة المزعومة، وتقع تلك المدينة على خط عرض " 11-30 درجة".
**الامتداد خارج الدولة
الفكر التوسعي يجمع بين التنظيمين، فكلاهما لا يؤمن بالحدود الوطنية، وتشير تقارير إلى أن تنظيم " بوكو حرام " يملك ما لا يقل عن 9 قواعد في دولة الكاميرون، القريبة من غابة "سامبيسا"، التي يتخذون منها معقلا رئيسيا في ولاية " بورنو " في شمال شرق نيجيريا.
أما تنظيم " الدولة الإسلامية" فقد انتقل من سوريا ليسيطر، خلال وقت قصير للغاية، على مساحات شاسعة من العراق، ويرى مرقبون أن التنظيم يتجه سريعا نحو "الانتحار" على الرغم من اتساع نفوذه.
ويعزي المراقبون ذلك إلى أن التوسع السريع لمناطق سيطرة التنظيم وانتشار مقاتليه فيها، وكثرة الخصوم والأعداء الذين يقاتلهم في نفس الوقت بكل من سوريا والعراق، والدعم الأمريكي والدولي لأولئك لوجستياً وعسكرياً، مع إثارة التنظيم نقمة سكان المناطق التي يسيطر عليها بقيامه بتطبيق ما يصفها بالحدود الشرعية من جلد ورجم وذبح وقطع للرؤوس، وبدء "انتفاضات" شعبية مسلحة ضده خاصة في شرق سوريا، كل ذلك يوحي أن "دولة الخلافة" تتجه نحو "الانتحار" والزوال السريع بشكل يشابه نشأتها و"تمددها" السريع.
**العدد والتكوين العضوي
يرى متخصصون في شؤون الجماعات الإسلامية أن عدد مقاتلي "الدولة الإسلامية" لا يتجاوز 15 ألف مقاتل، أكثر من 80% منهم من جنسيات غير سورية أو عراقية، غالبيتهم حسب ما يعلن التنظيم من الشيشان والسعودية والأردن ودول المغرب العربي ومصر وليبيا وغيرها.
ويقدر مركز "بروكينغز" للدراسات في الدوحة بقطر أن عدد مقاتلي "داعش" بين 6 و7 آلاف مقاتل، بينما لم يتحدث التنظيم نفسه عن أعداده، كما لا يوجد زي مميز لهم.
أما تنظيم " بوكو حرام" ، والذي تقول مصادر إعلامية أنه بدأ ب 200 شخص، غير معروف الآن عدد مقاتلية وحجم أسلحته، لكن التسجيلات المصورة التي اطلعت عليها وكالة الأناضول، وانتشار وشدة هجمات "بوكو حرام" تشير إلى أن الجماعة تضم آلاف المقاتلين.
ولا تملك المجموعة قواعد محددة للزي، وهذا يتيح لأعضائها الاختلاط مع السكان المدنيين، وفي بعض الحالات، يظهر قادة الجماعة والمقاتلين في التسجيلات المصورة وهم يرتدون أغطية للرأس، وتارة أخرى يظهرون في الزي العسكري المموه، الذي يرتديه "أبو بكر شيكاو"، (الزعيم الحالي) أثناء ظهوره في التسجيلات المصورة التي بثتها الجماعة.
** الشعارات والرايات
يرفع تنظيم " الدولة الإسلامية " راية تنظيم القاعدة (العلم الأسود المكتوب عليه باللون الأبيض عبارة، لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ويطلق عناصره، هتافات إثر كل معركة أو انتصار يحققونه على قوات الأعداء مثل " قائدنا للأبد سيدنا محمد" و" الله أكبر" التي تتعالى بها أصواتهم أيضاً خلال الاشتباكات.
كما يرفع مقاتلو "الدولة الإسلامية" وأنصاره عبارة "باقية وتتمدد" شعاراً للتعبير عن فكر "دولتهم الإسلامية" التوسعي والتي تتعدى حدودها حدود سوريا والعراق، وكذلك بقائها على الرغم من معارضة خصومها وأعدائها الكثر.
ويرفع تنظيم " بوكو حرام " هو الآخر نفس الراية، والتي يعتقد الجهاديون أنها كانت راية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
**العقيدة والفكر
يشترك التنظيمان ( الدولة الاسلامية وبوكو حرام ) في الفكر السلفي الجهادي والمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، ويتبنى التنظيمان نفس العقيدة الجهادية ل"القاعدة"، كما يؤمنان بأهمية إقامة دولة الخلافة، وإزالة الحدود بين الدول، ومبدأ "الحكيمية"، وهو مذهب إسلامي يشدد على أن العالم يجب أن يحكم بقوانين الله فقط.
وصنف تنظيم الدولة الإسلامية في نشأته على أنه امتداد للقاعدة، وقال زعيمه أبو بكر البغدادي بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن إنه سينتقم لمقتله، لكن الزعيم الحالي للتنظيم أيمن الظواهري رفض قرار البغدادي بإعلان "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ودعاه في تسجيلات صوتية بهذا الخصوص - كان آخرها مايو/ آيار الماضي - إلى التفرغ لما وصفه ب"العراق الجريح"، والعودة إلى الأمير (الظواهري) ب"السمع والطاعة"، وهو ما رفضه التنظيم الجديد سريعاً وشن هجوماً على الظواهري وطالبه بمبايعة البغدادي كأمير، وذلك في تسجيل لأبو محمد العدناني، الناطق باسم التنظيم.
أما "بوكو حرام"، فيرى البعض أن لها علاقة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، لكن آخرين يؤكدون على عدم وجود دليل ملموس لإثبات صحة هذا الادعاء.
** مصادر التمويل:
في بداية نشأة تنظيم الدولة الإسلامية اعتمد التنظيم على التمويل الخارجي، إلا أنه لا يعلن عادة عن مصادر ذلك التمويل، كما لا تعلن تلك المصادر عن تقديمها الدعم له خوفاً من العقوبات الدولية عليها خاصة أنه موضوع على لوائح "الإرهاب الدولي".
إلا أنه خلال الفترة الماضية بدأ بالاعتماد على موارد ذاتية بعد سيطرته على حقول وآبار للنفط والغاز في كل من سوريا والعراق، وقيامه ببيع كميات منها عن طريق مهربين إلى بعض دول الجوار.
أما تنظيم "بوكو حرام"، فلا توجد معلومات واضحة بشأن مصادر التمويل، لكن فى الوقت الذي يظهر فيه بعض أعضاء وقادة الجماعة في حالة اجتماعية، واقتصادية متواضعة، فإن الجماعة تملك ترسانة حربية قوية تظهر من خلال العمليات التى تقوم به، مثل قاذفات الصواريخ والقذائف المضادة للطائرات.
** الأساليب القتالية
يعتمد تنظيم "الدولة الإسلامية" في معاركه التي يخوضها ضد خصومه في كل من سوريا والعراق على أسلوب فرض الرعب على الطرف الآخر، متخذا من "الانغماسيين" و"الذبِّيحة" ذراعين أساسيتين لتحقيق هذا الأسلوب.
ويحاول التنظيم الذي يقول مراقبون إن عدد مقاتليه لا يتجاوز 15 ألف عنصر، بخلاف عدد المتحالفين معه، تعويض النقص العددي لديه مقارنة بخصومه، حيث يعمل على تصوير مقاتليه على أنهم مستعدون للموت عبر القيام بما يسميها "عمليات استشهادية" ينفذها "الانغماسيون" ضد الأعداء.
كما يلّوح لأعدائه أيضاً بأن مصيرهم يتعدى الموت في المعارك معه، وإنما سيواجهون الذبح وقطع الرؤوس الذي ينفذه بعض العناصر المتخصصين لديه والذين يلقبهم العوام في كل من سوريا والعراق ب"الذبِّيحة" بتشديد الباء وكسرها، بحسب المفردة العامية هناك التي تدل على كثرة القتل ذبحاً.
وتبدو العقيدة القتالية ل"بوكو حرام" متشابهة، من حيث الذبح والعمليات الإنتحارية، ويقول زعيم التنظيم في عبارة شهيرة له "أحب أن اقتل من يأمرني الله بقتله تماما كما أحب ذبح الدجاج والأغنام".. وتشير العمليات التي ينفذها التظيم إلى تبنية - أيضا - الفكر الانتحاري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.