نشأ الشيخ يا سين التهامي في جو ديني وسط عائلة محافظة في قرية الحواتكة بمركز منفلوط محافظة أسيوط، بصعيد مصر. ولد ياسين عام 1949م، وكان معظم أهل القرية من المنتسبين للطرق الصوفية، وكان والده الشيخ تهامي حسنين من الصالحين، وحفظ الشيخ ياسين القرآن وجوده، ما ساعده على تقويم لسانه وتعريبه على الوجه الأمثل. تلقى تعليمه بالمعاهد الأزهرية حتى السنة الثانية الثانوية ثم انقطع لظروف خاصة. وعاش الشيخ ياسين في جو معطر بالذكر والنفحات الصوفية، وتعرف خلال هذه الفترة على عمالقة الشعر الصوفي على امتداد التاريخ الإسلامي، أمثال عمر بن الفارض ومنصور الحلاج ومحيي الدين بن عربي وغيرهم، وكان لهذا أكبر الأثر في ميوله لباب الشعر الصوفي منشداً فيما بعد. وأنشد الشيخ ياسين في أكثر من دولة أوربية، ونال الكثير من الجوائز، واشتهر التهامي منذ منتصف السبعينات كمنشد ديني متمكن، منافسا بذلك الشيخ أحمد التوني سيد هذا الفن آنذاك، والذي كان أستاذه الأول، واستطاع بعد ذلك التربع على عرش الإنشاد لمدة تقترب من ثلاثين عاما وحتى الآن. واستطاع الشيخ ياسين الارتقاء بالإنشاد الديني الشعبي من الأسلوب الدارج والكلمات العامية إلى تطعيمه بأرقى وأجمل ألوان الشعر الصوفي الفصيح لعمالقة الشعراء، كما يتمتع الشيخ ياسين بمعرفة موسيقية عالية، وتنقل مرن وسلس جداً بين المقامات. وله علامات عدة في الإنشاد الديني. له العديد من الحفلات التي لا ينساها التاريخ سواء في الدول العربية أو الأوروبية وله الكثير من التسجيلات التي يعتني ويهتم بها الكثير من الناس، وأنشأ الشيخ ياسين بمساعدة ابنه الشيخ محمود التهامي قناة للمدح، منذ 3 سنوات مضت، وقام على تطويرها وعرض الحفلات والتسجيلات القديمة له من خلالها للتواصل مع المجتمع.