كعادتها السنوية، تستعد لاستقبال شهر رمضان بقراءة القرآن. لم تشك حنان عثمان لحظة فى المصحف الذى حصلت عليه كهدية، بدأت القراءة فيه، انتهت من سورة الرحمن، لكنها فوجئت بسورة الأحقاف بعدها، أين إذن سورة الواقعة؟ أسئلة كثيرة وجّهتها لنفسها، استعانت فى الإجابة عليها بمصحف آخر كشف لها التباين الشديد فى ترتيب الآيات فى السورة نفسها، وترتيب السور، راجعت بيانات المطبعة والرقم المسلسل وهيئة المراجعة وموافقة الأزهر على الطبع، وتأكدت من وجود كل هذا فى المصحف. تندهش السيدة الخمسينية من حجم التراخى فى حماية المصحف، وتقول: «فى السعودية مطبعة واحدة فقط تابعة للمملكة هى التى تستطيع طباعة المصحف، إحنا هنا المصحف بقى سبوبة»، لم تكترث «حنان» بطلب أبنائها الذهاب للأزهر وتسليمهم المصحف». ما اعتبرته «حنان» كارثة تستوجب تحرك الدولة لم يزد فى نظر أسامة السحار، صاحب المطبعة، عن مجرد خطأ، سيحاسب من اقترفه، وأكد أن الأخطاء واردة وقال: «فيه كوارث بتحصل فى طباعة المصاحف فى مصر، مش احنا بس، والأزهر عامل عقوبة الغلطة ب200 ألف جنيه، بس مش بتطبق». أما د. محيى الدين عفيفى، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، فعرض على صاحبة المصحف تسليمه إلى الأزهر لاتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المطبعة، واصفاً أصحابها بأنهم «ناس مابتخافش ربنا ويهمهم جمع الفلوس»، معللاً سبب وجود ترخيص الطبع الصادر من الأزهر بالقول «التصريح ب5 سنوات والمطبعة تعمل به لمدة 15 سنة».