قال زعيم حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي، إنه إذا قدرت الأطراف المعنية بالشأن المصري، إننا يمكن أن نقوم بدور للمصالحة بين الأطراف المصرية، فإننا سنكون سعداء بذلك". وشدد الغنوشي، في مقابلة خاصة مع وكالة الأناضول، أن "حقن قطرة دم واحدة لمصري تستحق أن يُسافر لها إلى أقصى الدنيا". وتابع الغنوشي "نتوقع أن تقع وساطة سعودية في مصر، لأن المنطقة في حاجة إلى تصالح، ومصر كذلك تحتاج إلى تصالح"، موضحا أن "العالم العربي في حاجة إلى مصر قوية ويحتاج إلى جيش مصري قوي، فالعالم العربي بدون مصر لا شيء، وهذا سبق أن تبين عندما انسحبت مصر من الصراع العربي الإسرائيلي، العرب لم يفعلوا شيئا في غياب مصر، فلا عرب بدون مصر، وبالتالي تعافي مصر هو مصلحة عربية". واستكمل "مصر لتكي تقوم بدورها في العالم العربي حاملة لرايته ومدافعة عنه، لا مناص من أن يكون وضعها الداخلي مناسبا، وأن يكون الشعب المصري في حالة تصالح وليس حالة حرب بين قواه". وعن ملامح رؤيته لحل الأزمة المصرية، أوضح الغنوشي: "لا أحد عارف بمصر يتصور أن الجيش المصري يمكن ينسحب من السياسة جملة، لأنه لا يمكن أن ننزع مؤسسة من هويتها، وهي مصدر من مصادر شرعية تكوينها، وليس من المعقول أن نطلب من الجيش الانسحاب من السياسة تماما وبشكل كامل". وتابع: "كذلك لا أحد عارف بمصر يمكن أن يتصور مصر في الزمن المنظور يمكن أن تصبح وتمسي وليس فيها جماعة الإخوان، لأن الإخوان قوة مؤسسة لمصر الحديثة، لا أحد عاقل يمكن أن يتصور مصر بدون إخوان، أو كذلك بدون أقباط، فالأقباط جزء لا يتجزأ من مصر، أو تكون مصر بدون قوى ليبرالية، هذه القوى هي قوى أصيلة في مصر". وخلص إلى أن "أي معادلة معقولة لحكم مصر يجب أن تأخذ بعين الاعتبار هذه القوى، من يتصور أن هذه الحرب على الإخوان ممكن أن تأتي عليهم، وتقلب الصفحة ونرى مصر بدون إخوان، فهذا يكون إضاعة للوقت، كل محاولات الإقصاء هي محاولات فاشلة، والإقصاء غير ممكن لأي طرف في المشهد المصري". وكشف الغنوشي أنه سبق أن نقل ملامح هذه الرؤية الرافضة لإقصاء أي طرف من المشهد السياسي المصري، إلى "شخصيات قريبة من النظام المصري" لم يكشف عن هويتها.