أكد بكرى فى الحلقة الثانية من كتابه «لغز المشير» (تحت الطبع)، أن المشير طنطاوى اقترح إصدار بيان من القيادة العامة للقوات المسلحة يؤكد هذه المعانى. وقال إن هذا البيان سيكون إلزاماً للجميع، وهو رسالة أيضاً موجّهة إلى الشعب وإلى النظام، وبالفعل تمت صياغة البيان الذى أكد رفض استخدام القوة وتفهم المطالب المشروعة للشعب، ولقد أكد البيان أن القوات المسلحة هى الدرع الواقية والحصن الأمين لهذا الشعب العظيم وحمايته من الأخطار المحيطة به، وأن تراب هذا البلد ممزوج بدماء المصريين على مر التاريخ. بعد الموافقة على هذا البيان أقسم الحاضرون على المصحف الشريف لحماية الشعب وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه. بعد انتهاء الاجتماع تم تكليف اللواء إسماعيل عتمان بإذاعة البيان فى التليفزيون المصرى دون إخطار وزير الإعلام أنس الفقى، حيث قام عبداللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون، بتسهيل المهمة، مما أثار غضب كبار المسئولين، وفى مقدمتهم الرئيس مبارك الذى فوجئ بصدور هذا البيان الذى اعتبره البعض مؤشراً على بداية النهاية للنظام. أحدثت إذاعة البيان ردود فعل إيجابية واسعة فى الشارع المصرى، وأدرك المتظاهرون أن الجيش المصرى لن يتخلى عن مطالبهم، ووجدوا فيه سنداً قوياً، وهتفوا فى الميدان للجيش وللمشير طنطاوى. كانت الشائعات قد انطلقت حول موقف الجيش بعد زيارة الرئيس مبارك ونجله إلى مركز عمليات القوات المسلحة (66) يوم 30 يناير، حيث راح البعض يردّد أن الجيش ربما يدعم الرئيس. ورغم أن المشير طنطاوى نزل فى اليوم نفسه إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون، وظهر وهو يقول لأحد الجنود «شدوا حيلكم.. مصر محتاجة لكم»، إلا أن الشائعات لم تتوقف، إلا بصدور البيان التاريخى للقوات المسلحة فى الأول من فبراير. لم يدرك البعض أن المشير كان يريد أن يبعث برسالة إلى الجميع، وأن دور القوات المسلحة سيكون أساسياً وفاصلاً فى هذه الأحداث.