بعد أن قام النائب عمر سليمان بتسجيل البيان الموجز والذي يبلغ فيه الشعب المصري بقرار الرئيس مبارك بتخليه عن منصب رئيس المجهورية وتفويض المجلس الأعلي للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد عصر يوم الجمعة الموافق 11 فبراير كانت المشكلة الأساسية كيف يمكن توصيل شريط الفيديو وإذاعته علي شاشة التليفزيون المصري بمجرد مغادرة سوزان ونجلها جمال مقر الإقامة مباشرة. لقد استدعي المشير طنطاوي اللواء إسماعيل عتمان عضو المجلس الأعلي ومدير الشئون المعنوية ،طلب منه مغادرة مبني وزارة الدفاع علي الفور للوصول إلي مبني التليفزيون في ماسبيرو،علي ان ينتظر الإشارة من الفريق سامي عنان لإذاعة بيان التنحي علي لسان النائب العام عمر سليمان في تمام الساعة السادسة مساء بالضبط. كانت المهمة صعبة فالحشود تزحف من كل مكان والشوارع مكتظة بمئات الألوف من البشر والحشود تحيط بمبني الإذاعة والتليفزيون من كل اتجاه وفي مثل هذه الظروف لاشئ مضمون. كانت المخاوف تساور اللواء إسماعيل عتمان لقد أدرك انه أمام مسئولية صعبة وأن مصير الوطن بيديه وأنه لابد أن يصل في الموعد المحدد وأن يتمكن من إذاعة شريط الفيديو دون علم وزير الإعلام. وضع إسماعيل عتمان شريط الفيديو داخل ملابسه وارتدي "زنط" وأحكم غلقه جيدا خوفا علي الشريط واحتمال خطفه أو سقوطه في زمرة الزحام ولمحه الكثيرون وتعرفوا عليه, وقابلوه بالقبلات والأحضان فقد تعرفوا علي صورته بعد أن أدلي بأكثر من بيان إعلامي علي شاشة التليفزيون باسم القوات المسلحة, بالكاد وصل عتمان إلي مبني التليفزيون أفسح له رجال الحرس الجمهوري الطريق إلي داخل المبني من وسط الأسلاك الشائكة التي كانت تحيط بالمبني خوفا من اقتحامه. كان عتمان يتخوف من أن يقوم بعض رجال الحرس الجمهوري بمنعه من الدخول أو تفتيشه ومصادرة الشريط الذي كان بحوزته إلا أنه تنفس الصعداء بعد أن وجد نفسه وجها لوجه أمام عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار في مكتبه بالدور الخامس من المبني. أبلغ عتمان المناوي بالمضمون الذي يحمله شريط الفيديو وسأله عن وزير الإعلام أنس الفقي وأسامة الشيخ هل هما موجودان بالمبني أم لا ، فأجابه المناوي إنهم غير موجودين. الجدير بالذكر إنه عندما علم المناوي بأن الشريط يتضمن قرار تنحي مبارك عن السلطة "احتضن اللواء عتمان وبدت السعادة الغامرة علي وجهه وقال "أخيرا..قولي مطلوب إذاعته الساعة كام". وبالفعل جاءت إشارة الفريق سامي عنان في تمام الساعة السادسة إلا خمس دقائق للتأكيد علي إذاعة البيان في تمام الساعة السادسة . وذلك بحسب ما نشرته جريدة الأخبار من كتاب" الجيش والثورة" للكاتب الصحفي مصطفي بكري.