قالت الدكتورة هدى بدران، رئيس الاتحاد النوعي لنساء مصر، إن تراجع دور المدرسة في التربية مؤشر خطير، لأن دورها كان فى الماضي مكملاً لدور الأسرة، وطالبت بضرورة الكشف النفسى والاجتماعي على العاملين بالمدارس، خاصة الابتدائية منها، لردع الانتهاكات الجسدية والمعنوية التى يتعرض لها الأطفال. وأكدت «بدران» في حوارها ل«الوطن»، أن 1000 حالة اغتصاب للأطفال ذكوراً وإناثاً، تم تسجيلها في الفترة ما بين يناير وأكتوبر من عام 2014، مشيرة إلى أن الحالات غير المسجلة تصل إلى أكثر من 3000 حالة سنوياً. ما رأيك في دور وزارة التربية والتعليم؟ - صمت وزير التربية والتعليم عن حوادث الاغتصاب داخل المدارس كارثة، أين رد فعل الوزير والأطفال يتعرضون للتحرش والاغتصاب داخل الفصول كل يوم؟ فبدلاً من اهتمام الوزير بالمناهج والكتب والمدارس والفصول، كان حرياً به أن يهتم بالبشر وببناء الإنسان لأنه الأهم، وذلك سيظهر الخلل فى منظومة التعليم المصرية كلها، بدءاً من المعلمين وخريجى كليات التربية والإدارات التعليمية التى تتقاعس عن دورها فى الإشراف على المدارس. ■ ولماذا يبدع المصريون خلال عملهم فى الخارج؟ - لأن الكفاءات المصرية تهرب إلى الخارج، ومعظم العلماء المصريين والباحثين يعملون فى أكبر جامعات على مستوى العالم وفى أكبر مراكز بحثية فى أمريكا وأوروبا والدول العربية والأفريقية، ونحن فى مصر لا نستغل هذه القدرات الهائلة من البشر ولا نعطيهم الفرصة، ما يؤدى إلى هجرتهم. ولأن مصر فى أشد الحاجة إلى المتخصصين فى جميع المجالات العلمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية، ويمكن الاستعانة بتجربة السلطان قابوس سلطان عمان فى التواصل مع الكفاءات وتقديم الدعم لهم. ■ وما رأيك فى آراء الباحث إسلام بحيرى؟ - يجب أن نسمح له بالإدلاء بآرائه ونرد عليه بالحجة والمنطق وليس بالتكفير، «خلّوا الناس تفكر فى الكلام اللى بيقوله». ■ وماذا عن تجديد الخطاب الدينى من جانب الأزهر الشريف؟ - أطالب مؤسسة الأزهر بتقديم «خطاب دينى بديل» يصحح مفهوم علاقة الذكر بالأنثى على أساس أنهم متكاملان، والقضاء على فيروس التعصب وثقافة العدوانية، والتركيز على ثقافة الصدق والأمانة من خلال تشجيع الاجتهاد فى الدين وإرسال بعثات إلى الخارج، لأن الدين مصدر مهم من مصادر الثقافة. ■ وما رأيك فى مطالبة بعض الفتيات بالتجنيد من خلال حملة «مجندة مصرية»؟ - لا يوجد اعتراض حقيقى على فكرة تجنيد الفتيات، ولكن لا بد من دراسته بشكل متعمق، وما إذا كان سيتم بشكل إجبارى أم لا، كما يجب التأكد من أسباب ذلك وهل عدد الجيش لا يكفى كى ندفع بالفتيات للتجنيد، فالحرب الحالية لا تعتمد على حجم الجيش بقدر ما تعتمد على استخدام الأسلحة المتطورة. ■ سبق أن قلتِ إن الفتيات إذا أردن العمل كمتطوعات لماذا لا يتطوعن كممرضات؟ - بالفعل فإذا كانت هناك رغبة من بعض الفتيات لخدمة الوطن لماذا لا يشاركن ويتطوعن «كممرضات»، خاصة أن وزارة الصحة تعانى من نقص شديد فى عدد الممرضات، إلى جانب أن هناك بعض المنظمات الاجتماعية تطلب متطوعين من الفتيات ولا تجد. ■ ما رأيك فى استغلال تنظيم «داعش» الإرهابى للنساء؟ - هذا التنظيم يقوم بعمليات غسيل لعقول النساء لأنهن يحملن الثقافة، ويركز على الفقيرات منهن، ويستغل حاجتهن المادية، كما فعلت تيارات الإسلام السياسى فى مصر مؤخراً، ما أدى إلى تزعم الفتيات للمظاهرات فى جامعة الأزهر واندلاع أحداث إرهابية وفوضى بينهن وبين أجهزة الأمن. ■ برأيك لماذا تُستبعد النساء من مواقع صنع القرار؟ - لأن الثقافة الذكورية تحرم المرأة من التعليم وتستبعدها لأنها تراها فى المرتبة الثانية بعد الرجل، وأنها ناقصة عقل ودين. ■ وما دور الاتحاد فى مساعدة النساء للوصول إلى المناصب القيادية؟ - وضعنا توصيات محددة بشأن زيادة التنسيق بين الجمعيات الأهلية والمجلس القومى للمرأة، بهدف رفع معدل وصول المرأة إلى المناصب القيادية، ونشر ثقافة مجتمعية تؤمن بالمساواة بين الجنسين، وتنقية القوانين من التحيز ضد المرأة، وبخاصة قوانين الأسرة والأحوال الشخصية. ■ هل أنتِ قلقة على مستقبل المرأة خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ - ما يقلقنى محاولة الفلول العودة للعمل السياسى، والدخول فى الاستحقاق الانتخابى المقبل، وخاصة الأغنياء الذين يتعدى إنفاقهم على حملتهم الانتخابية «5 ملايين جنيه»، وهل ستستطيع النساء الصمود أمام هذا الإنفاق الهائل من الملايين؟ ■ ما دور الاتحاد النوعى لنساء مصر فى الانتخابات المقبلة؟ - سنقدم المساعدات للنائبات المختارات ليقمن بدورهنّ على أعلى مستوى من الكفاءة، بعد نجاحهن فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وسيساعد فى إعداد مسودات القانون، ودعمهن بالمعلومات الحقيقية المبنية على الدراسات لتمكينهن سياسياً.